مجتمع

رمسيس بلا شمس لأول مرة منذ 3281 عاما

لأول مرة منذ بناءه غابت الشمس عن وجه رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل

 

زحمة، الهيئة العامة للاستعلامات

 

لأول مرة منذ اكتمال بناء معبد أبو سمبل عام 1265 قبل الميلاد، غابت أشعة  الشمس التي كانت تصنع كل عام الظاهرة الشهيرة “تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس” في قدس الأقداس بمعبد رمسيس الثاني بأبو سمب

وكان وزيرا الثقافة والآثار قد حضرا للاحتفال بالظاهرة صباح اليوم الإثنين 22 فبراير وهي ذكرى تتويج رمسيس الثاني ملكا على مصر ، لكن شبورة مائية كثيفة تسببت في تعتيم الرؤية وحجب  شروق الشمس، مما تسبب في أحباط السياح الذين حضروا  مبكرا لرؤية هذه الظاهرة الفريدة

الظاهرة وتفسيرها
تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 200 متر لتصل إلى قدس الأقداس ـ لتضيء ثلاثة تماثيل من الأربعة الموجودة في داخله، وهم تمثال رع حور أخت اله الشمس، وتمثال رمسيس الثاني الذي يتساوى مع الإله، وتمثال أمون إله طيبة في تلك الحقبة، أما التمثال الرابع للإله بتاح رب منف وراعي الفن والفنانين وإله العالم السفلي فلا تصله أشعة الشمس، لأنه لابد أن يبقى في ظلام دامس مثل حالته في العالم السفلي ـ ثم تقطع أشعة الشمس 60 متراً أخرى لتتعامد على تمثال الملك رمسيس الثاني وتمثال آمون رع إله طيبة، صانعة إطاراً حول التمثالين بطول 355 سم وعرض 185 سم.

تستند  الظاهرة إلى حقيقة علمية اكتشفها قدماء المصريين وهى أن لشروق الشمس من نقطة الشرق تماماً وغروبها من نقطة الغرب تماماً في يوم الحادي والعشرين من شهر مارس ثم تتغير نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريباً كل يوم إلى ناحية الشمال حيث تصل في شروقها إلى نقطة تبعد بمقدار 23 درجة و 27 دقيقة شمال الشرق في الثاني والعشرين من شهر يونيو.رمسيس2

أن الشمس تعود مرة أخرى لتشرق من نقطة الشرق تماماً بنفس معدل تحركها تجاه الشمال لتصل إلى نقطة الشرق تماماً في الحادي والعشرين من شهر سبتمبر، ثم تتغير نقطة شروق الشمس بمعدل ربع درجة تقريباً ناحية الجنوب لتصبح على بعد 23 درجة و 27 دقيقة جنوب الشرق في الثاني والعشرون من شهر ديسمبر من كل عام ثم تعود بنفس المعدل لتصل إلى نقطة الشرق تماماً في الحادي والعشرين من شهر مارس.

استند قدماء المصريين في اكتشافهم إلى أن الشمس تمر على كل نقطة في أثناء شروقها وغروبها مرتين في كل عام، وان المسافة الزمنية بينهما تختلف تبعاً لبعد كل نقطة عن نقطة الشرق تماماً.

وأن تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني مرتين في العام، يومي الثاني والعشرين من شهر أكتوبر والثاني والعشرين من شهر فبراير، جاء نتيجة لاختيار قدماء المصريين نقطة في مسار شروق الشمس تبعد عن نقطتي مسارها زمن قدره أربعة أشهر لتتوافق مع يوم 22 أكتوبر و 22 فبراير من كل عام ثم قاموا ببناء المعبد بحيث يكون اتجاه المسار التي تدخل منها الشمس على وجه رمسيس الثاني من ناحية الشرق من فتحة ضيقة. وأن القدماء المصريين جعلوا هذه الفتحة ضيقة بحيث إذا دخلت أشعة الشمس في يوم وسقطت على وجه التمثال فإنها في اليوم التالي تنحرف انحرافاً صغيراً قدره ربع درجة وبهذا تسقط الأشعة في اليوم التالي على جدار الفتحة ولا تسقط على وجه التمثال

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى