سياسةكل شيء عن

ماذا جري في حلب؟ ..باختصار

 

ماذا جري في حلب؟ .باختصار

امرأة سورية جريحة في مستشفى ميداني ببلدة أعزاز شمال حلب - الصورة من 12 أغسطس 2012 أثناء ما عرف بـ معركة حلب الكبرى
امرأة سورية جريحة إثر غارة جوية ضربت منزلها  في  بلدة أعزاز شمال حلب – الصورة من 12 أغسطس 2012 أثناء ما عرف Khalil Hamra/AP ..بـ معركة حلب الكبرى

زحمة

قبل ساعات من اقتحام القوات الحكومية السورية المعقل الأخير للمعارضة في شرق حلب، اجتمع مجلس الأمن اليوم الثلاثاء وترددت أنباء عن اتفاق يسمح بخروج قوات المعارضة المتبقية بعد إلقاء سلاحها، وتتولى تركيا التفاوض نيابة عن المسلحين بينما يتولى الروس التفاوض عن الحكومة السورية.

وبين هذا وذاك، بين الحرب والدماء والتقارير عن مذابح وقعت وأخرى محتملة،  نقدم لك في السطور التالية تقرير ا ملخصا عن الصراع في حلب، منذ بدءه حتى اليوم 13 ديسمبر 2016.

 

1- حلب هي أكبر مدن سوريا وأكبر مدينة في بلاد الشام، ومدينة حلب هي عاصمة محافظة حلب التي تبلغ مساحتها 190 كيلومتر مربع، وتعدادها السكاني  5 ملايين نسمة، وتقع شمال غرب سوريا على بعد 300 كيلومتر من دمشق.

2- معظم سكان حلب (حوالي 85% من السكان) هم من المسلمين السنة، ويليهم المسيحيون، ويغلب العرب على سكان حلب مع أقليات من الأكراد والأرمن والشركس.

3- طوال أكثر من عام من بدء الانتفاضة السورية ظلت حلب في حالة سكون إلا من احتجاجات بسيطة، وتلقت من أجل ذلك انتقادات من المناطق المنتفضة الأخرى التي فسّرت هدوء حلب بأن مهنة التجارة تغلب على أهلها الذين -حسب تلك التفسيرات- لا يريدون فقدان مصالحهم مع النظام.

4- توسعت تدريجيا الاحتجاجات البسيطة  حتى حدث أكبرها في 12 أغسطس 2011 -بعد أكثر من 5 شهور على اندلاع الانتفاضة- وذلك بعنوان “جمعة لن نركع إلا لله” وأطلقت قوات الأمن النار وسقط ثلاث قتلى ، وقمع الأمن تظاهرات تالية ومع ذلك ظلت المدينة هادئة بشكل عام إلى مطلع  العام التالي 2012.

5- في فبراير 2012 بدأت أولى الاشتباكات العسكرية بين النظام ومقاتلين ينتمون للمعارضة بينهم  منشقون عن الجيش، وبدأت مناطق من ريف حلب تسقط أولا في إيدي المعارضة.

6- بين فبراير ويولية 2012 انضم مقاتلون كثر من الريف إلى قوات المعارضة وغلب عليهم الطابع الإسلامي، وبدأ تسلل “مجاهدين” إسلاميين قادمين من العراق” ثم من الشيشان وليبيا وفرنسا، وانضم 18 فصيلا مقاتلا تحت ما يسمى “لواء التوحيد”، وقد تعاون “الجيش السوري الحر” مع الفصائل الإسلامية ضد الجيش الحكومي، وبدأت الاشتباكات بين المعارضة وقوات الأمن لأول مرة داخل مدينة حلب في 19 يولية 2012.

7- في أغسطس 2012 نشر الجيش الحكومي دباباته ومروحياته في حلب وبدأ أول مشاركة مباشرة من الجيش في حرب المدن، ودعمه سكان مسيحيون وأرمن في حلب، رأوا أن تركيا تدعم الإسلاميين ضد الأرمن والكراد.

8- انضمت فصائل صغيرة من الأكراد والتركمان إلى المعارضة السورية، بينما كان الجانب الأكبر من القوات الكردية “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي” متشككا وعلاقته سيئة مع الطرفين الحكومي والمعارضة.

9- التحم الجانبان في أغسطس 2012، وبلغت قوات المعارضة أٌقل قليلا من 20 ألف مقاتل بينهم 2500 مقاتل من جبهة النصرة (القاعدة)، بينما بلغت قوات الحكومة حوالي 25  ألفا بالإضافة إلى 2000 مقاتل من حزب الله اللبناني، وسقط في المعركة التي سميت “ستالينجراد حلب” ما  بين 14 إلى  18 ألف قتيل، منهم 10 آلاف قتيل مدني على الأقل، و5000  مسلح من الجانبين على الأقل، وانتهت “معركة حلب” كما سميت آنذاك، بسيطرة المعارضة على شرق المدينة، وسيطرة الحكومة على غرب المدينة، وظل الوضع كذلك طوال السنوات الأربع التالية، في ظل  قصف متبادل بين شطري المدينة أوقع آلاف المدنيين، اعتمدت فيه القوات الحكومية على البراميل المتفجرة، واعتمدت المعارضة على قذائف الهاون.

10- في سبتمبر 2015 حدث تحول كبير في مجرى الحرب في حلب، حين نفذت روسيا أولى غاراتها  جوية ضد المعارضة في شرق حلب. ونفذت القوات الروسية 20 غارة جوية يوم 30 سبتمبر قالت إنها ضد مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية، بينما قالت المعارضة إن الغارات استهدفت مناطق سكنية وأوقعت مئات المدنيين.

11- في فبراير 2016 وقع التحول النوعي الثاني،  حين استطاعت قوات الحكومة تحت الغطاء الجوي الروسي قطع الطريق البري الواصل بين شرق حلب وتركيا التي تقول الحكومة إنها “تمد حلب بالإرهابيين” وقالت المعارضة إن قطع الطريق أدى إلى حصار صنع أزمة إنسانية، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات الروسية على سوريا، أدت خلال عام  إلى مقتل 9300 شخص، بينهم 3800 مدنيا على الأقل، منهم 906 أطفال، وأسقطت 2764 قتيلا من تنظيم الدولة الإسلامية، و2841 مقاتلا من فصائل المعارضة.

12- في ظل الغارات السورية المكثفة، وقطع طريق تركيا، أطبقت القوات الحكومية مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني على شرق حلب، ودخلت مناطق المعارضة بالتدريج، وفشل هجوم مضاد للمعارضة في كسر الحصار الحكومي في أكتوبر الماضي ، في المقابل انتزعت الحكومة الجزء الشمالي من شرق حلب فحوصرت العارضة في أقل من ثلث المدينة، تقلصت إلى أقل من 5 % من مساحتها بعد هجوم حكومي جديد في الأسبوع الأول في ديسمبر الحالي، واستعدت قواتها للسيطرة الكاملة على المدينة.

13- في 13 ديسمبر 2016 اجتمع مجلس الأمن لبحث الموقف في حلب ومحاولة منع “مذابح” محتملة وسط تقارير عن مذابح وقعت للمدنيين، وبدأ التفاوض حول اتفاق بمفاوضة تركية (عن المعارضة) روسية (عن الحكومة) يستهدف خروج المعارضين من آخر معقل لهم في حلب بعد إلقاء السلاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى