إعلاماقتصادسياسة

الكهرباء قبل رمضان . . ما يطلبه الناخبون

الكهرباء هي أول وأسرع ما يريد المصريون من الرئيس القادم أن يوفره مع اقتراب شهر رمضان. لكنه مطلب يصعب تحقيقه طبقا للتحقيق الذي اجرته أورسولا ليندسي. لم يعلن السيسي  برنامجا للطاقة بل طلب من المواطنين استخدام “اللمبات الموفرة”.

محطة كهرباء بمنطقة شبرا الخيمة

PRI أورسولا ليندسي ـ   

ترجمة: منة حسام الدين

 كل بضعة أيام، ينقطع التيار الكهربائي لساعات في منطقة وسط القاهرة، ومن المتوقع أن تزداد الأمور سوءاً مع ارتفاع درجة الحرارة.

خلال شهر رمضان الكريم، يصوم المسلمون منذ الفجر وحتى المغرب، وهو الشهر الذي يأتي هذا العام خلال شهر يوليو، حيث تجتمع  العائلات  وتبقى معا حتى وقت متأخر من الليل للأكل ومشاهدة التليفزيون في غرفة المعيشة بالاستعانة بهواء المكيفات.

وبسبب الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي،  ارتفعت مبيعات مولدات الكهرباء التي تعمل بالغاز الطبيعي، وقد يكون بائعي تلك المولدات والذين يتمتعون بازدهار عملهم خلال تلك الأيام، هم الوحيدون الذين لا يخافون من طول فصل الصيف الحار المقبل.

في الواقع، لدى مصر بعض الاحتياطي من الغاز الطبيعي، لكن لا يمكن أيضاً مقارنة ذلك الاحتياطي بما تملكه الدول المجاورة  من  ثروة في الوقود، ولأن عدد سكان مصر وصل إلى ما يقرب من التسعين مليونا،   فان استهلاكها للكهرباء مرتفع.

في سياق متصل، تنفق الدولة المصرية ما لايقل عن خُمس ميزانيتها على دعم الطاقة، وهذا ما شجع على الاستثمار في  الصناعات التي تستفيد من الطاقة الرخيصة وليس من الطاقة البديلة.

واتهم بعض المسؤولين المصريين والعاملين في وسائل الإعلام جماعة الإخوان المسلمين بالتسبب في انقطاع التيار الكهربائي، وقالوا إن تلك الجماعة الإسلامية تتعمد تخريب شبكة الكهرباء.

حافظ سلماوي

حافظ سلماوي، الذي  يشغل  منصب رئيس جهاز مرفق تنظيم الكهرباء وحماية المستهلك، قال إنه لا يوجد دليل على الاتهام الموجه إلى الإخوان، وأكد أن مصر لا تستطيع أن تتحمل كل كمية الوقود التي تحتاجها.

“سلماوي” الذي يعتقد أن مشكلة الكهرباء ستستمر، أضاف:” مصر مدانة للكثير من شركات النفط الأجنيه بمليارات الدولارات، وهي تستطيع فقط تلبية احتياجاتها بمساعدة دول مثل المملكة العربية السعودية والكويت، الدول التي دعمت الجيش عندما أطاح بالرئيس الإسلامي، محمد مرسي، عام 2013، واتخذت اجراءات صارمة ضد جماعة الإخوان المسلمين”.

” لدينا نسبة نمو سكاني هائلة، ونحن بحاجة لجذب المزيد من الاستثمارات حتى  يكون لدينا طاقة فائضة لمواجهة الطلب المتزايد”، يوضح “سلماوي” ويؤكد أن التحدي الثاني الذي تواجه مصر هو الإعانات :” الآن، ولأنه يتم بيع الكهرباء بأسعار أقل بكثير من قيمتها، فهذا يعني أن لديك نوع من سوء استغلال لاستهلاك الكهرباء”.

بشكل منتظم، يُذكّر مسؤولون مصريون بالحاجة إلى إصلاح وخفض الدعم، لكن سيكون قرار إزالة الدعم في بلد يعيش الكثير من مواطنيه تحت خط الفقر غير شعبي وربما سيهدد استقرار البلاد، يقول “سلماوي” :” معالجة مشكلة الكهرباء في مصر سوف تستغرق خمس سنوات على الأقل “.

لكن، من ناحيته، لا يستطيع المحلل الاقتصادي، سايمون كيتشن، أن يؤكد إذا ما  كانت الحكومة المصرية على المستوى المطلوب لإنجاز تلك المهمة :” أنا متشكك بعض الشيء”، يقول “كيتشن” الذي أشار إلى أنه قد سمع عن تلك الحاجة إلى الإصلاح منذ سنوات عديدة، وإلى أن هذه قضية مطروحة منذ فترة طويلة”.

ويضيف “كيتشن” :”تلك القضية تتطلب أن يتخلى المسؤولون عن مصالحهم الشخصية، ويخبروا المواطنين بحقيقة الوضع حتى تتغير الأمور”، يضيف “سايمون”.

في السياق نفسه، وعلى الرغم من أن المصانع الكبيرة لا تعمل بكافة طاقتها، إلا أن الشركات الصغيرة تتأثر أيضاً، يوضح “كيتشن” :” زرت متجر فاكهة وخضروات في أحد شوارع وسط القاهرة المزدحمة، وأخبرني مالكه أنه عندما ينقطع التيار الكهربائي في الحي، لا يأتي إليه أي زبائن”.

“نريد أن يخبرنا شخص من الحكومة لماذا يحدث هذا؟”، يتسائل “كيتشن” ويقول:” على المرشحين للرئاسة أن يخرجوا ويقولوا ماذا سيفعلون حيال تلك المشكلة، لإنها ستكون أول مشكلة ستواجههم، إذن كيف سيقومون بحلها؟”.

لكن، يبدو أنه لا يوجد أحد يستطيع الرد.

السيارة التي استخدمتها حملة دعم المرشح عبد الفتاح السيسي لتوزيع اللمبات الموفرة على المواطنين

في الأيام التي سبقت الانتخابات الرئاسية، لم يعلن عبد الفتاح السيسي، خلال أول ظهور تليفزيوني له كمرشح ئاسي، عن برنامج متعلق بالطاقة، إذ تطرق القائد العسكري السابق سريعاً إلى مشكلة نقص الكهرباء، بتشجيع المصريين على العمل الجاد، والحفاظ على الطاقة باستخدام اللمبات الكهربائية الموفرة.

لكن، يبدو أنه لم يستمع الكثيرون إلى نصيحته، فالعديد من الأحياء انقطع بها التيار الكهربائي خلال حديثه التليفزيوني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى