ترجماتحياتنا

هل تختلف صاحبات “النشوة المفرطة” عن أقرانهن من النساء؟

تعدد وصول المرأة إلى النشوة لا يدل بالضرورة على “قوة جنسية” للرجل

تناول فيلم وثائقي للقناة الرابعة البريطانية لأول مرة ظاهرة “النشوة المفرطة” لدى بعض السيدات، والتي تعني وصولها إلى النشوة الجنسية أو “رعشة الجماع” لأكثر من 100 مرة متتالية في الجماع الواحد، عبر دراسة علمية لبعض الباحثين على مجموعة من النساء يمررن بمثل هذه الحالة.

وبحسب صحيفة “ذا صن” البريطانية”، تفرز أجسام النساء القادرات على الوصول إلى “النشوة المفرطة” مستويات أعلى من هرمون الأوكسايتوسين المعروف بـ “هرمون الحب”، والذي يساعد على ربط المرأة بشريكها الجنسي أثناء العلاقة لأنه يُفرز عند التقارب الجسدي ويزيد الإحساس بالدفء، وعادةً ما يكون تدفق الدماء إلى أعضائهم التناسلية أقوى من قريناتهن ممن يمررن بنشوة جنسية لمرة واحدة أثناء العلاقة.

أيضًا اكتشفت الدراسة اختلافات بيولوجية بين أجسام صاحبات “النشوة المفرطة” وصاحبات “النشوة الوحيدة”، تتمثل في وجود مستويات أقل من موجات “ألفا” الدماغية المسؤولة عن حالة الهدوء في نشاط الدماغ لدى صاحبات النشوة الوحيدة، بحيث ترتفع هذه المستويات حين يصلن إلى النشوة عند ممارسة العلاقة الجنسية الطبيعية، بينما تكون هذه المستويات مرتفعة عند صاحبات النشوة المفرطة بمجرد ممارسة العادة السرية، أي أنهن يمررن بحالة من الهدوء على مدار العلاقة الجنسية الطبيعية بأكملها.

ويعتقد الباحثين في هذه المسألة أن أحد أسباب الوصول إلى هذه النشوة “فائقة التعدد” هو التوقف تمامًا عن التفكير وعمل الدماغ، والسماح للعلاقة بأن تسير بسلاسة. ووجدت دراسة أخرى أن الرجال ذوي العضو الذكري الأطول قد يصلن بنسائهن إلى عدد أكبر من النشوات الجنسية.

يُذكر أن دراسة مختلفة لباحثين من جامعة “بريستل” البريطانية، اكتشفت سابقًا أن ممارسة العلاقة الحميمة والوصول إلى النشوة الجنسية لعدد أكبر من المرات يطيل المتوسط المُتوقع للعمر لعامين إضافيين، حيث أجريت في مدينة بريطانية وضواحيها ووجدت أن خطر الوفاة يكون أقل بنسبة 50% لدى من يصلون إلى النشوة بانتظام من بين المبحوثين.

كذلك يرتبط الوصول إلى النشوة لعدد أكبر من المرات بزيادة الخصوبة والقدرة على الإنجاب بنسبة 10% إلى 15%، وفقًا لما وجدته دراسة بكلية “كورك” الجامعية في إيرلندا، بالاستعانة بمتطوعات واستخدام أجهزة لمحاكاة ما يحدث في العلاقة الجنسية من انتقال للحيوانات المنوية وجمعها من قبل جسد المرأة، حيث انتهت النتائج إلى أن النشوة تؤدي وظيفة ما في الاحتفاظ بالحيوانات المنوية، ومن ثم القدرة على الحمل.

فكرة “النشوة المفرطة”، التي تتخطى حدود “النشوة المتعددة”، أي الوصول إلى النشوة لحوالي 5 مرات أثناء العلاقة، أثارت انتباه الممثلة البريطانية المهتمة بالكتابة عن الجنس ريبيكا ريد، التي كتبت في “تليجراف” البريطانية عقب انتشار الفيلم الوثائقي الذي تناول المسألة، ورأت أن الشيء الجدير بالاعتبار في هذا الوثائقي هو أنه لا “صنف بعينه” من النساء يملك الوصول إلى مثل هذه الحالة، بل إنهن نساء عاديات لسن مهتمات بالجنس بشكل خاص وتختلف الظروف الحياتية والعاطفية لكلٍ منهن عن الأخرى.

وأضافت ريبيكا أنها التقت إحدى السيدات صاحبات هذه الحالة المميزة، والتي أوضحت أن الآخرين من السيدات أو الرجال يملكون أفكارًا خاطئة عن النشوة المفرطة، ويسخرون من المرأة ذات هذه الحالة أو يعتقدون ان بإمكانها الاستمتاع بأي فعل جنسي وأنها بلا تفضيلات.

وفضلًا عن ذلك، وجدت ريبيكا مفهومًا آخر مغلوطًا هو ضغط الرجل على امرأته لرغبته في وصولها إلى النشوة أكثر من مرة، بما يعتقد أنه يثبت “قوته الذكورية”، في حين أن الأمر يتعلق بالرضا في العلاقة الجنسية للوصول إلى السعادة وبطبيعة جسد المرأة، وليس عملًا ميكانيكيًا، وبرغم أن الرجل نفسه يعتبر وصوله إلى النشوة لمرة واحد دليلًا كافيًا على تلك القوة، وبرغم أن العلاقة يمكن أن تكون سعيدة دون الوصول إلى النشوة على الإطلاق بحسب بعض الخبراء.

طرحت ريبيكا سؤالًا: “هل يمكن أن يكون الوصول إلى نشوة مفرطة (قوة خارقة) يمكن اكتسابها؟”، وأوضحت أنه في حال لم تملك المرأة تلك القدرة طبيعيًا، فإن بعض النصائح تساعدها على ذلك، مثل “يوجا التانترا” التي يتشارك فيها طرفان جنسيان الاسترخاء وتفريغ عقليهما من الأفكار، بما يساعدهما على الاستمتاع بعلاقة جنسية أفضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى