ثقافة و فن

١٢ خرافة غير حقيقية في أحداث مسلسل “تشيرنوبيل”

إثنى عشرة طريقة غير بها المسلسل الأحداث الواقعية

ترجمة  وإعداد: ماري مراد

حقق مسلسل “تشيرنوببل” القصير، الذي يُعرض حاليًا على شبكة  “إتش بي أو” الأمريكية، نجاحًا جماهيرًا ملحوظًا، لدرجة أنه أصبح حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

المسلسل القصير المكون من 5 حلقات يستعيد الكارثة النووية التي وقعت في أوكرانيا عام 1986. وفي حين أن العديد من الأحداث الموضحة في المسلسل قائمة على الواقع، فقد كانت هناك بعض الأمور المتناقضة مع الروايات التاريخية.

وقدم موقع “business insider” الأمريكي في فيديو توضيحي لـ 12 من الأحداث المتناقضة مع الواقع:

بداية.. عرض الموقع صورة من المسلسل لعمود سميك من الدخان الأسود الذي يخرج من محطة الطاقة، وعلقت الراوية مشيرة إلى أن هذا الدخان في الحادثة الواقعية كان عبارة عن بخار أبيض رفيع.

الاختلاف الثاني بين المسلسل والواقع ظهر في الحلقة الأولى، إذ اتضح أن شخصية دونالد سومبتير في المسلسل “زاكوف” خيالية، كما أن خطابه الذي يحث فيه المسؤولين على عدم التنبيه بشأن الحادث مُلفق بالكامل.

الراوية في الفيديو استشهدت بمقطع لـ”زاكوف” يقول فيه: “لا أحد يغادر. اقطع خطوط الهاتف. اكبح انتشار المعلومات الخاطئة”، معلقة عليه بأن هذا لا يعني عدم بذل بعض الجهود لاحتواء انتشار المعلومات في أعقاب الانهيار مباشرة، لكنه ليس من المعروف ما إذا كان ما يقوله زاركوف هنا يعكس بدقة منطق الحكومة في هذه المرحلة الزمنية.

أيضًا، بحسب الفيديو، فإن “تشيرنوبيل” أكبر حادث نووي حتى الآن، لكن وفقًا لجان هافركامب، خبير الطاقة النووية في غرينبيس، فإن مقارنة فالري ليجاسوف، الكيميائي السوفيتي، تشرنوبيل بهيروشيما لا معنى لها. فالقنبلة التي سقطت على هيروشيما كانت مدمرة للغاية بسبب عدد الأشخاص الذين عانوا من التعرض المباشر للإشعاع. أما في تشارنوبل فقد دخلت المواد المشعة في الغلاف الجوي وتشتت ، لذلك كانت الآثار الصحية غير مباشرة وطويلة الأجل.

وأورد الفيديو مقطعًا لليجاسوف يقول فيه: “الحريق الذي نشاهده بأعيننا يبعث ضعف الإشعاعات الصادرة عن القنبلة في هيروشيما”.

بالنسبة للاختلاف الرابع بين المسلسل والحقيقة فقد ظهر في الحلقة الثانية عندما تحطمت مروحية خلال تحليقها فوق المفاعل المفتوح، وذلك بالنظر إلى أن الحادثة وقعت بالفعل لكن في أكتوبر من العام نفسه، أي بعد أشهر من إخماد الحريق.

لم ينته الأمر هنا، فقد أدخل مؤلف العمل كريج مازن شخصيات خيالية أهمها أولانا خوموك، العالمة من المعهد البيلاروسي للطاقة النووية. وتسافر خوموك إلى تشرنوبل دون دعوة، وتستجوب المشرفين على المصنع في غرفهم بالمستشفيات، وسرعان ما تجد نفسها بحضور الأمين العام غورباتشوف. وإذا كانت تلك القصة تبدو غير واقعية بالنسبة لشخص، فذلك لأن خوموك كان يتم تصورها باعتبارها شخصية مركبة لتمثيل العديد من العلماء الذين قادوا جهود التنظيف. وجنسها هو بالتأكيد واقعي لأن الاتحاد السوفيتي كان له سجل مثير للإعجاب في تدريب النساء.

وبالعودة إلى الحلقة الثانية، فقد حذرت خوموك المجلس من أن انفجارًا ثانيًا قد يحدث، حيث يخرج مزيدًا من المواد المشعة من القلب بقوة تصل إلى 4 ميجاتون. لكن وفقًا لهافركامب، فهذا التقدير مبالغ فيه على الأرجح، كما أن ما تبقى من حديثها ليس دقيقا.

في الفيديو أُستشهد  بقول خوموك بخصوص الانفجار الثاني: “منن المرجح أن يكون قاتلًا لجميع سكان كييف، وكذلك جزء من مينسك. وسيؤثر كل أوكرانيا السوفيتية ولاتفيا وليتوانيا وبيلاروسيا وكذلك بولندا وتشيكوسلوفاكيا والمجر ورومانيا ومعظم دول شرق ألمانيا”.

ويوضح هافركامب أن التأكيد على أن كل أوروبا سوف تتأثر ينطوي على الكثير من الافتراضات. لافتا إلى أن هذا قد يحدث إذا ضربت كل ذرات كوريوم المياه الجوفية. لكن عندما يبدأ كوريوم في الذوبان، فإنه يفعل ذلك بطريقة متفاوتة. لذلك إذا وقع الانفجار الثاني بالفعل، فسيكون من الصعب للغاية التنبؤ بالآثار المترتبة على ذلك.

في المسلسل، يظهر أنه كجزء من الجهود المبذولة لمنع الانفجار البخاري الذي حذرت منه خوموك، يغوص 3 متطوعين وطنيين في المياه المشعة لفتح صمامات الخزان. لكن وفقًا لأحد الغواصين، أليكسي أنانينكو، فإنهم لم يتطوعوا جميعًا لهذه المهمة. فقد كان أنانينكو مهندسًا في المبنى، وصادف أنه كان في الخدمة في ذلك اليوم عندما كلفه مشرفه بالمهمة.

أنانينكو قيل له إنه يمكن أن يرفض المهمة، لكنه كان الشخص الوحيد الذي كان في موقع التحول الذي كان يعرف موقع الصمامات، ولم يترك له فعليًا أي خيار سوى الانضمام إلى فريق الغواصين.

وفي واحدة من أكثر اللحظات الكوميدية في المسلسل، يحفر عمال المناجم نفقًا عراة للتكيف مع الحرارة. من المحتمل أن يكون عدد قليل من عمال المناجم قد فعلوا هذا بالفعل، ولكن حتى كاتب العمل ومؤلفه، كريج مازن، قال إن هناك بعض الروايات المتفاوتة عن كمية الملابس التي تم خلعها.

بحسب الفيديو، فإن أحد المصادر التي اعتمد عليها مؤلف العمل تتضمن كتاب “Midnight in Chernobyl”، الذي يستند إلى روايات حقيقية للحادث الذي جمعه الصحفي آدم هيجينبوثام. وفي مقابلة مع “Inverse”، ذكر هيجينبوثام  أن المسلسل بالغ في رد الفعل وتأخر الحكومة السوفيتية.

الكتاب يصف كيف بدأ التحقيق في تشيرنوبيل على الفور تقريبًا على صعيد جبهات عدة. في وغضون 36 ساعة من الانفجار، سافر متخصصو المفاعلات إلى تشيرنوبيل من موسكو وتمكّنوا من تحديد سبب الحادث على الأرجح على الفور.

وفيما يتعلق بالمغالطة العاشرة، فمن المؤسف أن الصداقة التي نراها تتطور بين بوريس شربينا، رئيس لجنة تشيرنوبيل، وفاليري ليجاسوف، كبير الباحثين العلميين، كانت إلى حد كبير علاقة خيالية. فرغم أن المشاهد بين الشخصيتين أظهرت تنامي علاقتهما، فلا يوجد دليل على أن أيًا من هذه المشاهد قد حدثت بالفعل.

أيضًا، لم يكن ليجاسوف شخصية الضحية التي يصورها النجم البريطاني جاريد هاريس، إذ رفع صوته أمام رئيس الاتحاد السوفيتي آنذاك غورباتشوف وتحدى رئيس جهاز المخابرات السوفيتي “كي جي بي”.

وأخيرًا، انتحر ليجاسوف بعد عامين من الانفجار، وقد أملى رسالة أخيرة يعكس فيها جهود التنظيف التي قادها. لكن في هذه الرسالة لم يسأل عن تكلفة الأكاذيب “شعار المسلسل” ولم يفكر في أي أسئلة مجردة حول معنى الحقيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى