منوعات

النرويجيون يسألون: هل ”جبل الزنوج“ عنصري؟

واشنطن بوست: ظهرت أصوات تتهم مكتشفي جبل نرويجي بالعنصرية

واشنطن بوست – ريك نواك – ترجمة: محمد الصباغ

لو زرت منطقة سفالبارد القليلة في عدد السكان بالنرويج، يمكنك تسلق “جبل نيجرو” و التنزه في وادي نيجرو بالجوار.  لمدة عقود لم تكن  أسماء تلك المناطق تلفت الانتباه كثيراً بسبب بعدها الشديد. ومؤخراً بدأ بعض النرويجيين في طرح سؤال: هل ”جبل الزنوج“ عنصري؟

ذكر الصحفي النرويجي ،جون كريستيان نيجارد، في تقرير هو الأول الذي تعرض لوجود تلك الأسماء لوورلد فيوز عبر البريد الإلكتروني أن القليل فقط من الناس هم من لاحظوا تلك الأسماء المثيرة للتساؤل في الفترة الأخيرة. وأضاف ”تقع المنطقة في مكان بعيد جداً في الجنوب الشرقي من سفالبارد. لا توجد أماكن للاستقرار هناك، ولو تم زيارة المنطقة من قبل أتخيل أن من فعل ذلك كانوا علماء.“

قد تكون سفينة ركاب قد مرت بالجبل القطبي دون معرفة أنهم يقومون بتصوير جبل يتم اتهام مكتشفوه الآن بالعنصرية.

ظهر الاسم لأول مرة على خريطة بريطانية عام 1625، ووفقاً لنيجارد، فقد أسمى البحارة الجبل والوادي بجواره باسم ”نيجرو“ أو ”الزنجي“ بعد ملاحظة وجود مجموعة من الصخور السوداء في المنطقة.

تواصل نيجارد مع المعهد اللقطبي النرويجي، المسؤول عن تغيير الاسم المثير للجدل. إلا أن لجنة المعهد عادة لا تصحح إلا الأخطاء النحوية وتكون التعديلات طفيفة. والأكثر من ذلك أنه لم يشتك أي شخص من أسماء المعالم وبيعني ذلك أن المعهد قانونياً حتى لا يمكنه مناقشة ذلك. ووفقاً لقوانين اللجنة، يمكن تغيير اسم عدائي فقد إذا قدم شخص ما شكوى رسمية.

ودافعت رئيست اللجنة أودفيج أوين أورفول لصحيفة سفالبارد بوستن عن الإجراء قائلةً إن الكثير من الأسماء تم إطلاقها قبل  قرون مضت، وأن الاعتبارات التاريخية يجب أن تؤخذ في الاعتبار.  وأضافت للصحيفة النرويجية إنها بالرغم من ذلك ستحقق في الأمر.

فيما تحدث رون بيرجلاند ستين، الذي يعمل في المركز النرويجي لمكافحة العنصرية، لجريدة سفالبارد بوسطن وقال إن الأسماء المثيرة للجدل يجب أن يتم تغييرها من أجل عدم إيذاء مجموعات معينة، بالرغم من أنه يمكن عدم اعتبارها عنصرية من جانب كل النرويجيين. كما أضاف ستين أن بلاده ”ارتكبت فظائع أسوأ“ تجاه الافارقة أكثر من اختراع اسم كـ”جبل الزنوج“.

من جانب آخر اتخذت الجارة السويد موقفاً أكثر صرامة فيما يتعلق بالأسماء التي يمكن اعتبارها مهينة لمجموعات معينة. فقامت جمعية الطيور السويدية في فبراير الماضي بتغيير اسم أنواع من الطيور كان يطلق عليها ”الطير الغجري“ أو ”الزنجي“. كما أن هناك نوع آخر من الطيور في السويد يطلق عليه ”كافير – Kaffer“ و هو يشبه لاسم مهين يستخدمه الجنوب إفريقيين من أصحاب البشرة البيضاء ضد السود. وهناك أيضاً أسماء طيور أخرى مهينة في السويد مثل ”هوتين توت – Hottentot“ وهو مستوحى من اسم في لغة سكان أصليين في جنوب غرب إفريقيا تدعى ”KhoiKhoi“، وهي لفظ مهين للقبيلة.

عندما انهت جمعية الطيور السويدية منذ أسبوعين أول قائمة كاملة عالمية لكل أسماء الطيور السويدية وعددهم 10,709، قامت الجمعية بإعلان بعض الأسماء الغريبة أيضاً. ونتيجة لذلك، تم تغيير العديد منهم فعلى سبيل المثال طائر ”الزنجي – Negro“ تم تغيير اسمه إلى ”الطائر الأسود“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى