إعلام

أخبار من تويتر؟ .. 3 مشاكل في صحافة التغريد

 المعلومات غير المؤكدة، الخلط بين الحساب الشخصي والمهني، كتابة خبر في 140 حرفا. 3 مشكلات تواجه استخدام موقع تويتر كوسيلة لجمع ونشر الأخبار

tt

ميديا مورالز– ديفيد كريج

ترجمة- محمد الصباغ

ثلاث مشاكل رئيسية عن تعامل الصحفيين مع تويتر

هل ينشر الصحفي الخبر الغير موثق ثم  يتحقق منه بعد ذلك ، أم العكس؟

تحول تويتر في سنوات قليلة إلى وسيلة رئيسية لجمع و تحرير الأخبار من قبل الصحفيين و المؤسسات الإعلامية.

موقع التواصل الإجتماعي الذي تأسس في 2006 ذاع صيته و انتشر كأداة صحفية بحلول 2009 مما جعل الصحافة الأمريكية تنشر مقالاً بعنوان ”انفجار تويتر“. و الآن يستخدم الموقع بانتشار كبير لأغراض متنوعة.

و قام تويتر بنفسه بجمع معدلات الإستخدام في ما يسمي ”بوصلة أخبار تويتر“، و التى أطلقتها هذا العام “فيفيان شيلر”، و كانت حتى مدة قصيرة مسئول الموقع في التعامل مع المبادرات الإخبارية. و في هذا الإطار، يستخدم الموقع حالياً في الوصول للأخبار و تحريرها و توزيع المحتوي و أيضاً إشراك المتابعين في مناقشات حول تلك الأخبار.

ظهرت و تطورت طريقة التفكير في كيفية الوصول لأفضل الممارسات الصحفية و الأخلاقيات المرتبطة بالتعامل مع الموقع، بعض المؤسسات الإخبارية وضعت إرشادات لصحفييها عند التعامل مع الأخبار المنقولة من مواقع التواصل الإجتماعي مثل تويتر مثل كالمؤسسات الثلاث (رويترز – الإذاعة الوطنية العامة – المؤسسة الكندية للصحفيين).

و ناقشت الأكاديميات الصحفية أخلاقيات التعامل مع أخبار مواقع التواصل الاجتماعي في مؤتمرات مثل المؤتمر الذي أقيم بالعام الماضي بجامعة فلوريدا، و أيضاً عبر أعمال مطبوعة مثل كتاب ”أخلاقيات الصحافة الإلكترونية” الذي يحتوي على عدة فصول عن تويتر.

و مع ذلك تبقي التحديات الأخلاقية قائمة، وضع معايير للممارسات الصحفية الأفضل أمر صعب. و سأستعرض أبرز ثلاثة مشاكل متعلقة بالأخلاقيات الصحفية تواجه الصحفيين عند استخدام تويتر، وهي: التعامل مع معلومات غير موثقة، القدرة على التمييز في التعامل مع حسابات تويتر بشكل مهني أو شخصي، و المشكلة الأخيرة هي تقديم النص و بناؤه جيداً في 140 حرف فقط. و أعرض بعض الأفكار المتعلقة بتلك المشاكل بجانب شرح طريقة الممارسات المهنية و التحديات التى تواجه الصحفيين.

التعامل مع معلومات غير موثقة  

يعتبر التدفق المستمر و الانتشار الفوري للمعلومات على شبكات التواصل الاجتماعي السبب في وجود هذه المشكلة “المعلومات غير الموثقة” في عمل الصحفيين، الذين دائماً ما يواجهون تحديات أصعب. نتائج المعلومات الخاطئة سواء عن الأشخاص أو الحكومات أو الشركات يمكن أن تكون مدمرة و عالمية.  و مع احتلال الصحفيين لجزء صغير من شبكة تدفق المعلومات الكبرى، يكون الضغط أكبر عند محاولة إيصال الأخبار بشكل أسرع.

و من خلال تفاعلي مع الصحفيين، و متابعة المناقشات حول تويتر و القراءة،  تبين أن فهم الصحفيين لأفضل الممارسات مع الأخبار الغير موثقة مبني على فكرة عدم ”التغريد“ حتي التحقق من المعلومة أو التغريد مع استمرار التأكد منها.

في يونيو 2014 و من خلال محادثة على موقع الشبكة الأمريكية التلفزيونية ”بابليك برودكاستنج سيرفيس“، ناقش بعض الصحفيين ودارسو الصحافة وجهات النظر المختلفة و أخرجوها للواجهة. و ظهر ذلك من خلال مناظرة بين ”ستيف فوكس“ الصحفي الخبير والمدرس بجامعة ماساتشوستس، و ”أندي كارفن“، الذى لاقت تغطيته لأحداث الربيع العربي من خلال تويتر انتشاراً كبيراً.

بدأ فوكس بتلك التغريدة:”  تمرير الشائعات لأنها منسوبة لشخص ما هو انزلاق كبير لأخلاقيات المهنة قبلنا به“، و رد كارفن بنشر بعض التغريدات المتتابعة له كان قد كتبها أثناء تغطيته لحادث إطلاق النار بمدرسة في نيو تاون، ليظهر أنه كان يقوم بما هو أكثر من تمرير أخبار.

twt

أعتقد أن تناول كارفن له قيمة فقد تصرف بشفافية، ولكنه أيضاً شكك بعصبية في المعلومة وقت حدوثها علناً.

و يتسق مفهوم نقل الأخبار أثناء التحقق منها مع ما يطلق عليه مدرس الصحافة بجامعة نيويورك و المدون ”جيف يارفيس“، “عملية الصحافة”، و التى تؤكد على إظهار ما نعرف و ما لا نعرف بشفافية أكثر من الانتظار حتي نتحقق من الخبر النهائي، و الذي يرجح أنه لن يكون مثالياً. أعتقد أن التحدي الأكبر أمام هذا الطرح و السؤال الذي يبطئ الصحفيين هو كيف أكون واضحاً و شفافاً في نقل الخبر وسط التدفق الكبير من الأخبار مع أيضاُ الحفاظ على الصدق في المعلومة و تقليل الضرر.

ما هو التوازن السليم بين تلك الأساسيات؟، الشفافية لا تضمن دائماً توفير معلومات صادقة. والموازنة بين الحقائق التي يتم الإبلاغ عنها والضرر الذي تحدثه، يساعد، بالاشتراك مع أخلاقيات مهنة الصحافة، على فرز المعلومات غير المؤكدة التي يتم اختيار نشرها.

و بخلاف ذلك، من المهم استخدام كل المصادر المتاحة لتوثيق المعلومة. و كما أخبرني محرر التواصل الإجتماعي في البي بي سي، كريس هاميلتون، يعني ذلك أن نستخدم كل التكنولوجيا المتاحة مثل خرائط جوجل و البحث باستخدام الصور في جوجل للتأكد من المحتوى المنشور من خلال التغريدات و الوسائل الأخري. و أيضاً يعني أن نفكر و نحاول البحث عن دليل صحة المعلومة أو زيفها أو الإتصال بأشخاص كمصادر يمكن سؤالهم عن الخبر.

القدرة على التفريق بين استخدام تويتر  بشكل مهني أو شخصي

التداخل بين استخدام مواقع التواصل الإجتماعي لأغراض شخصية أو مهنية خلق لبساً حول هوية الصحفيين المستخدمين لتويتر و المستخدمين الآخرين. فيمكن لأي شخص أن يعبرعن نفسه على الحساب الخاص به في تويتر و ينشر تغريدات شخصية و أحياناً أخري متعلقة بعمله، و لكن ليس كل شخص يمكن أن يعرف نوعية الأشياء التي يمكنه إعادة نشرها من الحساب الشخصي للصحفي.

لا أعتقد أنه من المهم أن نكترث كثيراً بنشر بعض الصحفيين تغريدات عن حياتهم الشخصية في نفس المكان الذي يستخدمونه لنشر أعمالهم. و كما يقول بعض الصحفيين، أن فعل ذلك يظهر للمتابعين أننا بشر مثلهم. و هذا قد يخدمهم بزيادة مصداقيتنا. و لكن الأصعب في هذا الموضوع هو كيفية التعامل مع الآراء الشخصية و خصوصاً لو كانت مرتبطة بالموضوع الذي يكتب الصحفي عنه.

و في دراسة عن سياسات المؤسسات الصحفية المتعلقة بمواقع التواصل الإجتماعي وجدت المدرسة بجامعة هوفسترا بنيويورك، كيللي فينشام، أنه رغم أن هناك مؤشرات صغيرة على أن  معارضة المؤسسات لإظهار وجهات النظر بدأت تضعف ”، إلا أن التعليمات العامة لا تزال  تحذر من إبداء الآراء الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي. و  كمثال على ذلك تقول وكالة الأسوشيتد برس:” يجب أن يعرف العاملون بالوكالة أن الآراء الشخصية ربما تدمر سمعة الوكالة و تصبح مصدرا متحيزا للأخبار.“

و في دراستها وجدت “فينشام”  نقلة جوهرية فانتقلت من توقعات بوجود حسابات مختلفة لكل صحفي أحدها شخصي و الأخرى للعمل، إلى إجماع على أن الصحفيين يجب أن يمتلكوا حساباً واحداً فقط. فالحسابات المنفردة تفتح الباب أمام احتمالية أن يعلق أحد متابعي الحساب الشخصي على الحساب الآخر و يبرز آراء مختلفة للصحفي في موضوع معين.

لا يوجد طريقة مؤكدة لتحديد التحديات القادمة من الخلط بين المهنية و الشخصية على تويتر.

تقديم النص المتماسك في 140 حرف فقط 

من استخدامي الشخصي لتويتر، رأيت مدي صعوبة أن يكون النص متماسكا. عدد الحروف المحدودة مثَل تحدياً لتقديم النص المتماسك و المعنى الواضح و أيضاً بيّن أهمية الكلمات المفردة. التحدي الآخر يتمثل عند نشر الصحفي تغريدات مرتبطة بموضوع واحد و خصوصاً للمستخدمين الذين يتابعون الآلاف من التغريدات فبالتاكيد سيفقد بعضهم إحدى أو بعض التغريدات التى نشرها الصحفي. و من الناحية الأخلاقية سيكون بعض المتابعين مشتتين و عادة ما يفقدون بعض الأجراء من الخبر.

الصحفيون جمعوا خبرات عبر السنوات العديدة من استخدام تويتر و بحثوا عن طرق لتقديم القصة متماسكة مع قلة الحروف. و يقول جوناثان هيويت في فصل من كتابه ”أخلاقيات للصحفيين الإليكترونيين“، أن الصياغة الموازية قد تفيد عند كتابة تغريدات متتالية عن قصة ما فمثلاً نقول في التغريدة الأولي ”الناجي من غرق القارب“ ثم نقول في التغريدات التالية ”الناجي“ فقط.

و يساعد “الهاشتاج” في تويتر على بقاء النص و السرد متماسكا و مرتبطا ببعضه.

و على نطاق أوسع، ساعد موقع “ستوريفاي”  الصحفيين و غير الصحفيين على إعادة ربط التغريدات و ما تم نشره على مواقع التواصل الإجتماعى الأخري في ملف واحد لو تعلقت بنفس الموضوع.

كل وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة سوف تصنع مجموعة تحديات و فرص خاصة بها على قدر المعوقات أو الحرية المتوفرة فيها. و بتفكير مبتكر،  ينبئ ذلك بأن الأساسيات الأخلاقية، و أفكار الدائرة الواسعة من مستخدمي تويتر سواء صحفيين أو غيرهم، سوف تساعد في تعزيز الممارسات الأخلاقية و بالتالي تواصلا عاما أفضل على موقع تويتر.

http://ethicaljournalismnetwork.org/

نشرت هذه المادة في الأصل على

http://mediamorals.org/

وتم الاستئذان لإعادة نشرها ويمكن الاطلاع على المادة الأصلية على هذا الرابط

وتم ترجمتها إلى العربية برعاية شبكة الصحافة الأخلاقية وهي منظمة إعلامية غير ربحية تدعو إلى الصحافة الأخلاقية والحكم الرشيد والتنظيم المستقل لوسائل الإعلام. تم إنشاؤها في عام 2011 في إطار حملة مهنية لتعزيز مهنة الصحافة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى