حيوانات

“الإنقاذ والحرية”.. مشروع لنجدة الحيوانات من “مختبرات الموت”

تعافي القطط أكثر تعقيدًا من الكلاب

Profile of a cat who was rescued from testing facilities.
أميليا

المصدر:  Christian Cotroneomnn

ترجمة: ماري مراد

إذا زُرت مكتب شارون كيث في لوس أنجلوس، هناك احتمال كبير أنك سوف تقابل قطة رمادية بيضاء تُدعى أميليا. هذه القطة باعتبارها مقيمة بالمكتب، لا تترك الكثير من الخيارات للزائرين، إذ تقول كيث لـ”إم إم إن”: “هي مثل ملكة المكتب. تقوم بتحية الجميع”.

الأمر لم يكن كذلك في السابق. في الواقع، حينما وصلت أميليا إلى مشروع “الإنقاذ والحرية” ( Rescue + Freedom Project) منذ أشهر قليلة مضت، أول ما فعلته كان البحث عن مكان للاختباء فيه.

أميليا، من بين قطط لا حصر لها، إضافة إلى أرانب وخنازير وقوارض، أنقذها مشروع “الإنقاذ” من المختبرات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وتقول كيث، التي أنشأت المنظمة في 2010: “معظم الناس لا يعرفون أن القطط والكلاب- مثل الكلاب والقطط التي تشاركهم منازلهم كفرد من أفراد العائلة- تخضع لاختبارات وتعذيب كل يوم”.

وتضيف أنه في هذه اللحظة توجد حوالي 100 ألف قطة وكلب في مرافق الاختبار في الولايات المتحدة. ولكن السبب الذي يجعل معظم الناس لا يعرفون أن الحيوانات تضحي بحياتها مقابل تجربة مستحضرات التجميل والصابون والمنظفات المنزلية، أن الشركات قد أصبحت بارعة جدًا في الحفاظ على تلك المعلومات مخبأة.

Phoebe, a cat rescued from a lab.
قطة أخرى تم إنقاذها

وتؤكد كيث: “لا يدرك العديد من الأمريكيين أن الحيوانات تجري التجارب عليها في الفناء الخلفي، من قبل الشركات التي يستخدمون منتجاتها كل يوم. صناعة التجارب على الحيوانات بأكلمها تقوم بعمل رائع لإخفاء ما يتم فعله. الشركات لا تريد أن يعرف الناس أنها تجري تجارب على الحيوانات، لا سيما الكلاب والقطط”.

وأفضل طريقة للحفاظ على هذا السر، التأكد من أن الحيوانات تعيش وتموت وكأنها متاع للشركة.

وتتابع كيث: “الشركات لا تريد إطلاق الحيوانات، لأن هذا يعني أن العامة سيعرفون أنها تجري اختبارات على أفضل أصدقائهم”.

وهذا هو السبب في أن منظمة كيث ضغطت بلا كلل من أجل تمرير مشروع قانون حرية البيجل. فمشروع القانون هذا، الذي كان يُنظَر في الأصل على أنه حبل نجاة للبيجل، من شأنه أن يجبر الشركات على الإفراج عن جميع الحيوانات ومنحها إلى مجموعات غير ربحية عند انتهاء الاختبار.

Car sitting at table.
وينونا

بعد أن تم تمريره بالفعل في تسع ولايات، يكتسب مشروع القانون قوة دفع في الوقت الذي أصبحت فيه الشركات أكثر تصميمًا من أي وقت مضى للحفاظ على الحيوانات، والأسرار التي تقدمها.

وتشير كيث: “في البداية، عندما كنا صغارا جدا، كنا قادرين على العمل بشكل جيد مع المختبرات. كانت تتوصل معنا لاتفاقات سرية. ولكن بمجرد أن بدأنا نكبر، توقفوا عن العمل معنا. لأنهم لم يرغبوا في إعلام أي شخص بما يفعلونه. أخبرني الكثير منهم بصراحة أنهم يفضلون قتل هذه الكلاب عن إعطائها لنا”.

مشروع قانون “حرية بيجل” يبعد تلك الحيوانات عن أيدي الشركات، ويعطي مجموعات مثل مشروع “الإنقاذ” فرصة لتظهر لتلك الكائنات جانبًا أفضل من الإنسانية.

“الإنقاذ والحرية” لا تحتضن جميع أنواع الحيوانات فحسب، بل تنقذها من الملاجئ المعرضة فيها للقتل، كما أنها تعالجها قبل توفير منازل حقيقة لها.

Cat looking out window.
وينونا

لكن يبدو أن تعافي القطط أكثر تعقيدًا من الكلاب، إذ تقول كيث: “القطط تأخذ فترة أطول من الكلاب. وأعتقد أن هذا بسبب الطريقة التي تعامل بها في المعمل.. فلا يتم التعامل مع الكلاب بشكل جيد، ولكن يتم التعامل مع القطط بشكل أسوأ”.

وبطريقة ما، قد تكون القطط ضحية لسمعتها الانطوائية، وأكدت كيث: “القطط، على وجه التحديد، تتعرض لسوء معاملة أكثر من الكلاب، لأن العاملين في المختبر لديهم تعامل أقل مع القطط. لذلك عندما نكون قادرين على إخراجها، فهي تعاني من أضرار نفسية”.

وأردفت قائلة: “لقد عاشت في القفص طوال حياتها. والتفاعل الوحيد الذي حدث لها مع البشر كان عبر الإبر والأقطاب الكهربائية والأيادي المغطاة بالقفاز. مهمتنا هي إعادة تأهيلها وجعلها تثق بنا. ونجعلها تحب وتعرف أنها ستعيش الآن”.

ولكن في الوقت الذي يحصل فيه مشروع قانون حرية البيجل على موطئ قدم في مزيد من الولايات، فإن ستارة سياسية أخرى تُسدل على قطاع اختبارات الحيوانات. وقد وجدت الشركات التي تختبر الحيوانات وسيلة جديدة للحفاظ على أسرارها من عامة الناس.

وتقول كيث: “منذ أن تولت إدارة دونالد ترامب، ألغت وزارة الزراعة الأمريكية ملفاتها على الإنترنت وأزالت قاعدة البيانات التي يتطلبها القانون لإعلامنا بمكان جميع الحيوانات وما يجري اختباره عليه”.

ونتيجة لذلك، يمكن لهذه الحيوانات أن تعيش وتختفي دون الكشف عن هويتها. وبحذف قاعدة البيانات على الإنترنت، أزالت وزارة الزراعة الأمريكية بفعالية الأدلة على وجود هذه الحيوانات على الإطلاق.

Close-up of cat with half-closed eyes
فيبي

وعليه، انضم مشروع “الإنقاذ” إلى العديد من مجموعات إنقاذ الحيوانات الأخرى لأخذ وزارة الزراعة الأمريكية إلى المحكمة وإجبارها على إعادة قاعدة بياناتها إلى الإنترنت.

وتركز كيث الآن على الحيوانات التي أعادتها إلى الحياة، ففي الأسبوع الماضي أنقذت المجموعة 20 قطة. وقالت: “كان العديد منها من مرافق إجراء التجارب على الحيوانات. لقد أنقذناها قبل أن يقتلونها. أما البقية أنقذناها من الإعدام في الملاجئ عالية القتل بلوس أنجلوس “.

وأردفت قائلة: “كلها ستحتاج إلى منزل، ولكن قبل هذا ستقضي كل الوقت مع مشروع الإنقاذ والحرية، حيث يمكنها ترك كل تلك الخبرة السيئة وراءها، وتعلم أن بعض أيدي البشر تحمل نور الأمل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى