حياتنامنوعات

كيف تُحافظين على علاقة زوجية صحيّة بعد إنجاب طفل؟

جزء من الاهتمام بشخص ما يعني قبول أنه لن يقوم بالأشياء الصحيحة دائمًا

ترجمة: ماري مراد

المصدر: Relate

إنجاب الأطفال هو تحدٍّ كبير في العلاقة الزوجية، وفي أسوأ الحالات يمكن للضغط الذي يسبّبه المولود أن يؤدّي إلى المشاحنات بين الزوجين، وهو ما يُؤثّر بشكل خطير على شعورهما تجاه بعضهما بل وحتى قد يجعل مستقبلهما محلا للشك.

لهذا، من المهم للغاية العناية بالعلاقة بعد إنجاب طفل. ويأتي هذا الاعتناء في آخر قائمة الأولويات، نظرا لأن لديكِ الكثير من الأشياء التي تقلقك، لكن عندما تفكرين جيدا في الأمر ستجدين أن علاقة قوية بالزوج لها أهمية قصوى.

إذن ما الذي يمكننا فعله؟ حسنا، لا توجد إجابات سهلة، هناك بعض الأمور الأساسية التي يجب وضعها في الاعتبار:

النوم

لنبدأ بما هو أكثر وضوحا. معظم الأزواج ينامون قليلا خلال الأشهر الأولى بعد الولادة، ونوم أقل يعني طاقة أقل، وصبر أقل، وبالتالي فرصة أكبر لحدوث مشاجرة.

ربما يتأثر الزواج بعد الإنجاب لكن قد يكون الأزواج محظوظين إذ استطاع طفلهم النوم ليلا دون مشاكل، وإذا لم يحدث ذلك على الزوجين تعلّم كيف يتفاعلان معا.

مِن المهم على الزوجين حلّ مشكلة نوم الطفل معا، ومن الممكن تحقيق هذا بالتواصل والتخطيط.. اتفقا على كيفية إدارة الأمور حينما يستيقظ الطفل منتصف الليل، تحدّثا بشأن التناوب.

كوني ذكية بشأن كيفية التخطيط للنوم: حاولي الحصول على بعض النوم حينما يكون الطفل نائما، سيتطلب الأمر بعض الوقت لتتأقلمي، قد تجدين نفسك أصبحتِ معتادة أخذ قيلولة في أي لحظة.

أما إذا وجدتِ أن الأمور أصبحت زائدة عن الحد، يمكنكِ أخذ استراحة لبعض الوقت بترك الطفل لدى أقاربكما أو صديق يمكنه الاعتناء به.

التحدّث

التحدّث أهم جزء في أي علاقة، على هذا النحو، يصبح أكثر أهمية حينما يكون لديك طفل، يجب عليكما إعادة التواصل والشعور بالقرب وأن تتفاهما معا، فالحديث يمنحكما فرصة التعبير أو اكتشاف أي شيء قد يكون مقلقا أو صعبا، فهو يمنحكما الفرصة للتحدث والاستماع.

ابذلي قصارى جهدك لتجدي الوقت الكافي، قد يعني ذلك تخصيص نصف ساعة في نهاية اليوم للدردشة في السرير، أو تناول وجبة الإفطار معًا، أو مجرد الذهاب للمشي مرة في الأسبوع في أي مكان يمكنك الحصول على محادثة مناسبة.

وكذلك الأمر بالنسبة إلى المناقشة بشأن الصعاب، من المهم حقا أن تكونا قادرين على التواصل بشكل علني بشأن أي مشكلات تواجهانها، حتى تتعاملا معها معا ربما يشعر شريكك أنك لم تدعميه بطريقة معينة، أو ربما تشعرين أنكما لا تعملان معا على حل المشكلات.

من المهم أن تكون لديكما القدرة على قول هذه الأشياء صراحة لبعضكما، والعمل معا على معالجتها.

التخطيط

من المفيد حقا تطوير موهبة التخطيط للمستقبل.

إن جزءًا من الحفاظ على علاقة سليمة هو توفير الوقت للاستمتاع معًا، لذا قد ترغبين بالتفكير في تخصيص بعض الوقت للقيام بذلك. يمكنك تحديد وقت للخروج مع شريكك وأن تفعلا شيئا معا، وستكون مثل هذه الطرق ممتعة جدا وإيجابية لبناء بعض التنوع في جدول مواعيدك وقضاء وقت ممتع معًا.

تخطيط الأمور ليس بالضرورة أنه يعني التخطيط لأشياء كبيرة، فيمكن أن يعني التخطيط لأشياء صغيرة أيضًا، مثل إجراء مكالمة هاتفية أو البقاء في السرير بالمساء أو ممارسة الجنس.

الجنس

“لا أريد ممارسة الجنس منذ أن أنجبت طفلا”.

الجنس جزء مهم في معظم العلاقات، فهو طريقة لربط وإعادة تأكيد إحساسك بالألفة مع شريكك.

“شريكي يريد ممارسة الجنس لكنني أشعر بأنني غير مستعدة”.

ربما تجاهدين نفسك لإيجاد طاقة لممارسة الجنس بعد إنجاب الطفل، ولا حرج في هذا، لكن الحميمية لا تعني بالضرورة الجماع. في بعض الأحيان، يمكن أن تعني فقط أن تكونا قريبين من بعضكما، دون أن تكون لديك بالضرورة توقعات للذهاب إلى أبعد من ذلك.

قد تجدين صعوبة أيضًا في إيجاد الوقت. لكن، كما ذكرنا سابقا، يمكن معالجة هذا الأمر بجدولة مدروسة قليلًا.

التسامُح

الشيء الأخير الذي ربما تحتاجين إلى التفكير بشأنه: أن تهوّنا على بعضكما.

أن تكونا أبوين حديثا أمرا صعبا. مِن المحتمل أن ترتكبا أخطاء، أن تتشاجرا، وتبتعدا بين الحين والآخر لأنكما تتعاملان مع شيء جديد.

في بعض الأحيان، من الأفضل أن تكونا لطيفين مع بعضكما -عندما يكون الوقت مناسبًا اتركا الأمور تمر ببساطة- نظرًا لأن جزءًا من الاهتمام بشخص ما يعني قبول أنه لن يقوم بالأشياء الصحيحة دائمًا.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى