ترجمات

كالجحيم على الأرض.. التمويل البريطاني “يضرب” أطفال ليبيا في مراكز الاحتجاز

يتعرض أطفال ليبيون للتعذيب وسوء المعاملة

ترجمة: رنا ياسر

المصدر: The Guardian 

في شبكة تضم 26 ليبيًا في مراكز اعتقال تمولها الحكومة البريطانية، يتعرض الأطفال الليبيون إلى التعذيب وسوء المعاملة، حسبما أفادت صحيفة “الجارديان” البريطانية.

“الظروف التي نمر بها كالجحيم على الأرض”.. كلمات رددها المحتجزون في تلك المراكز، ففي التقارير الأولى لوسائل الإعلام عن القاصرين المُحتجزين في المخيمات، وصف الأطفال حالتهم بأنهم يتعرضون للضرب والجوع والإساءة على يد الشرطة الليبية وحراس المخيمات.

ترى “الجارديان” أن مراكز الاحتجاز صُممت لمنع طالبي اللجوء من عبور البحر المتوسط إلى أوروبا، لذلك أنفقت المملكة المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى عشرات الملايين لمنع وصول طالبي اللجوء إلى المنطقة، خاصة طالبي اللجوء من مناطق النزاع مثل إريتريا والسودان، ودللت الصحيفة البريطانية على ذلك بأن الحكومة البريطانية أنفقت 10 ملايين إسترليني في ليبيا على مبادرات مختلفة، بما ذلك إنفاقها على مراكز الاحتجاز.

وقالت متحدثة باسم هيئة التنمية الدولية، إن التمويل الحكومي البريطاني يُستخدم أيضًا لتشجيع المهاجرين على العودة إلى بلدانهم الأصلية، وأضافت أن المسؤولين الحكوميين البريطانيين أثاروا مع نظرائهم في حكومة الوفاق الوطني الليبية ضرورة احترام حقوق الإنسان للمهاجرين وضمان توفير الخدمات الأساسية واستكشاف بدائل لمراكز الاحتجاز.

ووفقًا للوثائق التي توصلت إليها صحيفة “الجارديان” فإن هناك 26 معسكرًا نشطًا تمولها المملكة المتحدة جزئيًا عبر ليبيا، وبينما تم الإبلاغ عن وجود عدد من المعسكرات سابقًا، لم يكن نطاق الشبكة معلنا عنها، فلا توجد أرقام دقيقة مُتاحة بشأن عدد اللاجئين المُحتجزين، لكن يُعتقد بأن هناك مئات وربما أكثر من ألف لاجئ.

وحسب ما أوضحته المفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فإنه يوجد على الأقل 5.400 لاجئ ومهاجر تم احتجازهم.

ومن خلال ذلك، تصر الحكومة البريطانية على تمويل تلك المراكز كجزء من الجهد الإنساني لردع الأشخاص من العبور الخطر للبحر المتوسط، مؤكدة أن مراكز احتجاز المهاجرين هي من مسؤولية السلطات الليبية، ورغم ذلك أثارت مخاوف بشأن معاملة الحكومة الليبية للمحتجزين.

من ناحية أخرى، يرى نقاد أن المعسكرات الليبية هي وسيلة الدول الأوروبية للاستعانة بمصادر خارجية للتعامل مع المهاجرين وطالبي اللجوء.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت منظمة العفو الدولية إن الأوضاع في مراكز الاحتجاز لا يمكن تحملها وأن التعذيب وسوء المعاملة متفشيان بصورة واضحة.

“هناك تجاهل قاس من جانب أوروبا ودول أخرى لمعاناة أولئك الذين يقبعون في مراكز الاحتجاز” تبعًا لما أوردته منظمة العفو الدولية.

“أنا هنا منذ أربعة أشهر، حاولت الهروب ثلاث مرات لعبور البحر إلى إيطاليا، وفي كل مرة كان يُلقى القبض عليّ وتتم إعادتي إلى مركز الاحتجاز، نحن نموت هنا، لكن لا أحد يتحمل المسؤولية، نحن بحاجة إلى أن ننتقل إلى مكان آمن، لكننا محبوسون هنا طوال اليوم، فلا نرى شروق الشمس ولا الغروب”.. كلمات قالها صبي في السادسة عشرة من عمره، في أحد مراكز الاحتجاز، نقلتها عنه الصحيفة البريطانية.

ويرى نقاد أن هذا العمل هو جزء من سياسة الهجرة “البيئة المعادية” السابقة للحكومة، والتي تهدف إلى ردع الناس للبحث عن ملاذ آمن في المملكة المتحدة إلى جانب ترحيل الذين كانوا موجودين بالفعل في البلاد.

وحسب ما أفادت به الصحيفة البريطانية فإن اتباع سياسة إبقاء أكبر عدد ممكن من طالبي اللجوء من خلال احتجازهم في نقاط عبور رئيسية في أوروبا، فعالة منذ تطبيقها، ففي نهاية مارس 2018، انخفض عدد طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة بنسبة 8% إلى 26.547 لاجئا، مع انخفاض نحو 41% من طلبات اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى