سياسة

محلل إسرائيلي: حماس حققت انتصارات تحفزها على القتال

بالرغم من أعداد القتلى المتزايدة ومشاهد الضحايا المدنيين المروعة، تحقق حماس إنجازات تمكنها من رفض الهدنة.

آفي إيسكاروف – تايمز أوف إسرائيل

ترجمة – محمود مصطفى

آخر الأخبار القادمة من غزة لا تأتي بالخير على جيش الدفاع الإسرائيلي الذي يتزايد عدد قتلاه في المعارك مع رجال حماس على الأرض في القطاع الشرقي. على الناحية الأخرى عشرات الوفيات في صفوف الفلسطينيين، مدنيين ومسلحين من حماس والجهاد، معظمهم في حي الشجاعية بمدينة غزة.

أحد مقاطع الفيديو التي تم تحميلها على الإنترنت في الساعات الأخيرة أظهر مشاهدة مرعبة لجثث منثورة في الشارع  وبرزت إدعاءات مبالغ فيها عن مذبحة مشابهة في بشاعتها لمذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982، كما نزح الآلاف من المقيمين بالشجاعية للبحث عن ملجأ في مدارس الأونروا وفي المستشفيات.

الصور المؤلمة ستغير على الأرجح من توجه الرأي العام الدولي والذي هو الآن متعاطف نسبياً تجاه الحملة الإسرائيلية التي تشنها في قطاع غزة.

حماس التي رفضت مقترح وقف إطلاق نار مصري تبدو بعيدة عن الإنكسار. فعلى النقيض، قيادات المنظمة واثقة وعازمة على الإستمرار في القتال من أجل تحقيق إنقلاب في موقفها الدولي وفي وضع قطاع غزة.

هذه العقلية هي ما جعلت قادة حماس يضعون مجموعة من المطالب غير الواقعية لن توافق عليها إسرائيل، لا في هذا الأسبوع، ولا في الأسابيع المقبلة.

الاختلاف بين هذا الصباح وبين أول أسبوعين من الحرب، هو أن في هذا الصباح يمكن لحماس أن تتباهى بأول إنجازاتها المهمة حيث نجحت عمليات كتائب عز الدين القسام في إحداث خسائر  فادحة في الأرواح بين الجنود الإسرائيليين. وفي الوقت نفسه تبذل المنظمة جهوداً في مهاجمة الإسرائيليين عبر الأنفاق وبواسطة الصواريخ.

جيش الدفاع الإسرائيلي أظهر منذ اشتعال الصراع أنه يمتلك من أساليب القوة ما يمكنّه من التعامل مع تحدي الأنفاق، لكنه لا يستطيع إيقاف نيران الصواريخ كما لا يمكنه أيضاً إيقاف تهديد القذائف المضادة للدبابات.

حماس، مستغلة صواريخ كورنيت المتطورة، نجحت في إلحاق خسائر ضخمة في صفوف الجيش الإسرائيلي بين جنود ودبابات ومدرعات ناقلة للجنود.

السؤال إذن هو، ما إذا كانت إنجازات حماس ستكون ما سيدفع حماس تغيير خطتها والسعي نحو وقف إطلاق نار. المشكلة، برغم كل شيء، هي أن مشاهد الوفيات من المدنيين في “الشجاعية” تصب في صالح حماس فقط وتجعلها أقوى.

حماس تريد أن ترى العديد من الضحايا المدنيين لتجلب انتقادات دولية لإسرائيل وضغوطاً من القاهرة على القدس للرضوخ لمطالب حماس.

1997-two-mossad-assassins-were-captured-after-a-failed-attempt-to-poison-hamas-leader-khaled-meshaal

القائد السياسي لحماس، خالد مشعل، يجلس مستقراً في قطر رافضاً حتى قبول الدعوة المصرية للسفر إلى القاهرة للنقاش حول هدنة. مشعل يعرف جيداً أن قادة حماس السياسييين وقدراتها العسكرية لم يتأثروا بالحملة الإسرائيلية فهم لا زال بإمكانهم إطلاق الصواريخ على المناطق السكنية في إسرائيل وشبكة المخابئ الأرضية المحفورة تحت غزة تمكنهم من استهداف أعداداً متزايدة من جنود جيش الدفاع.

من المقرر أن يلتقي مشعل برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم الأحد في الدوحة وسيحاول عباس على الأرجح إقناعه بقبول العرض المصري وأن يوقف إطلاق النار. ولكن الأكثر ترجيحاً أن يرفض مشعل متيقناً من أن النصر في متناول يديه.

*آفي إيسكاروف: محلل شئون الشرق الأوسط لصحيفة تايمز أوف إسرائيل الإليكترونية ولبوابة واللا الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى