مجتمع

تايم: حكاية” مسجد مطار كينيدي”

المسجد يقدم دروسا في اللغة العربية ومناقشات قرآنية وحفلات زفاف

تايم – تانيا باسو – ترجمة: محمد الصباغ

يترك عصام مطاوع عمله بمطار جورج كيندي بنيويورك عدة مرات يومياً ويقطع طريقه عبر ردهات المطار ليصل إلى شىء نادر الوجود في المطارات الأمريكية، إنه مسجد المطار. يعمل مطاوع في تنظيم الأمتعة والحقائب على رحلات مصر للطيران بالمطار.

وتحدث لـ”تايم” من المركز الإسلامي الدولي، وقال: ”آتي هنا دائماً عندما يحين وقت الصلاة، ويخبرني زملائي بالعمل أن وقت الصلاة قد حان فاذهب إلى المسجد“.

فيما يقول إمام مركز مطار جون كينيدي الإسلامي، أحمد يسيتورك: ”هو المسجد الوحيد من نوعه في البلاد.هو مسجدنا الخاص وليس مجرد غرفة كالمساجد في المطارات الأخرى“، ويضيف: ”نحن في مسجدنا ولدينا خدماتنا الخاصة، لنا مجتمعنا الخاص بين الأماكن الدينية الصغيرة هنا. المكان مختلف عن غيره في أمريكا“.

يرحب المسجد بجميع المسلمين من خلفيات واعتقادات مختلفة، سواء كانوا من نيويورك ويعملون بالمطار أو من المسافرين الذين يؤدون صلواتهم بين الرحلات. وبعيداً عن الصلوات، يقدم المركز دروسا في اللغة العربية، ومناقشات قرآنية، وموائد جماعية وحفلات زفاف. كما يساعد المسجد المسافرين التائهين والعاديين تماشياً مع قيم الإسلام المتمثلة في مساعدة الغرباء.

يقول يسيتورك: ”نقوم بإخبار المجتمعين في المسجد أن هناك مسافراً لأن المسافر له وضع خاص في الإسلام”، ويضيف: “عندما يكون شخص ما عالقاً أثناء السفر، يجب مساعدته بغض النظر عن معتقده. من يقصدنا لو كان في موقف صعب نقوم بأقصى ما في استطاعتنا كمجموعة من أجل جمع الأموال له، ونجعله يستقل حافلة أو رحلة جوية حسب المتاح“.

يعد مركز مطار كينيدي الإسلامي جزء من مساحة خاصة بدور العبادة في المطار، يعود تاريخ بناؤها إلى عام 1955. وكانت في البداية بها أماكن للمسيحيين الكاثوليك و البروتستانت واليهود، وتم بناء مكان مخصص للأديان المتعددة عام 2001 لكل من المسلمين والهندوس والسيخ، وذلك بعد عقد من مطالبات رابطة مسلمي الولايات المتحدة بذلك.  لكن مع وصول يسيتورك إلى إمامة المسجد عام 2008 تحولت الغرفة إلى مسجد حقيقي.

أكثر الأوقات ازدحاماً بالمسجد هو شهر رمضان. وفي أحد الأيام الأخيرة من الشهر جاء مجموعة من المصلين وخاضوا في حوار سعيد عقب الصلاة. ويقول يايا دوسو الإيفواري الذي يعمل سائقاً لسيارة ليموزين، إنه يشعر بأن المجموعة المتواجدة في المسجد هم عائلته الثانية.

ويضيف: ”زوجتي تغضب دائماً، فأنا أتناول الإفطار في رمضان هنا“. وهناك الكثير من العمال بالمطار وسائقي الأجرة مثل دوسو، يتواجدون بالمسجد في أوقات راحتهم وحتى في إجازاتهم.

تعمل روشانا شوما، 23 عاماً، كمسؤولة عن خدمة العملاء في شركة طيران الإتحاد، وتقول: ”هذا المكان هو بيتي الثاني. أحضر هنا دائماً. المكان مريح بالنسبة لنا جميعاً. لو لم يكن المسجد موجودا لكنا غير قادرين على الصلاة“.

فيما قال الأب كريس بياستا، القس الكاثوليكي بمطار كينيدي، إنه لم ير أبداً مساجد مثل مسجد مطار كينيدي خلال تجوله بمطارات الولايات المتحدة. وأضاف: ”ما نجده هنا مختلف بالمقارنة بباقي المطارات“.

يرى يسيتورك أن المسجد فرصة لتغيير الصورة النمطية المعروفة عن المسلمين. ويقول: ”عندما تنظر إلى السياسة حول العالم ، سترى الكثير من السلبيات عن الإسلام. لكننا لا نمثل أحدا… نحن مسلمون عاديون. لا نملك أجندات سياسية“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى