ترجمات

مشروع “القاموس الموحد”.. هل يمكن أن يكون انطلاقة لتوحيد الكوريتين؟

تزامنا مع الاحتفال بيوم "الهانجول"..

المصدر: Theweek

قالت حكومة رئيس الوزراء الكوري الجنوبي إن حكومة كوريا الجنوبية ستجدد جهودها للعمل مع جارتها الشمالية لإنشاء قاموس كوري موحد.

وأعلن ذلك لي ناك يون، رئيس الوزراء الكوري الجنوبي، في يوم “الهانجول” Hangul Day، وهو يوم الأبجدية الكورية، وهو عيد وطني في كوريا في ذكرى اختراع الهانجول وهي الأبجدية الرسمية للغة الكورية من قبل الملك سيجونج عام 1446، ويصادف هذا اليوم يوم 9 أكتوبر من كل عام في كوريا الجنوبية و15 يناير في كوريا الشمالية.

وقال ناك يون في سيول خلال الاحتفال بيوم الهانجول: “كنا من أمة واحدة عندما اخترع الملك سيجونج الهانجول، لكن الحرب الباردة قسمت القبيلة الكورية وأرضها إلى قسمين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكورية” يونهاب “.

مفهوم القاموس الكوري الموحد كان تم طرحه لأول مرة في عام 2005، ولكن مثله مثل الجهود الدبلوماسية الأخرى، فشل بسبب توتر العلاقات بين الكوريتين، ولم يبدأ العمل في المشروع مطلقًا، وتم تعليقه حتى عام 2016.

ومع ذلك أدى تحسن العلاقات الدبلوماسية بين الكوريتين عقب المحادثات التاريخية التي جرت في أبريل الماضي إلى تعزيز آمال النجاح.

لكن التحديات التي تواجه المترجمين المحتملين للقاموس الموحد، كبيرة.

وتُعرف هذه الأبجدية المكونة من 24 حرفًا بـ”الهانجول” في الجنوب و”شُوْسونْول” في الشمال، تميزت  ببساطتها وقدرتها على البقاء على قيد الحياة لعقود من القمع من قبل الحكام الاستعماريين اليابانيين في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية.

ويفخر الكوريون على جانبي الحدود بشدة بنظام الكتابة، ولن يكون أي من البلدين حريصًا على تبني اسم جديد للأبجدية.

هذا الانقسام هو مجرد واحدة من الألغام الأرضية السياسية والثقافية الحساسة التي يتعين على اللغويين الكوريين اجتيازها.

فعلى مدار سبعة عقود من الانفصال، اختلفت اللغة الكورية بسبب المتغيرات الشمالية والجنوبية، وعلى الرغم من أن اللغة لا تزال مفهومة بشكل متبادل، ففي وقت سابق من هذا العام، ذكرت وكالة “رويترز” أن ما يصل إلى 30٪ من الكلمات غير مفهومة في شبه الجزيرة بأكملها.

وأحد الاختلافات الرئيسية هو اعتماد المصطلحات الإنجليزية على نطاق واسع في كوريا الجنوبية، بينما سعت كوريا الشمالية إلى الاعتماد على المفردات الكورية.

وتسبب ذلك في بعض المشكلات عندما أرسلت الكوريتان فريق هوكي جليدي مشترك للنساء في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في فبراير، ويبدو أن اللاعبين الكوريين الشماليين جاهدوا لفهم المصطلحات الرياضية الإنجليزية التي استخدمها زملاؤهم في الفريق الجنوبي، والذين حيرتهم بسبب اختلاف الكلمات المستخدمة في الشمال.

بعض الاختلافات تلمس الفجوة الثقافية، ففي الوقت الذي يذهب فيه رجل وامرأة للتنزه معا في مقابلة عاطفية، ففي كوريا الجنوبيىة يقولوا عليها date، أما في كوريا الشمالية فيطلبونها هكذا: go for a walk، وهو انعكاس لمعايير اجتماعية أكثر محافظة في الشمال.

واعترف رئيس وزراء كوريا الجنوبية بأن “70 عامًا من الانقسام يغير معنى واستخدام الكلمات الكورية في الجنوب والشمال”، لكنه قال إنه يأمل أن يكون القاموس الموحد نقطة انطلاق حاسمة للتقارب الأوسع.

وتابع: “أعتقد بأنه مع تجميع هذا النوع من الأشياء، يمكن أن تصبح الكوريتين واحدة، كما هو الحال في السنوات التي حكمها الملك سيجونج”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى