سياسة

كريستيان ساينس مونيتور: مصر “القلقة” تقتحم ليبيا

كريستيان ساينس مونيتور: تتواصل التقارير عن تدخل مصر في ليبيا رغم النفي الرسمي

libya11914_full_600

لويزا لافلاك – كريستيان ساينس مونيتور

ترجمة – محمود مصطفى

تراقب مصر بتوتر ليبيا المتشظية وهي تستمر في الانحدار نحو الفوضى، وتخشى حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي من القلاقل على حدودها التي تمتد لحوالي 1100 كلم مع ليبيا ، وتخشى كذلك من إمكانية انضمام المصريين الساخطين لمعسكرات المسلحين في الجارة المضطربة.

في ليبيا تتصارع  حول السلطة جماعات مسلحة ومسلحين إسلاميين ساعدوا في الإطاحة بمعمر القذافي في 2011 . واستحوذت ميليشيا يدعمها الإسلاميون على العاصمة طرابلس في أغسطس وأقامت برلمانها الخاص تاركة للحكومة المعترف بها دولياً ولمجلس النواب بقايا دولة في الشرق حيث رئيس الوزراء ومجلسه في البيضاء والبرلمان في طبرق.

وتنضم مصر، التي وعدت بعدم التدخل عسكرياً، للحلفاء الخليجيين في تقديم مزيج من الدعم العلني والمستتر لجماعات بعينها. وتظهر السعودية والإمارات ومصر وكأن لها هدفاً مشتركاً من محاولة تحجيم الإسلام السيساسي في ليبيا وألقوا بثقلهم خلف الحكومة العلمانية إلى حد كبير في طبرق وخلف فصيل متمرد من الجيش الليبي يشن حملة ضد الإسلاميين بالقرب من بنغازي ودرنة في الشرق.

ويقول ه. أ. هيلير زميل دراسات الأمن الدولي بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن “تراقب السلطات المصرية ليبيا عن كثب وبأعين تجربتهم الخاصة في مصر.”

مصالح مصر

 قتل مئات من أفراد الأمن المصري  في العام الأخير في صراع مع المتشددين الإسلاميين وتخوض القوات المصرية في منطقة شمال سيناء المضطربة الآن معركة مع مقاتلين من جماعة أنصار بيت المقدس المتأثرة بتنظيم الدولة الإسلامية ووصف السيسي المعركة الشهر الماضي بأنها “وجودية.”

تركز دعم مصر المعلن لليبيا على رفع قدرات شرطتها وجيشها الضعيفين وفي الشهر الماضي قال رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب إن وزارة الداخلية ستدرب القوات الليبيية على محاربة الإرهاب والمساعدة في تأمين الحدود المشتركة.

وقال في مؤتمر صحفي “علينا بشكل عاجل أن ندعم كل احتياجات الأشقاء والتنسيق على أعلى مستوى، بداية من مجال الخدمات وضبط الحدود والمجال الأمنى وتبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب.” وبحسب دبلوماسيين غربيين فإن هذا يتضمن أيضاً دعماً لوجيستياً ومخابراتياً بطول الحدود.

مصر قلقة على الأخص بشان تقارير عن أن مسلحين ناشطين في مصر سافروا إلى ليبيا للتدرب حيث أن معظم حدود البلاد الشرقية غير مسيطر عليها وهو ما يمثل تربة خصبة للجهاديين.

ويقول محمد الجارح الزميل غير المقيم بمركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلنطي إن المسلحين “يمكنهم الحركة بحرية في هذه المناطق ويمكنهم طلب المساعدة هناك” وبحسب الجارح فإن شبكات المسلحين مرتبط كذلك بشبكات مهربي البشر الذين يوفرون للمسلحين تأشيرات وجوازات سفر مزيفة بدون مقابل.

غارات جوية؟

بشكل أكثر سرية تتعاون مصر مع حلفائها في الخليج لمساعدة الجنرال المتمرد خليفة حفتر و”عملية الكرامة” التي أعلنها في حملة ضد الإسلاميين شرق البلاد. في أغسطس قال مسئولون أمريكيون إن طيارين إماراتيين انطلقوا من قواعد جوية مصرية استهدفوا مرتين المقاتلين الإسلاميين الساعين للسيطرة على طرابلس وقالت وكالة أنباء أسوشيتد برس الشهر الماضي إن قوات ليبية استخدمت طائرات مصرية لقصف مواقع للإسلاميين في بنغازي.

أنكرت مصر الزعمين بشدة إلا أنها لم تقنع كل المراقبين، يقول الجارح “ليس مفاجئاً أن المصريون وحلفاؤهم يفعلون ذلك بشكل شديد السرية والغموض. فهم وقعوا اتفاقيات رسمية تقول إنهم لن يتدخلوا، لكن مصر لن تقف ساكنة بينما يهدد ما يحدث في ليبيا أمنها القومي.”

وكذلك يقال إن قطر لعبت دوراً في هذه المعركة فهي إلى جانب تمويلها وتسليحها الجهاديين علانية يُزعم أنها أرسلت طائرة شحن من طراز C-17 لتقديم الأسحلة للميليشيات الإسلامية.

ووفقاً للدكتور هيلير فإن هناك مشاعر متناقضة في القاهرة حول استراتيجية الجنرال حفتر “من ناحية هناك اتجاه واضح لدعم المعركة ضد الإسلاميين الأصوليين مثل “أنصار الشريعة” في بنغازي ومن ناحية أخرى هناك ثقة أقل في شخص الجنرال حفتر حيث أنه إذا ذهب واستمرت العملية فلن يكون هناك الكثير من الإنزعاج.”

المفارقة أن البعض يعتقد أن الحملة العسكرية التي تدعمها مصر قد تزيد من خطر الإسلاميين بدلاً من إضعافهم. في دراسة موجزة صدرت مؤخراً يرى فريدريك ويري من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي أن الحملة دفعت الإسلاميين في بنغازي لجمع قوتهم العسكرية في تحالف واحد وقال إن هذا “يقوض المجال السياسي أمام الفصائل الإسلامية الأكثر براجماتية.”

في كل الاحوال تستمر المعركة.

نهاية الأسبوع الماضي واصلت الإشتباكات اشتعالها في جنوب غرب بنغازي ويقول المراقبون إنه كان من المتوقع أن تشتد الإشتباكات مع تقدم قوات حفتر غرباً نحو الأحياء التي تلقى فيها الميليشيات التي يقودها الإسلاميون دعماً أكبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى