إعلاممجتمع

فيديو| حكايات “بيّاع جرايد”: ماذا يقرأ المصريون؟ وكم يقرأون؟

أشهر مانشيت صحفي باعه حتى الآن

 

تقرير: غادة قدري

بابتسامة وترحيب يستقبلك “محمد” بائع الصحف على ناصية شارع نوبار في تقاطع شارع باب اللوق ومنطقة عابدين بوسط العاصمة المصرية على مسافة غير بعيدة من ميدان التحرير، والجامعة الأمريكية، ومقاهي وسط المدينة، ومعظم الوزارات.

لن تجد لدى “محمد” صحفا بعد الخامسة مساء، فقد استبدل المشهد الشهير للمطبوعات الصحفية اليومية بمنصة لبيع الروايات بعد ركود بضاعته!

وإذا كنت من قاطني منطقة “وسط البلد” سيعقد “محمد” معك صداقة حتى لو لم تشتر منه الصحف، وسينادي عليك ليلقي التحية إلى جانب عائلته وشقيقته التي تساعده في بيع  وتوزيع الصحف.

وفقط لو كان هناك خبرًا هامًا، ربما تلتقي به صدفه يتجول على دراجته النارية في التاسعة مساء بين المقاهي حاملا الصحف في طبعاتها الأولى مناديّا “أهرام.. أخبار.. جمهورية.. المصري اليوم”.

خمسة وعشرون عامًا أمضاها محمد هنا في وسط البلد، يعرفه الجميع، بعد أن ورث عمله من والده وعمه، خاصة وأنه مازال يمارس مهنته الآخذه في الاندثار بنفس طقوسها ونداءاتها التي لم تتغير على مر السنوات، وكأنما يصارع من أجل البقاء.

التقى “زحمة” بعبد السلام ربيع 65 عامًا، وهو العم الأكبر لمحمد، يحكي أنه لم يتخل عن مهنته التي مارسها طوال 50 عامًا، عاصر خلالها تحولات سياسية وتاريخية عديدة شهدتها مصر، ويذكر أن أشهر مانشيت صحفي باعه منذ أن بدأ في بيع الجرائد وحتى الآن هو، يوم اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات وكان مانشيت الأهرام الرئيسي “يوم حزين لكل مصر والأحرار في العالم”

وعن نسبة بيع الصحف كشف: “كنا نبيع ما بين 500 إلى 400 نسخة، الآن نبيع أقل من 50 نسخة يوميًا، والمرتجع يفوق المبيعات”

عبد السلام ربيع- بائع صحف، تصوير غادة قدري

أما “محمد” الابن فتابع  لـ”زحمة”: اسمي محمد عبدالحميد ربيع، أعمل في بيع الصحف منذ أكثر من 25 عامًا في منطقة وسط البلد، وتعرفت من خلال عملي على شخصيات عديدة تتردد هنا منهم نقاد وكتّاب، ومخرجين وسكان وسط البلد.

وقال: زبائني على مقهى زهرة البستان مثلًا كان منهم ممثلين ومثقفين..

وأردف: لكن للأسف نسبة بيع الصحف انخفضت كثيرًا عن الماضي بسبب الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لا أحد يشتري مني الصحف.

ويعزو محمد انخفاض البيع لسبب آخر، إذ يرى أن الصحف فقدت كتّابها، مشيرًا أن زبائنه كانوا يختطفون الصحف حتى نفاذ الطبعات بسبب متابعتهم لأعمدة كتّابهم.

وعن أهم العناوين، قال: “مازال المصريون متابعون لأخبار كرة القدم”

واستطرد: “أي خبر عن الكورة بيخلّص الجرايد، لو فيه ماتش للأهلي أو المنتخب مش هتلاقي جرنال”

“أما الحوادث فلا يتابعها أحد كما في السابق، ومعظم الزبائن من كبار السن والموظفين، لكن نادرًا ما يشتري الشباب الصحف”.

وعوضًا عن تجارته الآخذة في التلاشي يفضّل محمد بيع الروايات العربية والأجنبية بأسعار منخفضة، آملًا أن يجد عشاق القراءة ملاذًا بعد أن أصبحت الصحف خيارا غير مفضل للباحثين عن الأخبار الجديدة.

مانشتات الصحف الرئيسية الصادرة في مصر يوم 8 نوفمبر 2016- تصوير غادة قدري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى