دراسة: فوائد اهتمام الأطفال بالحيوانات الأليفة
ترجمة دعاء جمال
إذا نشأت في صغرك مع حيوان، فعلى الأرجح ستشعر أن هذا الحيوان صديق حقيقي: صديق اللعب وكاتم أسرارك. في نظر الطفل يعد الحيوان أحد أفراد العائلة. أشار بحث جديد إلى اعتماد الأطفال في الأوقات العصيبة على حيواناتهم أكثر حتى من إخوتهم. كما ألقت الضوء على طرق غير متوقعة تقوي الحيوانات من خلالها المهارات الاجتماعية للطفل وثقته.
تأتي النتائج من مات كاسلز، وهو طالب دكتوراه علم النفس بجامعة كامبريدج. والذي حلل البيانات من دراسة مطولة لـ10 أعوام تدعى (Toddlers Up Project)، والتي عاينت التطور الاجتماعي والعاطفي للأطفال من سن الـ2 حتى الـ12. ركزت دراسة كاسيلز على الأطفال ذوي القدرات الإدراكية المتدنية وعلاقاتهم بعائلاتهم، أقرانهم ومدرسيهم وحيواناتهم.
كشف بحث كاسيلز أن للحيوانات تأثيرا عميقا وربما غير متوقع على المهارات الاجتماعية للأطفال. من غير المفاجئ أن الأطفال في الدراسة ممن واجهوا أوقاتا عصيبة؛ طلاق والديهم، حياة منزلية صعبة، أو مرضا، مالوا للأداء بشكل سيئ في المدرسة. إلا أنهم كانوا أيضاً أكثر أرجحية للاعتماد على حيواناتهم للدعم أكثر من نظرائهم.
ائتمن الأطفال ممن لديهم حيوانات، بالأخص الفتيات، حيواناتهم خاصة الكلاب بشكل متكرر أكثر من أشقائهم.
يقول كاسيلز: “الأمر مثير للدهشة حقا. ربما يشعرون أن حيواناتهم لا تحكم عليهم، وبما أن الحيوانات الأليفة لا يبدو أن لديها مشكلاتها الخاصة، يستمعون فقط. يمكن أن يكونوا كاتم الأسرار”. وهو الأمر الذي من الممكن أن يكون علاجيًا بالدرجة نفسها التي تفعلها كتابة المذكرات، لكن ربما الحيوانات أفضل حيث بإمكانهم أن يتعاطفوا.
يمكن النظر للرابطة التي كونها الأطفال مع حيواناتهم بنفس أهمية وحجم علاقاتنا مع البشر.
كما أظهرت الدراسات السابقة مساعدة الحيوانات للأطفال المتوحدين على إظهار مهارات اجتماعية أقوى، بالأخص إذا كانت هذه الحيوانات كلاباً. وكان الأطفال ممن تفاعلوا مع الكلاب أفضل في تقديم أنفسهم للآخرين والرد على المطالبات الاجتماعية. واتضح أن الحيوانات تشجع أيضاً على التعاطف، الثقة بالنفس وتقلل التوتر عند الأطفال.
إلا أن كاسيلز يعتقد أن المزيد من الأبحاث يجب أن تتم لمعرفة السبب المحدد وراء تأثير الرابطة القريبة بين الحيوانات الأليفة والأطفال.
