سياسة

تحرير الموصل: العراق يبدأ المعركة وداعش يستعد بالانتحاريين

تحرير الموصل: العراق يبدأ المعركة وداعش يستعد بالانتحاريين

الإندبندنت– رويترز– زحمة

يبحث تنظيم داعش عن حرب يمكن أن تستمر لشهور من أجل الحفاظ على سيطرته في مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية. سيكون ذلك من خلال زرع القنابل بكثافة في الشوارع وتجهيز عشرات من الانتحاريين، وتعبئة خنادق حول النقاط الهامة في المدينة بالنفط المشتعل.

أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في الساعات الأولى من اليوم الإثنين أن العملية التي طال انتظارها قد بدأت. وقالت مصادر عديدة إن المواطنين بدؤوا المقاومة المسلحة بأنفسهم وأشعلوا النيران في المركبات التابعة لداعش وسرقوا الأسلحة، على الرغم من أن هذه التقارير المحلية لا يمكن التحقق من دقتها.

ومن المتوقع مشاركة نحو 30 ألف جندي من الجيش العراقي والبشمركة الكردية ومقاتلين من عشائر سنية لطرد ما يقدر بنحو أربعة آلاف إلى ثمانية آلاف من متشددي الدولة الإسلامية من الموصل.

رئيس الوزراء العراقي يعلن بدء المعركة

وقال العبادي عبر التليفزيون الرسمي “أعلن اليوم بدء هذه العمليات البطلة لتحريركم من بطش وإرهاب داعش.”

وأضاف العبادي وحوله كبار قادة القوات المسلحة “يا أبناء شعبنا العزيز يا أبناء محافظة نينوى الأحبة لقد دقت ساعة الانتصار وبدأت عمليات تحرير الموصل”.

“وإن شاء الله قريبا نلتقي في أرض الموصل لنحتفل جميعا بتحريرها وبخلاصكم.”

وأشار السكان في الموصل خلال الأيام الماضية إلى أن تنظيم داعش قام بتجهيز شراك ملغومة أسفل الكباري أو بداخل حفر مجهزة في الشوارع الرئيسية. وحذرت وزارة الدفاع الأمريكية الشهر الماضي من أن داعش قد يقوم بمحاولات بدائية لصناعة غاز الخردل ويستخدمه ضد السكان أو الجيش المتقدم نحوه، وزودت القوات العراقية بحوالي 50 ألف قناع مضاد للغازات.

كما أقام التنظيم في مناطق مختلفة أسوارًا أسمنتية ليحتجز المواطنين في بعض الضواحي وبالتالي يمكن استخدامهم كدروع بشرية، وفقًا لرسائل نصية وصور تم إرسالها لرويترز، وصنع داعش أيضًا شبكة كبيرة من الأنفاق تحت الأرض من أجل حماية ونقل المعدات والمقاتلين.

يشابه هذا الأسلوب ما اتبعه التنظيم في المدن الأخرى التي دافع عنها، لكن الموصل ستكون المعركة الكبرى التي يواجهها التنظيم. وفقدان السيطرة على المدينة سيكون أمرًا جوهريًا لبداية نهايتهم في العراق.

وفي أول بيان عن عمليات الموصل قالت خلية الإعلام الحربي التابعة للجيش العراقي “قواتنا تدمر الخطوط الدفاعية لعصابات داعش الإرهابية وتتقدم بكل ثبات باتجاه أهدافها المرسومة.”

وأضاف البيان “طيران الجيش العراقي وطيران التحالف الدولي يواصلان ضرباتهما الدقيقة على كل مقرات داعش ومعسكراته.”

وقال مراسل لرويترز إن عمودا من الدخان الأسود كان يتصاعد من أحد مواقع المتشددين على الجبهة الشرقية للمدينة ويبدو أنه ناتج عن احتراق وقود يستخدم لقطع الطريق أمام تقدم الأكراد وحجب الرؤية عن الطائرات.

وذكر مقاتل كردي شاب يرتدي زي المعركة “نحن المسلمون الحقيقيون. داعش ليسوا بمسلمين لا يقر أي دين ما فعلوه.”

وبينما كان يتحدث مرت سيارة همفي وكتب اسم روج افا أي كردستان سوريا على برج مدفعها الرشاش.

وقال الميجر شيبان صالح أحد المقاتلين الذين كانوا يستقلون السيارة “كل هذه كردستان” وأضاف “عندما ننتهي من الأمر هنا سنلاحقهم إلى الرقة أو أينما كانوا” مشيرا إلى أكبر مدينة سورية تقع تحت سيطرة داعش.

وحذرت الأمم المتحدة من أن القتال قد يتسبب في نزوح حوالي 700 ألف شخص، وسيكونون بحاجة إلى مساعدات إنسانية في الأيام القليلة الأولى من المعركة.

يعيش بالموصل حوالي 2 مليون شخص، وسقطت في قبضة داعش منذ عام 2014. ويحشد الجيش العراقي بمساعدة مستشارين أمريكيين لاستعادة المدينة، محققا مكاسب في المناطق القريبة بالإضافة إلى إنشاء خطوط إمداد من وإلى القاعدة الأمريكية التي تبعد 80 كيلومترا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى