ثقافة و فنمنوعات

مصر.. الغابات التي كانت

 أفيال وزرافات وأسود وعشرات الأنواع الأخرى عاشت في مصر قبل 6 آلاف عام وقضت عليها التغيرات المناخية

1410192748869_wps_45_31_Mar_2014_Namibia_A_wid

سارة جريفث – ديلي ميل

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

ألقت النقوش والكتابات على الصخور والمقابر الضوء على وحوش ضخمة عاشت في مصر قبل أن تنمحي من على وجه أرضها    قبل 6 آلاف عام.

وتصف الرسوم ظباء الثيتل المقرنة وظباء المها وثدييات ضخمة أخرى عاشت في وادي النيل قبل أن تتغير بيئتها بشكل كبير وتصبح البلاد أكثر جفافاً في العموم.

يدعي الخبراء أن 37 حيواناً ثديياً ضخم الجثة من بينها الأسود والكلاب البرية والفيلة والزرافات عاشت في مصر قبل زمن الفراعنة الذي بدأ في عام 3100 قبل الميلاد، بالمقارنة بثمانية ثدييات موجودة الآن.

واستخدم العلماء النقوش الموجودة للحيوانات في القطع الأثرية المصرية لتجميع سجل مفصل عن الحيوانات التي وجدت في وادي النيل عودة إلى عصر ما قبل الأسرات.

وتظهر الدراسة إنقراض الأنواع في المنطقة والتي على الأرجح تسبب فيها جفاف المناخ والإنفجار السكاني البشري وهو ما جعل النظام البيئي أقل استقراراً لهذه الكائنات.

واحدة من هذه القطع الأثرية التي تم فحصها كان لوح حجري موجود بمتحف في جامعة أوكسفورد، مرسوم على إطاره كلبين بريين تتشابك مخالبهما وموجود به أيضاً رسم لنعامة وظبي الثيتل وحيوان النو ووعل ومها وزرافات.

ويظهر في اللوح أيضاً مخلوقات غامضة منها نمر برأس ثعبان وما يبدو أنه أسد الجريفين المجنح وهو طائر أسطوري بجسد أسد ورأس وجناحي نسر.

ويظهر في لوح حجري آخر محفوظ في المتحف البريطاني، صيادون بشريون مزودون بأسهم ورماح وعصي وحبال يتعقبون أسوداً وغزلاناً وظباءاً ونعاماً.

وأوضح الدكتور جاستين ييكيل من معهد سانتا في نيو ميكسكو والذي كان في جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز وقت إجراءه للدراسة أن “ما كان في وقت ما مجتمع ثديي غني ومتنوع، أصبح مختلفاً جداً الآن.”

وأضاف “مع تناقص عدد الأنواع أحد الأشياء الأساسية التي فقدت كانت وفرة البيئية للنظام، حيث كانت هناك أنواع متعددة من الغزلان والحيوانات العاشبة الصغيرة الأخرى والتي كانت مهمة لأن الكثير من الحيوانات المفترسة كانت تتغذى عليها.”

والدراسة المنشورة في مجلة “بي إن ايه إس” العلمية مبنية على سجلات جمعها عالم الحيوان ديل أوزبورن في كتابه “ثدييات مصر القديمة” عام 1998 والتي بدورها مبنية على أدلة أثرية وأحفورية وكذلك سجلات تاريخية.

وحددت التحليلات الكمبيوترية خمسة مراحل حدثت فيها التغيرات الكبيرة للثدييات في مصر وتزامنت ثلاث منها مع تغيرات مناخية قاسية حيث أصبح المناخ أكثر جفافاً.

ويقول ييكيل “كانت هناك ثلاث ومضات للجفاف في تحول مصر من الطقس المطير لطقس أكثر جفافاً، بدأت مع العصر الإفريقي الرطب قبل 5 آلاف عام حيث تحولت الرياح الموسمية إلى الجنوب.”

“وفي الوقت ذاته كانت الكثافات السكانية البشرية تتزايد وتتنافس من أجل الأراضي حول وادي النيل وهو ما كان له تأثير كبير على أعداد الحيوانات.”

أحدث التغييرات الكبيرة في المجتمعات الثديية وقع قبل مائة عام، وظهر تحليل شبكات “الفريسة-المفترس” انقراض أنواع في المائة وخمسين عاماً الماضية وهو ما كان له تأثير كبير على استقرار النظام البيئي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى