أخبارسياسة

ليبيا: فشل كل مساعي التهدئة في طرابلس و”داعش” ينتهز الفرصة

بعد فشل زيارة الأمين العام للأمم المتحدة

تقرير- غادة قدري

تليفزيون 218أخبار ليبياجارديان

يبدو أن ليبيا على شفا حرب أهلية شاملة تهدد بتقويض سنوات من الجهود الدبلوماسية للتوفيق بين فصيلين سياسيين متناحرين، أحدهما بقيادة خليفة حفتر، في شرق البلاد، والفصيل الآخر حكومة الوفاق الوطني في الغرب بقيادة فايز السراج.

قبل ثلاثة أشهر، بدأ الجنرال خليفة حفتر، القائد في الجيش الوطني الليبي الذي يبلغ من العمر 75 عامًا، سلسلة من الهجمات العسكرية من معقله في شرق ليبيا، بما في ذلك الاستيلاء على حقل نفط رئيسي في الجنوب. كان يُنظر إلى حملته على أنها مقدمة للهجوم على قاعدة القوة الليبية المتنافسة: حكومة الوفاق الوطني الهشة المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، في غرب البلاد.

يمكن للنتيجة أن تقرر ما إذا كانت البلاد لا تزال على طريق طويل تقوده الأمم المتحدة نحو شكل من أشكال الديمقراطية يعيد توحيد المؤسسات المقسمة منذ فترة طويلة، أو يقع بدلاً من ذلك تحت شكل من أشكال الحكم العسكري. كان من المقرر أن تعقد الأمم المتحدة مؤتمرا في 14-15 أبريل لوضع البلاد على طريق المصالحة والانتخابات، وربما يحاول حفتر استباق استنتاجات هذا المؤتمر.

فشلت جهود الأمم المتحدة في حل أزمة ليبيا إذ تتنازع السلطة في ليبيا حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج التي شكلت نهاية 2015 بموجب اتفاق رعته الأمم المتحدة وتتخذ من طرابلس مقرا، وسلطات في الشرق الليبي مدعومة من “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر. كما تنتشر فيها مجموعات مسلحة نافذة في المناطق، ومجموعات متطرفة.

وقالت وردة محمد وهي صحفية من ليبيا لـ”زحمة” عن الأوضاع في طرابلس: “الحرب في أطراف طرابلس كَر وفر بمحيط جنوب طرابلس أما المدينه هادئة والأمور طبيعيه والنَّاس تُمارس حياتها بشكل طبيعي ولكن في حاله ترقب”.

وتابعت: “الوضع معقد جدا خاصة بعد تقهقر قوات حفتر للخلف بعد توغلها نحو أطراف طرابلس وبعد سيطرتها على المطار تراجعت للخلف، حكومة السراج أيضا قوة لا يستهان بها ومدعومة من دول خارجية اليوم وأمس يتم قصف طرابلس بطيران، وهناك تعتيم إعلامي كبير المصدر الوحيد هو الفيسبوك وكل فريق لديه جيش إلكتروني رهيب بصراحة لا نعلم ما يحدث بدقة لكن المؤشرات ليست في صالح جيش حفتر وفي نفس الوقت الوضع قد يتغير”

كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش زار الأربعاء العاصمة الليبية في أول زيارة له إلى هذا البلد منذ توليه هذا المنصب عام 2016.

وأعلن غوتيريش وصوله إلى طرابلس في تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر”، مضيفاً أنه “ملتزم تماما دعم العملية السياسية” في هذا البلد والتي ستقود بحسب قوله، “إلى السلام والاستقرار والديمقراطية والازدهار”. ولكن يبدو أن جهوده فشلت تماما وما زالت العمليات العسكرية التي يقودها حفتر في تصاعد مستمر.

ماذا يحدث الآن؟

لا تزال الاشتباكات التي تدور رحاها جنوب العاصمة طرابلس تحصد المزيد من الأرواح بعد فشل كل المساعي الدولية والمحلية للتهدئة.

وعبّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغريك، عن أسفه لعدم استجابة أطراف الصراع للهدنة الإنسانية في طرابلس والتي حددتْ لساعتين فقط، مشددا بالوقت ذاته على أهمية ضمان سلامة المدنيين في مناطق الاشتباكات.

في الوقت ذاته قوبلت مطالب مجلس أعيان ليبيا للمصالحة بهدنة إنسانية مُدّتها 6 ساعات بعدم الاستجابة أيضا، ليُعيق هذا التشبّث بالقتال عمل المنظمات الإنسانية لإخراج المدنيين العالقين بمناطق الاشتباكات أو تقديم المساعدات لهم.

وبدورها، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ماريا ريبيرو، إن الاشتباكات الدائرة في ضواحي طرابلس أجبرت أكثر من 2800 شخص على الفرار من مناطق الاشتباكات.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية مقتل 47 شخصا وإصابة 181 آخرين جرّاء الاشتباكات التي تدور رحاها منذ أيام في ضواحي طرابلس.

وأشارت المنظمة إلى أن هذه الإحصائية تشمل ضحايا الأيام الأخيرة الماضية فقط، مُبيّنة أنها تحصّلت عليها من المنشآت الصحية الموجودة قرب العاصمة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن استمرار الصراع المُسلح في ليبيا يُهدد باستنزاف الإمدادات الطبية داخل البلاد، مُبدية تخوّفها من حدوث ذلك.

ووصفت المنظمة القطاع الصحي في ليبيا بـ”المُثقل” بسبب تدهور الأوضاع الأمنية داخل البلاد منذ أعوام، وتجدد القتال داخلها بشكل مُستمر.

كانت وزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني أعلنت أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا اشتباكات طرابلس إلى 25 قتيلاً و80 مُصاباً، مُشيرة إلى أن عدّاد القتلى يضم عائلة كاملة لقيت حتفها في أثناء الاشتباكات.

ومن جانبه، ناشد جهاز الإسعاف والطوارئ في منشور عاجل، الأحد، بوقف إطلاق النار لإخراج العائلات المحاصرة في مناطق الاشتباكات نظراً لوجود بلاغات من عائلات عالقة قرب مناطق الاشتباكات.

كما طالب الجهاز المدنيين القاطنين في أماكن الاشتباكات الدائرة بضواحي طرابلس، بالالتزام في بيوتهم وعدم الاقتراب من النوافذ والخروج للشوارع.

في السياق ذاته أعلنت الشركة العامة للكهرباء إصابة عدد من خطوط التوزيع نوع “11 كيلو فولت” التابعة لمحطات مُتفرقة بضواحي طرابلس.

وبحسب ما نقلته الشركة عن الإدارة العامة للتوزيع في طرابلس، فإن خطوط توزيع الكهرباء المُتضررة تتبع كلاً من:

وأشارت الشركة العاكة للكهرباء في منشور عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك” إلى أن فرق الصيانة تعمل منذ الصباح الباكر على إصلاح خطوط التوزيع المُتضررة.

داعش يقترف مذبحة في بلدة الفقهاء

وفي خضم الاضطرابات التي تعيشها ليبيا قامت عناصر من تنظيم داعش الإرهابي باقتراف مذبحة في بلدة الفقهاء بمنطقة الجفرة -فجر اليوم- بإعدام رئيس المجلس المحلي للفقهاء بقتله رمياً بالرصاص وهو نائم وتركه وسط النيران المشتعلة كما قاموا بقتل مواطن آخر -ذبحاً- هو أحد الأسرى السابقين لديها ممن تم تحريرهم في عملية للجيش الوطني وقوة محلية قرب غدوة كما قاموا بحرق منزل مواطن ثالث هو أيضاً أحد الأسرى المحررين .

وذكر موقع تليفزيون 218 الليبي عن شهود عيان من الفقهاء أن دخول الإرهابيين للقرية المنعزلة كان بدايةً بسيارتين إلى أن وصل العدد الكلي للسيارات 15 عربة وقاموا من فورهم بفصل الاتصالات وقطع الكهرباء على البلدة.

يشار إلى أن التنظيم الإرهابي وجه تهديدات علنية بالانتقام وعبر اتصالات بالثريا في السابق للمغدورين في مذبحة اليوم بعد أن تم تحريرهم من سجن للتنظيم قرب غدوة بعد هجوم شنته وحدة اقتحام من الجيش الوطني وقوة محلية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى