ترجماتسياسة

الجارديان: تيلرسون كان كارثة لواشنطن وبومبيو ربما يكون أسوأ

إعادة بناء وزارة الخارجية في أعقاب الضرر الذي ألحقه ترامب وتيلرسون ستستغرق سنوات

ترجمة: ماري مراد

المصدر: ذا جارديان

تحت عنوان “ريكس تيلرسون كان كارثة ومايك بومبيو ربما يكون أسوأ”، نشر مايكل إتش فيكس، زميل كبير في مركز التقدم الأمريكي مقالة له بصحيفة “ذا جارديان” البريطانية، أكد فيها أن تعيين وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو لن يكون له انعكاسات إيجابية على واشنطن، إذ اعتبر بومبيو أكثر استعدادا من سابقه للانصياع لتعليمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يُنذر بالخطر.

وفي مقالته، قال فيكس إن ريكس تيلرسون سيرحل كواحد من أسوأ وزراء الخارجية، ومع رحيله وجلوس مدير “سي آي إيه” مايك بومبيو مكانه فإن الأمور يمكن أن تزداد سوءًا بالنسبة إلى الأمن القومي الأمريكي.

الكاتب أشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جعل ازدراءه للدبلوماسية واضحا منذ يومه الأول في الرئاسة، فهو ينظر إلى السياسة الخارجية على أنها جهد للجيش وليس لوزارة الخارجية، إذ اقترح زيادة هائلة في الميزانية العسكرية بينما كان يحاول خفض ميزانية وزارة الخارجية بمقدار الثلث تقريبًا، لافتا إلى تعيين ترامب جنرالات لمناصب وزير الدفاع، ومستشار الأمن القومي (مرتين) ورئيس لموظفي البيت الأبيض، في حين عين شخصاً كوزير خارجية دون خبرة دبلوماسية.

وبحسب المقال، فعل ترامب أفضل ما لديه لتقويض وزير خارجيته تيلرسون، منتقدا إياه علنا في عدد من المناسبات، وفي خريف 2017 بينما حاول تيلرسون فتح عملية دبلوماسية مع كوريا الشمالية، نشر ترامب تغريدة للعالم جاء فيها: “قلت لريكس تيلرسون أنه يضيع وقته في محاولة التفاوض مع رجل الصاروخ الصغير”، وحينما اندلاع الخلاف بين السعودية وقطر في 2017 سارع تيلرسون لتهدئة الوضع والتوسط في حين أن ترامب أضعفه بالانحياز علانية للسعودية.

لهذا، فإن فيكس يرى أنه ليس من المفاجئ أن يكتشف تيلرسون إقالته بتغريدة من ترامب عبر موقع “تويتر”.

ورغم المعامل السيئة التي تعرض لها تيلرسون، يجد الكاتب صعوبة في البكاء عليه، واصفاه إياه بالجندي الجيد في تمكين السياسة الخارجية العسكرية، والتي يتم فيها إبعاد وزارة الخارجية عن المشهد لمرحلة لاحقة.

المقال أشار إلى أن تيلرسون عمل بشكل عداوني على تطهير وزارة الخارجية، وليس شغل المناصب الرئيسية، وتجميد التوظيف، ما سهم في بيئة معادية وتدني الروح المعنوية، وقد استقال كبار الدبلوماسيين في البلاد خلال العام الماضي، مما أدى إلى موجة من خروج الدبلوماسيين المهنيين على جميع المستويات الذي استنزف صفوف السلك الدبلوماسي في البلاد.

وبناء على ذلك، يتوقع فيكس بأن تستغرق إعادة بناء وزارة الخارجية في أعقاب الضرر الذي ألحقه ترامب وتيلرسون سنوات.

فيكس لفت إلى أن قيادة تيلرسون للدبلوماسية الأمريكية مع العالم كانت كارثة، ورغم هذا أوضح أنه كانت له وجهات نظر معتدلة حول السياسة، إذ كان واحدا من أقوى الأصوات للجوء للدبلوماسية مع كوريا الشمالية، إضافة إلى كونه من المدافعين عن البقاء في اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، علاوة على محاولته إبقاء الولايات المتحدة في صفقة إيران النووية.

واعتبر الكاتب أن بومبيو يحمل وجهات نظر أكثر تشددا، ما يشير إلى أن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني مرة أخرى غير واضح، ومعه مزيد من الصراع المحتمل في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن ترامب حدد موعدًا نهائيًا في مايو لاستمالة الحلفاء الأوروبيين لإدخال تغييرات على الصفقة الإيرانية، كما أفادت التقارير بأنه سيخرج من الصفقة إذا لم يتم إجراء تلك التغييرات.

ووفقًا للمقال، بينما دافع تيلرسون عن البقاء في الاتفاق، كان بومبيو منتقدًا صريحًا له، وإذا انسحبت واشنطن من الاتفاق من جانب واحد، فلا يمكن التنبؤ بأين يمكن أن يذهب التوتر مع إيران، التي تحارب بالفعل حرب بالوكالة في سوريا واليمن.

فيكس توقع بأن هذا التطور (تعيين بومبيو) لا يبشر بالخير للدبلوماسية مع كوريا الشمالية أيضا، ففي الوقت الذي يستعد فيه ترامب لاجتماع قمة ممكن مع زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون فإن خروج تيلرسون قد يشير إلى تشدد أكثر في المحادثات.

الكاتب ذكر أنه بينما يؤيد تيلرسون الدبوماسية مع كوريا الشمالية، فإن لغة بومبيو العامة بخصوص كوريا الشمالية أكثر عدوانية إذ أشار صراحة إلى تغيير النظام، مؤكدا أن التفاوض مع كوريا الشمالية أصعب المساعي الدبلوماسية التي يمكن للمرء تخيلها، لكن “بومبيو مثل تيلرسون ليس لديه خبرة دبلوماسية”.

وبخصوص روسيا، فيكس أوضح أن تيلرسون لم يكن متشددا حيال روسيا، إذ أعطى الأولوية لمحاولات التعاون عن قبول تصرفات روسيا الواضحة لزعزعة الاستقرار، بما في ذلك تدخلها في انتخابات عام 2016، مشيرا إلى أنه بينما كان بومبيو يحمل وجهات نظر انتقادية لروسيا خلال فترة وجوده في الكونجرس واعترف بأن روسيا تدخلت في الانتخابات، فإنه من غير الواضح ما هي السياسات التي سيتبناها بومبيو.

وأكد فيكس وجود أسباب تدعو للقلق، إذ إنه بناء على طلب من ترامب، اتفق بومبيو مع نظرية المؤامرة التي تفيد بأن اختراق رسائل البريد الإلكتروني للجنة الوطنية الديمقراطية في عام 2016 كان عملا داخليا، وليس قرصنة روسية، كما “زعم زورا أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” خلصت إلى أن التدخل الروسي لم يؤثر على نتيجة الانتخابات”، موضحا أنه مع احتدام الحرب في سوريا وأوكرانيا واستمرار تدخل روسيا في السياسة الأمريكية، سيكون بومبيو لاعباً رئيسياً في قيادة السياسة الأمريكية بطرق عديدة.

وفي ختام المقال، شدد فيكس على أن الرئيس هو من يوجه السياسة الخارجية، ولن يغير أي تعديل في الموظفين “الفوضى الفريدة في سياسة ترامب الخارجية”، مضيفا: “لكن إذا كان الماضي هو مقدمة، يبدو أن بومبيو أكثر رغبة في الالتزام بتعليمات ترامب، وهو احتمال خطير للغاية. هذا التطور ربما يثبت أنه مهما كانت تبدو الأشياء سيئة في إدارة ترامب، فيمكنها دائما أن تكون أسوأ”.

اقرأ أيضا: وزير الخارجية الأمريكي المُقال: حققنا هدفنا في سوريا وعلى أمريكا مواجهة “مشاكسات” روسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى