سياسةمجتمع

الجارديان: أعداد السكان ترتفع والمواليد تقل.. كيف يحدث ذلك؟

الجارديان: أعداد السكان ترتفع والمواليد تقل.. كيف يحدث ذلك؟

3906

الجارديان- كارلا كويفيو أوكاي- جوش هولدر

إعداد وترجمة: محمد الصباغ

وصل تعداد السكان العالمي إلى 7.3 مليارات نسمة حتى منتصف 2015، بزيادة تعادل 2 مليار عن العدد في 1990. وسيرتفع العدد بشكل منتظم حتى يصل إلى 8.5 مليارات في عام 2030، و9.7 مليارات في عام 2050، ويعادل 11.2 مليار نسمة تقريبا بحلول 2100.

لكن هناك الكثير خلف قصة تعداد سكان الأرض أبعد من الأعداد غير المسبوقة، فمعدل الزيادة يستمر في التباطؤ -يتراجع المعدل بشكل عام منذ السبعينيات- وتتغير أيضا الخصائص السكانية.

وإليكم بيانات تظهر ما خلف تلك التوقعات.

عالميا، تنجب النساء أطفالا بنسبة أقل من أي وقت مضى

يقول جون ويلموث، مدير التوزيع السكاني في قسم الشئون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة ”أعداد المواليد مرت بمرحلة الذروة، وأصبحت مستقرة حاليا. ما زال أعداد المواليد في ارتفاع ببعض الدول، لكن بالنسبة للعالم بشكل عام، لا ترتفع أعداد السكان بسبب المواليد. في الغالب الارتفاع يكون بسبب أن الأشخاص يعيشون حياة أطول.“

شهدت معظم دول العالم تراجعا في حجم العائلات، فنسبة 46% من السكان حول العالم يعيشون في دول بمعدلات إنجاب منخفضة، حيث المرأة تنجب بمعدل أقل من 2.1 طفلا. يشمل ذلك كل الدول في أوروبا وأمريكا الشمالية وأجزاء كبيرة من آسيا وأمريكا اللاتينية.

في حين هناك 8% من سكان العالم يعيشون في دول حيث نسبة الإنجاب تكون مرتفعة، ويصل معدل إنجاب المرأة إلى 5 أطفال على مدار عمرها. وكما تظهر الرسوم البيانية بالأسفل، بشكل عام تمتلك الدول ذات الدخول الأقل معدلات إنجاب أكبر، فالنيجر هي الأعلى بنسبة 7.6 أطفال لكل امرأة.

Untitled

وعلى النقيض من تلك الدول التي تواجه زيادة مستمرة في أعداد المواليد، هناك أكثر من 40 دولة من المتوقع أن تشهد تراجع في معدلات الإنجاب بين عامي 2015 و 2050. وقالت الأمم المتحدة إن الإنجاب في الدول الأوروبية أقل من المعدل المطلوب لحدوث ”عملية استبدال كاملة للسكان على المدى الطويل.“

معدلات المواليد تنخفض لكن معدلات الوفاة تنخفض بدرجة أكبر وأسرع

حتى لو انخفضت معدلات الإنجاب بشكل كبير عن المطلوب لعملية الاستبدال السكاني على المدى الطويل، سيظل عدد السكان في العالم في الارتفاع لبعض الوقت، ووفقا لخبراء سيكون السبب هو ارتفاع أعداد الأشخاص الباقين على قيد الحياة ممن تخطوا سن القدرة على الإنجاب والأكبر من ذلك.

منذ عام 1960، تراجعت معدلات الإنجاب بشكل كبير في كل دول العالم تقريبا، لكن لم يترجم ذلك إلى تراجع في عدد السكان العالمي بسبب تراجع معدلات الوفيات بشكل أكبر، وخصوصا في الدول ذات الدخل الأكبر، كما تظهر الرسوم البيانية التالية.

Udddntitled

ارتفع متوسط العمر العالمي إلى 71.4 أعوام، بزيادة 5 أعوام منذ سنة 2000. وشهدت قارة إفريقيا أكبر زيادة في هذا الأمر، ويعود ذلك جزئيا إلى تقدم صحة الأطفال وارتفاع نسب الحصول على علاج فيروس نقص المناعة المكتسبة ”الإيدز“.

وقال ”ويلموث“ إنه في حين أن ارتفاع متوسط العمر المتوقع يصحبه المزيد من التحديات، لكن لا يجب أن نفقد الجزء السار في الموضوع. وأضاف ”الروايات حول هذا الأمر دائما سلبية، لكن عند التفكير في زيادة متوسط العمر المتوقع وتحسين الظروف الصحية التي تتسبب في النمو السكاني، فهذا تراجع هائل في شقاء البشرية وأدى إلى حياة أطول.“

وتابع ”ويلموث“ أن الدول الأكثر فقرا في العالم، تمثل النسبة الأكبر في ارتفاع معدل السكان، وهي من تواجه التحدي الأكبر. وقال ”إنها الدول التي تشهد نموا سريعا في أعداد السكان، حوالي 3% أو 4% سنويا، وبالتالي يتضاعف أعدادهم كل 25 عاما تقريبا الارتفاع بهذه الوتيرة من الصعب أن يستمر.“

وأضاف المسئول بالأمم المتحدة ”يمثل تحديا كبيرا لتلك الدول أن تحاول تحسين الخدمات الصحية والتعليم، وفي الوقت نفسه عليها أن مطاردة النمو المستمر في عدد السكان والارتفاع في نسبة كل شئ بمعدل كبير. هذا التحدي في تصاعد هائل.“

تمتلك قارة إفريقيا أسرع معدل في زيادة عدد السكان

أكثر من نصف الزيادة في معدل السكان العالمي بين هذه الفترة وحتى عام 2050 من المتوقع أن تكون في إفريقيا. وحسب تقديرات الأمم المتحدة فـ33 دولة إفريقية لديهم الفرصة في زيادة معدل المواليد بمعدل ثلاثة أضعاف، من بينهم دول أنجولا وبوروندي، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومالي ومالاوي وأوغندا. فيما ستكون الزيادة الأكبر من المتوقع أن تكون في نيجيريا، حيث من المقدر أن يتخطى عدد السكان هذه الأرقام في الولايات المتحدة بحلول عام 2050، مما يجعلها ثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان بالعالم.

لكن بين تلك الدول المتنوعة هناك دول إفريقية ومدن تخالف ما هو شائع -فالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لديها معدل إنجاب يصل إلى 7.1. ويشير بعض الخبراء إلى إحتمالية أن تتبع إفريقيا ما يحدث في أجزاء عديدة من آسيا، حيث معدلات الإنجاب المنخفضة والتراجع في أعداد السكان الذي بدأ من الستينيات، مثل دول كاليابان وسنغافورة وتايلاند وإندونيسيا. وكما تظهر البيانات بالأسفل، من المتوقع أن تتراجع معدلات الإنجاب في إفريقيا أيضا، لكن الوتيرة التي يحدث بها الأمر سيكون لها تأثير هام على التنمية.

التعليم وتنظيم الأسرة يؤثران على معدلات الإنجاب

هناك عديد العوامل التي تؤثر على معدلات الإنجاب في الدول، مثل الاستثمار في التعليم و قدر إتاحة خدمات تنظيم الأسرة، وحالة حقوق المرأة ونسبة الزواج المبكر أو بالإجبار في تلك الدولة.

وأشار صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن مواجهة القضايا الرئيسية شئ أساسي لإبطاء نمو السكان. وقال تقرير للصندوق ”التغيرات السكانية ليت قدرا. التغيير ممكن من خلال سلسلة من السياسات التي تحترم حقوق الإنسان والحريات وتسهم في تقليل معدل الإنجاب، وخصوصا إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية، والتعليم فيما بعد المرحلة الأساسية، وتمكين المرأة.“

في حين تستخدم أغلب النساء وسائل منع الحمل بشكل أكبر من أي فترة مضت، لكن هناك حوالي 225 مليون سيدة حول العالم تردن تجنب أو تأجيل الحمل لكن غير قادرات على الوصول إلى شكل حديث وسائل منع الحمل. ولتقليل معدل ارتفاع الزيادة السكانية يجب مواجهة تلك الفجوة وتقليلها، وإدراك حق المرأة في الاختيار بين الحصول على أبناء أم لا.

كما أشارت الأبحاث إلى تاثير التعليم على تقليل معدلات الإنجاب- فالفتاة المتعلمة تكون احتمالات إنجابها لعد أقل من الأطفال كبيرة. ويرى ”ويلموث“ أنه في حين أن الارتباط بين تحسين صحة الأمهات وتقيلي معدلات الإنجاب من الصعب إثباتها بالتجربة، لكن الدراسات التاريخية أظهرت أن الآباء لديهم خطط في عقولهم ترتبط بحجم العائلة المستقبلية. وقال ”هناك احتمالات أقل لإنجاب أطفال إضافية لأن فرص وفاة الأطفال حاليا أقل.“

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى