ترجماتسياسة

واشنطن بوست: بوتين لم يسمح لمنافسه الأبرز بخوض الانتخابات

واشنطن بوست: رغم فوزه الكاسح لكن الصورة ليست وردية لبوتين في ولايته الجديدة

ترجمة: ماري مراد

المصدر: واشنطن بوست

ترى صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أنه رغم الفوز الساحق الذي حققه فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية الروسية، لكن هذا الفوز كشف أنه لا يحظى بنسبة الدعم الشعبي الكبيرة التي كان يروج لها الكرملين، مرجحة أن تكون الولاية الرابعة لبوتين أكثر خطورة.

وفي افتتاحيتها، ذكرت الصحيفة أن فلاديمير بوتين، حسب تقارير، فاز بنسبة 76.7 من الأصوات في الانتخابات، أي أكثر من أي رئيس آخر في فترة ما بعد الاتحاد السوفييتي، وأن نسبة الإقبال (التي وصلت تقريبا إلى 67.55) أقل من الهدف الذي حدده الكرملين (70%) رغم أن السلطات رفعت إجمالي المشاركة من خلال حشو صناديق الاقتراع الذي ظهر في فيديوهات عدة نشرت عبر الإنترنت، في إشارة إلى المخالفات الانتخابية.

وحسب “نيويورك تايمز” لم يظهر الشباب في الانتخابات، إذ أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة مدعومة من الدولة أن المشاركة بلغت 9% فقط، بين من تتراوح أعمارهم من 18 إلى 25 عاما.

وبشكل عام، أوضحت الصحيفة أن بوتين، الذي غالباً ما يوصف بأنه يتمتع بشعبية كبيرة، لم يخاطر بالسماح منافسه الأبرز، ألكسي نافالني، بالترشح أمامه.

“واشنطن بوست” أشارت إلى أن بوتين بنى حملته بشكل شبه كامل على العداء تجاه الغرب، فكان يتباهى بأسلحة نووية جديدة وعرض صورة متحركة لها تسير نحو فلوريدا، لكن مع ظهور النتائج في يوم الإثنين، تغير فجأة، قائلا إنه غير مهتم بسباق تسلح ويركز على رفع مستوى المعيشة في البلاد.

ومع ذلك، رجحت الصحيفة أن الحاكم الروسي الذي ظل في السلطة لفترة أطول من أي شخص آخر منذ جوزيف ستالين، سيجد صعوبة في الخروج من الثقوب التي حفرها لنظامه في الشؤون الداخلية والخارجية.

ووعد بوتين، مثل ترامب، برفع النمو الاقتصادي فوق 3% عن المستوى الحالي الذي هو أقل من 2%، لكن مع استقرار أسعار النفط وتزايد العقوبات الغربية ردا على استفزازات مثل الهجوم الذي وقع هذا الشهر على جاسوس روسي سابق في بريطانيا، رجحت الصحيفة عدم إمكانية وفاء بوتين بتعهده.

وبالمثل، حسب الافتتاحية، أعلن بوتين في مناسبات عدة إنجاز مهمة التدخل الروسي في سوريا، لكن من غير المحتمل أن تنتهي الحرب في أي وقت قريب مع فشل محاولاته في التوسط، وليس من المحتمل أن تجد القوات الروسية مخرجا من الأراضي الشرقية الأوكرانية التي غزتها قبل أربع سنوات، حيث تستمر الأعمال العدائية.

“واشنطن بوست” رجحت أن تجعل هذه المشكلات بوتين أكثر خطورة، لافتة إلى أنه في السنوات الأخيرة استخدم بشكل متكرر المجازفات الخارجية مثل غزو شبه جزيرة القرم لإلهاء الروس عن الركود المحلي، متوقعة أن يعظم بوتين من عمليات التأثير على الانتخابات الأمريكية، أو حدوث مزيد من الهجمات باستخدام غاز الأعصاب.

وفي الختام، أوصت الصحيفة أن العمل الغربي وحده سيردع بوتين، مشددة على ضرورة تزويد القوات الأوكرانية بمزيد من الأسلحة، والرد على الهجمات الإلكترونية، ومنع بوتين ومجموعة من الأوليغارشية “حكم القلة” حوله من إخفاء أموالهم في الأسواق المالية والعقارية الغربية، مضيفة: “يجب أن يعلم بوتين أن المزيد من المغامرات في الخارج سيعرض نظامه المتجدد الجديد للخطر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى