سياسة

وول ستريت جورنال: نظريات المؤامرة سبب تفضيل المصريين لترامب

وول ستريت جورنال: نظريات المؤامرة سبب تفضيل المصريين لترامب

وول ستريت جورنال- إيريك تريجر

إعداد وترجمة: محمد الصباغ

التقى كل من هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. في حين يتسق لقاء ترامب مع إعجابه بالرجال الأقوياء في السلطة وبالتالي فهو أمر غير مفاجئ، لكن لقاء كلينتون فاجأ البعض في مصر، حيث تصوِّرها نظريات المؤامرة كداعمة للإخوان المسلمين وبالتالي عدو للحكومة الحالية.

يؤمن الكثير من المصريين، من بينهم مسؤولون كبار في الحكومة، أن القيادي الإخواني محمد مرسي فاز بانتخابات الرئاسة عام 2012 بفضل الضغط  الذي مارسته هيلاري كلينتون. ومثل الكثير من نظريات المؤامرة، هذا تأويل ملتوٍ لما قالته كلينتون بالفعل في ذلك الوقت.

قبل أربعة أيام من إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية، أشارت كلينتون إلى أنه “لا بد للجيش أن يفي بوعده للمصريين ويسلم السلطة للفائز الشرعي.” (في نفس اللقاء، قالت أيضا “لا نعلم إلى الآن من سيكون الفائز.”)

وبعد ذلك وعن غير قصد لعبت وزارة الخارجية الأمريكية دورا في نظريات المؤامرة عقب وصول مرسي إلى الحكم بأسبوعين، عندما زارت كلينتون القاهرة. وخلال مؤتمر صحفي، قالت “تدعم الولايات المتحدة الانتقال الكامل إلى الحكم المدني، بكل ما تعنيه الكلمة.”

هذه الكلمات صُورت في مصر على أنها دعم للإخوان المسلمين وسلطتها الضعيفة في مواجهتها للجيش. وبعد ساعات من الزيارة، قال وزير الدفاع المصري آنذك، محمد حسين طنطاوي، إن “القوات المسلحة لن تسمح لأي شخص، خصوصا من المدفوعين من الخارج، بأن يصرفها عن دورها كحامية لمصر.”

فُسر ذلك على أنه توبيخ لكلينتون، فقد قال أيضا إنه لن يسمح أبدا “لجماعة معينة” -يقصد الإخوان المسلمين- بالهيمنة على البلاد.

استمرت بعض وسائل الإعلام المصرية في الإشارة إلى أن كبيرة مساعدي كلينتون، هي عابدين، عضوة سرية بجماعة الإخوان المسلمين، وركزوا على تعليقات تحدثت فيها كلينتون عن “عابدين” بصفتها “ابنتها الثانية” كنوع من الدليل على تقارب كلينتون من جماعة الإخوان.

أشارت بعض وسائل الإعلام المصرية خلال العام الماضي إلى أن زوجة محمد مرسي وعدت بالإفراج عن اتصالات سرية بين زوجها وكلينتون ستكشف عن “علاقة خاصة.”

شوهت نظريات المؤامرة تلك، كلينتون على مستوى الوضع السياسي بعد انتفاضات 2011 في مصر. كانت كلينتون متشككة وبشكل علني في الانتفاضة ولم تتفق مع الرئيس أوباما في قراره بدعم مظاهرات ميدان التحرير. وفي مذكراتها المنشورة عام 2014، تحدثت كلينتون عن نظرتها الأولى السلبية لمرسي، وتحدثت بشكل مختلف عن الجنرال طنطاوي. كتبت أن مرسي “يبدو أنه يتبع النموذج التقليدي للرجل الشرق أوسطي قوي النفوذ.” كما قالت أيضا إنها ابتعدت عن تجربة أوباما بالتوغل في الربيع العربي وإن واشنطن حاولت أن “تسير على حبل مشدود، وتعزز القيم الديمقراطية والأهداف الاستراتيجية دون الوقوف في جانب أي مرشح  أو فصيل بعينه” مما تسبب في تغذية عدم الثقة.

الكثير من المصريين ليسوا على دراية بهذه الآراء. بدلا من ذلك، بشكل واسع، يؤمن كثيرون في مصر أن كلينتون اعترفت في مذكراتها بأنها ساعدت في صناعة الدولة الإسلامية، كما أن تصريحات دونالد ترامب التي تتهمها وأوباما بصناعة داعش تنتشر في مصر بشكل كبير.

على الرغم من عدم إعجاب الكثيرين بتعليقاته حول المسلمين، لكن تلك التصريحات ينظر إليها على أنها خطابات حملة انتخابية، والانتباه الأكبر يتجه نحو تعهدات ترامب بتدمير داعش والعمل مع القادة المستبدين.

كتب البرلماني السابق محمد كمال، الذي عمل بلجنة الشؤون الخارجية بالحزب الحاكم إبان حكم مبارك، في صحيفة المصري اليوم اليومية: “أي شخص يتابع تصريحات ترامب سيجد أن الكثير منها يتفق مع مواقف الدولة المصرية في الوقت الحالي.”

لاقت أخبار انعقاد لقاء بين كلينتون والسيسي ترحيبا في مصر وأسهمت في الإشارات إلى أن الإخوان المسلمين يحاولون منع هذه المحادثة.

قال وزير الخاريجة السابق، محمد العرابي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، في حوار الأحد إنه يتوقع تحسن العلاقات الثنائية بغض النظر عن الفائز بالانتخابات الامريكية، وأن القاهرة لا تفضل مرشح على الآخر. وأضاف أنه بغض النظر عن الفائز في نوفمبر، فتفكير الولايات المتحدة سيستمر في مواجهة الفوضى في الشرق الأوسط. وهذا التصريح الأخير هو تذكير بأن الأخبار والتطورات لا تسعى لكشف زيف نظريات المؤامرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى