قميص النازية و”الوجه الأسود” و” H H “. أشباح التاريخ تطارد الألمان في مونديال البرازيل.
ترجمة – محمود مصطفى
قبل انطلاقتها في كأس العالم هذه السنة، لم تكن ألمانيا فقط مرشحة للفوز بالبطولة ولكن أيضاً تم التصويت لها كأكثر البلاد شعبية في العالم. ولكن بينما لا تزال ألمانيا محافظة على فرصها الغير أكيدة في الفوز، فإن شعبيتها قد تتراجع بعد بضعة أحداث مثيرة للجدل جعلت الماضي النازي للبلاد يعود للظهور وألقت الضوء على حاضر النازية الجديدة بالرغم من محدوديتها في البلاد.
قمصان زمن النازية
أشعل معرض لقمصان كرة القدم التاريخية في مدينة سلفادور بالبرازيل جدلاً بسبب عرضه لنموذج لزي منتخب ألمانيا عام 1934. الزي الأبيض الذي يحتوي على رسم لنسر الرايخ الثالث فوق صليب النازية المعقوف (سواستيكا) جعل الكثيرون يتعجبون من صاحب هذا الخطأ عديم الإحساس.
رولف زيتل من فرايبورج في سويسرا قال لوكالة أنباء أسوشيتد برس بينما ينظر إلى الشعار على القميص “هل هذه مزحة؟ ألمانيا عام 1934 كانت تعيش أوقاتا مهينة .. هل هذا مقبول؟ لا هذا ليس مقبولاً.”
مع ذلك، يقول آخرون أن القميص يجب أن يبقى لأسباب تاريخية، يقول أحد المشجعين من تشيلي “إنه في الحقيقة يمثل زمناً لا أعرفه جيداً.”
مشجعون ألمان بوجوه سوداء
أثارت صورة لمشجعين ألمانيين صبغوا وجهيهما باللون الأسود في مباراة ألمانيا وغانا عاصفة على الإنترنت، ووعد الفيفا بالتحقيق في الأمر. تقول التقارير إن العديد من المشجعين الألمان أتوا إلى اللقاء بوجوه مصبوغة بالأسود.
تاريخ ألمانيا المعاصر مع الوجه الأسود ليس جيداً. ففي 2011 صبغ الساخر والكوميديان والعضو الحالي بالبرلمان الأوروبي مارتن سونبورن وجهه بالأسود ليقارن نفسه بالرئيس الأمريكي أوباما. رد فعل الإعلام الناطق بالإنجليزية كان غاضباً ولكن سونبورن لم يكن آسفاً، حيث قال لصحيفة ذا لوكال وقتها “كلا، لم أكن أعرف (تاريخ الوجه الأسود) إذا ربط الأمريكيون هذا بذاك فأن متأسف لذلك، لكني لكني لن أزيل هذا الوجه.”
متعاطف مع النازيين الجدد يقتحم الملعب
أيضاً خلال المباراة بين ألمانيا وغانا اقتحم رجل بعلامات نازية على جسده، من ضمنها حرفي “H” يمثلان شعار يحيا هتلر (Heil Hitler)، أرض الملعب وتجاوز المنظمين إلى أن قام لاعب غانا سولي مونتاري بإخراجه من أرض المباراة.
وفقاً لأسوشيتد برس، تمت إحالة الحادثة إلى لجنة الانضباط بالفيفا. المتحدثة باسم الفيفا ديليا فيشر قال للمراسلين “لا نحترم أي رسائل تمييزية ودائماً ما نحيل أية أدلة أو شكاوى إلى لجنة الإنضباط لدينا.”
ووفقاً لمدير منظمة “كرة القدم ضد العنصرية في أوروبا”، وهي شبكة انشأت لمناهضة التمييز في كرة القدم الأوروبية، بيارا بوار “السؤال أصبح: كيف يمكن التحكم في مشجع منفرد اختار أن يرسم على جسده وأن يقفز إلى أرض الملعب لينقل أراؤه الداعمة للنازية الجديدة؟ هذا فشل لنظام الفيفا أن يصل إلى الحد الذي وصل إليه.”
