سياسة

غزة /عسقلان.. حكاية ملجئين

sip

(صورة أرشيفية)

تلجأ عائلة صبح إلى مدرسة الفاخورة في غزة مع عشرات العائلات الأخرى، وعلى بعد 12 كيلومترا تلجأ  شير كايام الإسرائيلية إلى ملجأ في عسقلان مع عائلتين أخريتين

تحقيق رويترز – نضال المغربي ومايال  لوبل

جال رمضان صبح بعينيه في مدرسة مكتظة في غزة لاذ بها 2500 فلسطيني طلبا للأمان وتحسر على الشقاء الذي يكابده مدنيون يحاولون النجاة بأرواحهم من قصف اسرائيلي مستمر منذ أربعة أسابيع تقريبا.

وقال صبح (42 عاما) الذي فرت أسرته المكونة من 12 فردا الى مدرسة الفاخورة التي تديرها الامم المتحدة من بيت لاهيا وهي بلدة في شمال قطاع غزة دمرها القتال “الحياة التي نعيشها هي حياة ذل.

“نحن مذعورون. نعلم انها (المدرسة) غير آمنة تماما. لا يوجد مكان آمن في غزة والكل يجرب حظه.”

ولاذ نحو 260 الفا من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة الى المدارس والمنشآت الأخرى التي تديرها الأمم المتحدة. وكثيرون لم يبرحوا أماكنهم الى أن يتأكدوا من ان وقف اطلاق النار الذي بدأ يوم الثلاثاء لمدة 72 ساعة سيصمد.

في مدرسة الفاخورة يتكدس أكثر من 50 شخصا في كل فصل وتنشر كل أسرة ملاءات حول الركن الذي تنزوي به لتحافظ على أقل قدر ممكن من الخصوصية. تستخدم النساء دلاء وأوعية بلاستيكية لتحميم أطفالهن وغسل الصحون.

وقال صبح الذي كان عاملا زراعيا باليومية اعتاد ان يعمل في اسرائيل قبل ان تسيطر حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على غزة عام 2007 “عليك أن تنتظر نصف ساعة أو ساعة حتى تدخل المرحاض. عليك ان تنتظر دورك في كل شيء حتى تشرب وحتى تحصل على وجبتك الحقيرة.”

يوجد في المدرسة 12 مرحاضا لكن لا توجد بها مياه جارية.

ويستطرد صبح “كل يوم يقولون لنا انتظروا الغد والاوضاع ستتحسن. لكن هذا الغد لا يأتي أبدا. نأمل ان تنتهي الحرب ونستطيع العودة لنعيش في بيوتنا.”

كانت مدرسة الفاخورة قد تعرضت للقصف خلال حرب غزة التي استمرت ثلاثة اسابيع في عام 2009 لكنها نجت هذه المرة. وتعرضت ست مدارس أخرى للقصف خلال الصراع الحالي وقتل على الاقل 30 شخصا كانوا يحتمون بها كما أصيب عشرات.

 اسرائيليون يسعون للأمان في ملاذات عامة

على بعد نحو 12 كيلومترا الى الشمال عبر الحدود تعيش ثلاث أسر اسرائيلية في مأوى عام منذ ما يقرب من شهر.

هم من سكان عسقلان البلدة التي كانت هدفا متكررا لهجمات الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة. الحي القديم الذي يعيشون فيه لا توجد به “غرف آمنة” حصينة ينص القانون الاسرائيلي على ضرورة وجودها في أي شقق جديدة لذلك لاذت تلك الأسر الى مأوى عام تحت الأرض.

عند المدخل طاولة مستديرة عليها قدح بلاستيكي مليء بأعقاب السجائر. في الداخل تجد أحشية ملقاة في كل مكان على الارض وعليها اناس من بينهم خمسة أطفال نيام في سبات عميق.

على الحائط شاشة تلفزيون كبيرة يعرفون منها آخر التطورات. في الاركان وبطول الحوائط تتناثر الملابس وحقائب الطعام وعلب مسحوق حليب الاطفال ولعبهم كما تنتشر على الحوائط رسوماتهم وأسماء الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة مكتوبة بألوان مختلفة. واعتادت اسرائيل اطلاق اسماء رنانة على حروبها في غزة وآخرها “الجرف الصامد”.

تعيش شير الكايام (22 عاما) في هذا المأوى مع رفيقها وطفلتها الرضيعة.

وقالت “الأوضاع صعبة. يمكن ان تدفعك الى الجنون. لا يمكن ان تحبس الاطفال 24 ساعة في اليوم على مدى شهر.”

وأضافت “خلال فترات الهدوء في القتال نسمح لانفسنا بأن نصحبهم الى الخارج قليلا الى السينما او اي مكان آخر آمن”.

وقالت الكايام انها لن تعود هي وأسرتها الى المنزل رغم الهدنة التي توسطت فيها مصر.

واستطردت “ننتظر لنرى ما اذا كان الموقف سيهدأ قبل ان نخرج من المأوى. هذا شيء مفزع.. نرتعد مع انطلاق كل صفارة انذار ونرتعد مع كل انفجار.”

يوجد في المأوى مرحاضان لكن لا يوجد به حمام. ومثل النازحين الفلسطينيين الذين لجأوا الى المدرسة في غزة يستخدم الاسرائيليون في مأوى عسقلان الدلاء والاوعية البلاستيكية للاغتسال.

وقالت الكايام “حين يهدأ القتال أركض لأعلى لأغسل الملابس. لا أصدق هذه الهدنة والا كنت مكثت في الطابق العلوي منذ زمن.”

يحضر أقاربهم الطعام الى المخبأ كل يوم كما وضعوا فيه مؤخرا برادا.

وقالت الكايام “الوضع متوتر للغاية ونحن أيضا فقدنا أعصابنا. نقضي وقتا طويلا في متابعة الاخبار.”

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى