منوعات

5 علامات تشير إلى أنك تحاول فعل أكثر مما ينبغي لمولودك الجديد

"الأبوة والأمومة الخارقة".. حقيقة أم خيال!

المصدر: Psychology Today – Suzanne Degges-White

ترجمة: ماري مراد

عندما تستقبل مولودًا جديدًا أو طفلًا في عائلتك، ربما تضغط نفسك ذاتيًا لإتمام كل شيء بشكل صحيح.

قد تكون لديك توقعات تتعلق بشأن الانتقال والرعاية والتغذية لهذا العضو الجديد في العائلة بناء على خيالك أو الأطفال الهادئين الذين يروج لهم الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

في حين أن توفير الرعاية والتغذية للعضو الجديد بالعائلة أمر ضروري ومطلب أساسي، فهناك 5 علامات على أنك وقعت في فخ “الوالد أو الوالدة الخارقة”، وقد تحتاج إلى إعادة تقويم توقعات سلوكك:

– الشعور بالذنب للرغبة في الابتعاد عن الطفل لمدة ساعة أو اثنين.

– لوم النفس والاعتقاد بالافتقار إلى القدرة على أن تكون أب أو تكوني أم جيدة عندما يبكي الطفل.

– الخوف من أن أي قرار يتم اتخاذه بشأن رعاية الطفل (الرضاعة الطبيعية، النوم المشترك، القماش مقابل حفاضات الأطفال، وما إلى ذلك) سيكون له تداعيات سلبية ودائمة على نمو الطفل.

– الشعور بالضيق بسبب الحاجة إلى الوصول إلى مستوى الافتراضات غير الواقعية التي وضعتها لنفسك (لنفسكِ).

– الاعتقاد بأنك مهما حاولت تحقيق التوازن بين عائلتك، وحياتك الاجتماعية، والمهنية، فإنك لن تفعل (تفعلين) ذلك.

عندما تلد الأم في الصين، تقدم والدتها وحماتها مساعدة مفيدة للأم الجديدة، يطلق عليها في العادات التقليدية: “doing the month” أو “فعل الشهر”. وخلال هذه الفترة، تكون أنشطتها ونظامها الغذائي وحالتها المعنوية مركز النظام بهدف مساعدتها والطفل للانطلاق نحو بداية صحية جديدة.

وهناك ممارسة مشابهة إلى حد ما في اليابان.

وتتضمن هذه الممارسة، التي تسمى “satogaeri childbirth” “ولادة ساتوجاري” عودة الأم الجديدة وطفلها إلى منزل والديها. هنا، تعتني الأم باحتياجات الأم الجديدة وتمرر لها مهارات رعاية الرضيع. وفي البلدان الغربية، كانت الفترة الزمنية المحيطة بالمخاض والولادة تسمى “lying-in ” أو “النفاس”، وكانت تقليديا هي الفترة التي ترتاح الأم فيها بالفراش وتبقى معزولة مع مولودها الجديد عن العالم الخارجي.

لسوء الحظ، غالبًا ما يضع بعد المسافة الأزواج بعيدًا عن شبكة العائلة الممتدة الداعمة. ومع اضطرار الوالدين الجديدن لاكتشاف كيفية العناية بطفلهما المولود حديثًا دون وجود الجيل الأكبر لعرض الدعم والتشجيع، فإن القفز إلى الأبوة والأمومة يمكن أن يقدم ثروة من الشكوك الذاتية، والمخاوف، والقلق. ويمكن أن تؤدي المخاوف بالآباء إلى الشعور بعدم الكفاءة في قدرتهم على رعاية أطفالهم خلال محاولتهم إدارة حياتهم خارج المنزل وداخله، وذلك بافتراض أن كل زوجين ناجحين لن يشككا أبدا بمهاراتهما في تربية الأبناء.

الكثير منا يواجه صعوبة في إدراك الحجم الهائل للتغيرات التي ستخضع لها حياتنا بولادة طفل. قد يكون هذا أسهل قليلًا إذا قمتي برعاية رضيع من قبل في عطلة نهاية الأسبوع أو الأشقاء الصغار. فهذه التجربة قد تعطيك فكرة عن التحديات التي قد تواجهينها، لكن لا شيء يماثل تمامًا ممارسة دور الأم وإدراك أن هذه الحياة الجديدة هي مسؤوليتك تمامًا.

أهم شيء عليك فعله إذا كنت تشعرين بأنك “غير جيدة بما فيه الكفاية” هو معرفة الشكل الذي يجب أن تكون عليه الأم الجيدة بما فيه الكفاية، ثم اهبطي بتوقعاتك درجة أو اثنين. هناك قاعدة حول تجهيز حقيبة لإجازة – قم بتعبئة كل شيء تعتقد أنك تريده، ثم اخرج نصف ما أدرجته. فسيكون هذا “كافيًا” للرحلة.

لذا، يجرى التفكير في كل الأمور التي يريد الوالدين فعلها بشكل صحيح لطفلهما جدول التغذية الصحيح، وكمية التحفيز المناسبة، والمقدار الصحيح من المودة، والرعاية اليومية المناسبة، ومرحلة ما قبل المدرسة، والفريق الرياضي، ودروس في الموسيقى، وأنشطة ما بعد المدرسة، والدروس الخصوصية.

هذه العناصر القليلة الماضية هي كثيرة للغاية، ولكن هذا ما قد يفكر فيه بعض الآباء الجدد- فهم يواصلون الوفاء بالتزاماتهم التي يشعرون بها تجاه طفلهم- وينخرطوا في ما ينبغي أن يفعلونه أو قد يفعلونه. ينسوا أن كل ما يحتاجون إليه اليوم هو إطعام ورعاية طفلهم.

تحتاج الأمهات الجدد بشدة إلى التحقق من صحة دورهن الجديد، لكن عندما ينظرن إلى مواقع التواصل الاجتماعي أو القصص الإخبارية، يرون مقاطع فيديو عن الابتسامة الأولى والضحك الأول والخطوة الأولى. فلا أحد ينشر فيديو لمدة 3 ساعات لبكاء طفل يبلغ شهرين.

نحن أيضا نقع في فخ الاعتقاد بأن الجميع يمكن أن يكون أعلى من المتوسط. هذا يؤثر على الآباء الجدد من حيث تتبع التطور التنموي للطفل. لسوء الحظ، هناك بعض الأطفال الذين سيكونون في المرتبة الخامسة، وعندما يلقي أحد الوالدين الجديدين باللوم على نفسه نظرًا لوتيرة نمو الطفل العادية، يمكن أن يقود بسرعة إلى قول “أنا فاشل لأن الطفل سرعته النمائية عادية”. يجب على الآباء الجدد أن يدركوا أن طفلهم هو بالتأكيد أمر استثنائي بالنسبة لهم، ولكن ليس بالضرورة أن يكون أي شيء سوى “طفل عادي” خارج المنزل.

وهنا، إليكم 4 خطوات سهلة لتخفيف المعاناة الخاصة بكم:

اقبل (اقبلي) بأن الجنون الذي يجلبه طفل جديد إلى المنزل هو جنون “طبيعي” تمامًا، كما أن شعورك بالخوف من عدم احتمالية تمكنك من تلبية مطالب الطفل الجديد أمر طبيعي. ونظرًا لأن ضغط رعاية الأطفال حديثي الولادة أمر غير مسبوق بالنسبة لمعظم الأزواج، فمن الجائز أن تشعر (تشعرين) بأنك تائه في البداية.

تذكر أن الأولوية رقم واحد لديكِ التركيز على “هنا والآن” ، وليس على ما إذا كان أو ماذا بعد. فالأطفال يصبحون سعداء عندما يكون الوالدان يقظين، ويلبيان الاحتياجات الأساسية، علاوة على الارتباط العاطفي بالطفل.

تذكر أن معظم “الخيارات” ليس سوى “خيارات” وليست “تشرعات” مثل؛ العمل أو عدم العمل، ممارسة أنشطة لتقوية الرضيع أو المشي بعد الظهر بعربة الطفل، الرضاعة الطبيعية أو الصناعية. كل هذه قرارات فردية وشخصية للغاية.

وأخيرًا، لا يمكن لطفل الهروب من مرحلة الطفولة دون مذاق أبوين أقل من مثاليين. فالجميع يمكنهم اختيار أمور قد يندمون عليها في وقت لاحق. فالأبوة والأمومة مليئة بالفرص قد يتم الحصول عليها بشكل صحيح وأحيانًا ما يخطأ الهدف من حين لآخر، فهذا أمر طبيعي تمامًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى