مجتمعمنوعات

كيف يبدد الأحفاد ثروات الأجداد؟

دراسة: تخسر العائلات 70% من ثروتها على يد الجيل الثاني، و90% على يد الجيل الثالث

تايم – كريس تايلور – ترجمة: محمد الصباغ

اعتاد ستيفن لوفيل زيارة أجداده حين كان طفلاً، وكان الأمر أشبه بدخول عالم كول بورتر في فيلم “ذا جريت جاتسبي”. هناك يرتدي الناس البدلات الرسمية ويشربون الكوكتيلات، ويمتلكون يخوتا وطائرات ومزارع، بعيداً عن القصور الفخمة في أوتاريو بكندا والمنازل الصيفية بساوثامبتون ونيويورك.

وقدر لوفيل، وهو مخطط مالي من ولاية كاليفورنيا، أن ثروة جده تعادل 70 مليون دولار، لكن بعد قرارات خاطئة وبعض الحظ السيىء  بالإضافة إلى إدمان الكحول، بدد الجيل الثاني من العائلة تلك الثروة. ويقول لوفيل: ”أفكر في الأمر دائماً“.

في الواقع، تخسر العائلات الثرية 70% من ثروتها بواسطة الجيل الثاني، وتصل الخسائر إلى 90% بفعل الجيل الثالث.

يقول كريس هيلمان، وكيل رئيس الخزانة الأمريكية، إن الخزانة أجرت مسحا على الأشخاص الذين تبلغ ثروتهم الصافية 3 ملايين دولار، ووجدت أن ”78% من تلك العائلات تشعر أن الجيل القادم ليس كفءً لتحمل مسؤولية إدارة تلك الثروة وهذا الميراث”.

وحسب المسح الذى أجرى؛ هناك عدة أسباب لذلك: الناس تعلموا ألا يتحدثوا عن المال، وأصبحوا قلقين من أن أطفالهم سيصبحون كسالى، وقد تتسرب ملعومات عن أموالهم.

عندما سألت مخططين ماليين عن سبب أن الأثرياء سيئين في عملية نقل الأموال للأجيال القادمة، ولماذا يكون الجيل الثاني والثالث من الورثة حمقى في التعامل مع الأموال. كانت الإجابات مذهلة وصادقة.

مثلاً: ”معظمهم لا يملكون أي فكرة عن قيمة المال أو كيفية التعامل معه. عادة ما يكون الجيل الثالث محكوماً عليه بالفشل، وبمجرد مروره 19 يوما بعد حصوله على ميراثه يذهب لشراء سيارة جديدة”.

ربما تكون الإحصائيات محبطة، حيث ترى العائلات الثرية أن ثرواتها تتبخر على يد الجيلين الثاني والثالث منها، لكن لا يعني ذلك أنك ستواجه نفس المصير. إليك بعض الاستراتيجيات لتجنب ذلك:

ربما تعتقد أنك تشجع على العمل الجاد عندما لا تفصح لأطفالك عن ثروتك، لكن ذلك يعزز من جهلهم. لو لم تتحدث أبداً عن الأموال، تخطى ذلك وابدأ في إعطاء دروس محو أمية مالية لأبنائك. ومعظم المؤسسات المالية، ومنها (U.S Trust) تقدم مواداً تعليمية متخصصة ودورات تدريبية للورثة ليستطيعوا التواصل مع ما حولهم.

هذا يتعلق بالأحفاد، أيضاً اغرس دروس الأموال الذكية بداخلهم، وهنا ستكون قد دفعت بثروة العائلة لـ 30 أو 40 عاما إلى الأمام.

يقول ديفيد مولينز، مخطط مالي بفرجينيا: ”يجب أن يتواصل الآباء والأجداد حول الوصية في جلسة جماعية وفي وجود كل الأطفال“. بهذا الأمر يمكن أن يبعد أي شئ  سيء قد يحدث في العائلة بعد ذلك. من الأفضل أن تفعل ذلك قبل أن تصبح الوصية  أمراً واقعاً، وحينها لن تكون موجوداً لتعديل أو تفسير أو إصدار أحكام، و تصير هناك حرب قانونية.

ويضيف مولينز ”ثق بي، سيكتشف الأبناء- حتى من غير التواصل الجيد –  من حصل على ماذا  وقد يدمر ذلك العائلة“.

يعتقد الكثيرون أن أبنائهم لن يكونوا قادرين على التعامل مع الثروة قبل سن الأربعين. وتقريباً معظم الأفراد الأثرياء أعمارهم تتجاوز السبعين. لذا، يجب أن تضع خارطة طريق مالية للورثة على هيئة بيان بمهام الأسرة، وفقاً لمؤسسة تراست.

يمكنك تدوين ما تتوقعه من الإنفاق والادخار والعوائد، بجانب استراتيجيات لبناء الثروة.

يأمل ستيفن لوفل لو أن والدته كانت قد صنعت تلك الخارطة. يقول: ”كيف دمرت أمي ذلك؟ هي فقط لم تعرف ما هو أفضل من ذلك. والآن نعيش جميعاً في هذا الندم يومياً“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى