مجتمع

5 أطنان مِن الذهب تحت الأنقاض ودمار الأثر العثماني.. سوق القيصرية تتفحّم

تركيا تعرض المساعدة لإعادة إعمار السوق

وكالات

ليلة أمس، التهم حريق هائل سوق القيصرية التاريخية التي بُنيت في العهد العثماني بوسط مدينة كركوك العراقية، وهو ما أدى إلى احتراق أكثر من 400 محل حسب تقارير محلية.

وقال المسؤول الإعلامي لمديرية إطفاء كركوك، قيس كركوكلي، لوكالة الأناضول التركية، إن حريقًا نشب ليلًا في سوق القيصرية المغلقة، لأسباب ليست معروفة بعد، التهم أكثر من 400 محل تجاري، مشيرا إلى أن العشرات من سيارات الإسعاف توجهت إلى المنطقة، حيث لم تقع خسائر بشرية جراء الحريق، موضحًا أن جهود الإطفاء مستمرة لإخماد الحريق.

ومن ضمن الـ400 محل، 67 منها مختصّة بالذهب، تضم نحو خمسة أطنان من الذهب والمواد الثمينة الأخرى، وتسبب الحريق الذي استمر لساعات طويلة في انصهار ما قيمته أكثر من مليار دولار من الذهب، وذكر رئيس اتحاد الصاغة لسوق القيصرية في كركوك حقي إسماعيل أنه تم السعي لجمع الذهب المنصهر بفعل الحريق من تحت الأنقاض.

واعتبرت الجبهة التركمانية العراقية أن الحريق هو بمثابة محو الوجود التركماني في المحافظة التي يقطنها خليط قومي من التركمان والعرب والأكراد، حيث علّق نائب رئيس الجبهة التركمانية العراقية، حسن توران، أن “حريق سوق القيصرية سهم من السهام التي تستهدف محو الوجود القومي التركماني في كركوك من خلال استهداف حضارته وآثاره واقتصاده”.

وأشار إلى أن احتراق هذا الصرح المعماري الفريد والمتميز من نوعه “يدعونا إلى أن نكون أكثر حذرا ويقظة لمنع تكرار مثل هذه الأعمال في مناطق أخرى”.

وأضاف توران، في بيان، أن “مثل هذه الأمور لن تجعلنا نترك مدننا وتجارتنا وتراثنا رغم استهداف الشعب التركماني النبيل بشتى الوسائل منذ نحو أكثر من قرن كامل من الزمان”، داعيا الجهات المختصة المحلية والاتحادية إلى إيلاء هذا الأمر المزيد من الأهمية وأخذه على محمل الجد والمسؤولية وسرعة تعويض أصحاب المحلات بشكل عادل واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على المواطنين وممتلكاتهم والآثار والتراث سواء في مدينة كركوك أو المناطق الأخرى.

وقال مكتب محافظ كركوك، راكان سعيد الجبوري، في بيان، إن الجبوري أجرى اتصالا مع وزارة الثقافة لتخصيص مبالغ لإعادة إعمار المحال التاريخية بسوق القيصرية التاريخية التي احترقت الإثنين في كركوك.

وفي السياق ذاته، قال رئيس الجبهة التركمانية وعضو مجلس النواب عن محافظة كركوك أرشد الصالحي، إن الحريق الذي اندلع في سوق القيصرية في محافظة كركوك ليس تماسا كهربائيا، مشيرا إلى وجود أيادٍ افتعلت الحريق لإزالة معالم السوق الأثرية.

وأضاف الصالحي أن حريق سوق القيصرية في كركوك والذي يعود تاريخها إلى أكثر من 200 سنة، ليس تماسا كهربائيا، بعدما ثبت من تغطية كاميرات المراقبة، موضحا أن ذلك افتعل من أجل إزالة المعالم الأثرية الخاصة بالمكون التركماني، بالتزامن مع إبعاد مرشحي الجبهة التركمانية من الحقائب الوزارية.

يشار إلى أن سوق القيصرية في كركوك التي تأسست في عام 1805م خلال حكم العثمانيين، شهدت أسوأ حريق التهمه حسب أهالي كركوك، إذ تحتوي على ثلاثة مداخل و28 منفذا، و365 محلا و22 مستودعا للبضائع.

ولم تدلِ السلطات الأمنية بأي توضيح عن تلك الروايات التي كثيرا ما تتضارب بعد أي حادث يقع في المدينة المتنوعة قوميا ودينيا، بينما أعلنت تركيا استعدادها لإعادة إعمار السوق بعد دماره إثر حريق ليلة أمس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى