ثقافة و فن

رئيس البعثة الألمانية بعد اكتشاف “رمسيس الثاني”: خُلق العالم من المطرية

رئيس البعثة الألمانية بعد العثور على “رمسيس الثاني”: خُلق العالم من المطرية

أعلن خبراء مصريون وألمان الخميس العثور على تمثال قد يعود لرمسيس الثاني الذي حكم مصر منذ ما يزيد عن 3000 عام


دايلي ميل- رويترز
إعداد وترجمة: فاطمة لطفي

أعلنت وزارة الآثار يوم الخميس أنها اكتشفت تمثالين ملكيين في منطقة المطرية في القاهرة، يعود تاريخهما لنحو 3250 عامًا، ويعتقد أنهما أكبر تمثالين يتم اكتشافهما في المنطقة حتى الآن، ورعى هذا الاكتشاف الهائل جهود مشتركة من وزارة الآثار وباحثين من جامعة لايبزيج.

يعود أحد التمثالين للملك سيتي الثاني، بينما يرجع الثاني للملك رمسيس الثاني، وينحدر كلاهما من الأسرة التاسعة عشرة في مصر القديمة. وقالت الوزارة في بيانها إنها عثرت على الجزء العلوي من تمثال بالحجم الطبيعي للملك سيتي الثاني مصنوع من الحجر الجيري بطول ثمانين سنتيمترًا، أما التمثال الثاني فقد تم العثور عليه مكسورا إلى أجزاء كبيرة الحجم من الكوارتزيت ويبلغ طوله نحو ثمانية أمتار.

ورمسيس الثاني هو واحد من أكثر ملوك مصر شهرة في العالم القديم. حكم مصر من 1279 إلى 1213 قبل الميلاد، وتعد فترة حكمه التي استمرت 60 عامًا هي الأطوّل في تاريخ مصر القديمة. كان رمسيس الثاني من كبار المتعبدين لـ”إله الشمس”، وأمر بتشييد عدد من المعابد في مصر الجديدة لعبادته.



بدأ العالم من المطرية

قال ديتريش راو، رئيس البعثة الألمانية لرويترز، إن المصريين القدماء اعتقدوا أن إله الشمس كان يعيش في هليوبوليس “مصر الجديدة”، وهو ما يعني أنها كانت مساحة محظورة لإقامة أي ملك.  يقول: “خلق إله الشمس العالم في هليوبوليس، في المطرية. وهذا الذي طالما قلته للأشخاص هنا، عندما كانوا يقولون إنه لا يوجد شيء هام، لكن وفق الاعتقاد الفرعوني، خُلق العالم في المطرية”.

موضحًا: “وهذا يعني أن كل شيء تم تشييده وبناؤه من هنا، من المطرية، المعابد، التماثيل، المسلات، كل شيء. لكن لم يعش الملك أبدًا في المطرية، لأن إله الشمس كان يعيش هنا”.

صورة لما يعتقد بأنه تمثال رمسيس الثاني

يقول علماء الآثار إن معبد الشمس أسسه رمسيس الثاني، الأمر الذي يزيد احتمالية أن يعود التمثال إليه. وكان المعبد واحدا من أكبر المعابد في مصر، تقريبًا ضعف حجم معبد الكرنك، لكنه دُمر في العصر اليوناني الروماني. يحاول الخبراء الآن استخراج الأجزاء المتبقية قبل ترميمها، وإذا نجحوا في ذلك وتم إثبات أن التمثال يعود لرمسيس الثاني، سيجري نقله إلى مدخل المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه في عام 2018.

صورة سيئة وبدائية

لكن الاكتشافات الهائلة أثارت العديد من ردود الأفعال الساخرة بشأن استخراج التمثال باستخدام جرافة، وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لانتشال التمثال قائلين إن استخدام الرافعة أدى إلى كسر التمثال. وكتب أحد المغردين على موقع “تويتر”: “هناك طرق أكثر أمانًا لرفع تمثال له هذه الأهمية التاريخية الكبيرة”. بينما سخر آخر “كسروا تمثال رمسيس الثاني. ستلاحقنا لعنة الفراعنة الآن”.

ووصف عمر الحضري، الأمين العام للنقابة المستقلة للآثار في تصريحات لجريدة الشروق، ما حدث بأنه “صورة سيئة وبدائية”، رافضًا ما رآه بـ”التسرع والتهور في رفع التمثال ونقله دون أخذ الاحتياطات الكافية لحمايته من الكسر أو الشرخ”.

لكن محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار، أكد أنه لم يتم رفع التمثال ولكنّ تم رفع جزء من رأسه باستخدام “الرافعة” نظرًا لثقل حجمه، وأنه تم العثور عليه مكسورًا من الأساس، وأردف أنه يجري دراسة رفع باقي الأجزاء تحت الإشراف المباشر من علماء الآثار المصريين والألمان.

من جانبه، أكد ديتريش أن التمثال لم يصب بأي كسر أو خدش، وهو في حالة جيدة.

وقد يكون الاكتشاف الهائل هبة لقطاع السياحة في مصر، الذي شهد تراجعًا منذ ثورة 25 يناير، لكن تظل السياحة مصدرًا حيويًا للعملة الأجنبية. يذكر أن عدد السياح الذين يزورون مصر انخفض إلى 9.8 ملايين في عام 2011 بعد أن كان أكثر من 14.7 ملايين في 2010.

يرفع العاملون المصريون التمثال مستخدمين “رافعة”
صورة لمسلة مصرية قديمة من المعبد الذي تم اكتشافه في المطرية بالقاهرة
معبد الشمس في مصر الجديدة كان واحدًا من أكبر المعابد في مصر، تقريبًا ضعف حجم معبد الكرنك بمحافظة الأقصر
أطفال يلتقطون الصور بجانب التمثال الذي تم اكتشافه
طفل من المنطقة يقود دراجته بجوار التمثال المكتشف حديثًا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى