صاحبة أول “ذهبية” للبرازيل في “ريو”.. كادت تعتزل بسبب العنصرية
– ترجمة: فاطمة لطفي
بدأت رحلة رافاييلا سيلفا إلى ذهبية الأولمبياد من الأحياء الفقيرة لمدينة الرب، الحي الذي يعاني من العنف في ريو دي جانيرو الذي كان وطنًا لها في طفولتها.
ظهيرة أمس الأول الاثنين، فازت سيلفا في المباراة الأكبر في حياتها على أرض الوطن بهزيمة المنغولية سوميا دورجسورن في دور الكيلو 57 في لعبة الجودو للسيدات، لتكون أول ميدالية ذهبية للبرازيل في أولمبياد ريو.
الانجاز الأكبر في مسيرة استغرقت من سيلفا إنعطافات متفرقة، بالإضافة إلى فترة فكرت فيها باعتزال الرياضة.
قضت سيلفا، البالغة من العمر 25 عامًا، ثمانٍ سنوات من حياتها في “فافيلا”، التي تسمى بمدينة الرب، حيث لم تستطع تمامًا تجنب أكثر المناطق المشهورة بمعدل الجريمة والعنف.
قضت سيلفا التسعة أعوام الأولى من حياتها تخوض معارك مع الصبية في ذلك الحي وتُطرد من المدرسة، لكنها أظهرت جدارة في كرة القدم في الشارع ولعبة الطائرات الورقية من فوق أسطح المنازل.
في سن الخامسة، وجهها أبواها ناحية “الجودو”.
سطع نجم سيلفا في عام 2012 في أولمبياد لندن بعد أن كانت استبعدت بسبب عقد غير قانوني أثناء الدور التمهيدي. لكن ما حدث بعد ذلك كان أسوأ، هاجم رواد مواقع التواصل الإجتماعي سيلفا ووصفوها بصفات عنصرية، الإيذاء الذي تقول عنه الشرطة البرازيلية أنه أصبح شائعًا، خاصة مع النساء ذوات البشرة السوداء.
تقول سيلفا لـ سي بي سي: “كنت حزينة للغاية لأنني خسرت معركتي”، لذا ذهبت إلى غرفتي، ووجدت كل هذه الإهانات على مواقع السوشيال ميديا، كانوا ينتقدونني، ويسموني قردًا، لذا كنت محبطة جدًا، وفكرت في اعتزال الجودو”.
مُدربة سيلفا، جيرالدو بيرنانديس، كانت قلقة من أن تلميذتها قد تعتزل، انسحبت سيلفا من كل ما هو حولها وفقدت تركيزها في الرياضة التي تحب. وهنا تحديدًا بدأت عائلتها بالقلق.
تقول راكيل سيلفا: “دخلت سيلفا في حالة اكتئاب، كانت تشاهد التليفزيون طوال اليوم، وتبكي وحدها. كانت أمي تطبخ لها ما تحب لإسعادها لكن هذا لم يجدي نفعًا”.
قضت سيلفا أشهر قليلة بعيدة عن الجودو، لكنها عادت للتمرّن وأصبحت بطلة العالم في 2013.
استغرق تعافيها وقتًا، وبدلًا من ذكريات لندن في الماضي، سيعرفها العالم الآن بأحدث ميدالياتها، الذهبية الأولمبية.
