سياسة

5 أشهر على اختطاف بوكو حرام للفتيات النيجيريات .. ماذا حدث؟

مر أكثر من خمسة أشهر على اختطاف جماعة “بوكو حرام” الإسلامية المسلحة في نيجيريا لأكثر من 270 فتاة ما أثار غضباً دولياً وحملة عالمية .. ماذا كانت نتيجتها؟

 71

تشارلوت ألفريد – هافنجتون بوست

ترجمة – محمود مصطفى

في ليلة الرابع عشر من ابريل 2014 استيقظت مئات من الطالبات في مدرسة تشيبوك الداخلية في شمال شرق نيجيريا على  صوت إطلاق نار ورأور رجالاً في ازياء مموهة يقتربون، وظنت الفتيات أنهم جنود قدموا لإنقاذهم من هجوم مسلح وفقاً لشهادات ناجين.

بدلاً من انقاذهن وجدت أكثر من 270 فتاة أنفسهن في قبضة الجماعة الإسلامية المسلحة “بوكو حرام.” أشعل اختطاف الفتيات غضباً دولياً وحملة ضخمة تطالب بإنقاذهم ساهم في دفعها جزئياً الوسم #أعيدو_لنا_بناتنا أو #BringBackOurGirls

وافق يوم الأحد الماضي مرور خمسة أشهر على اختطاف الفتيات، وإليكم ما حدث منذ ذلك الوقت.

لم يتم انقاذ ولو فتاة واحدة

في الأيام الأولى للاختطاف تمكنت 57 فتاة من الهرب من خاطفيهم ولكن لم تهرب أو يتم إنقاذ أي فتاة منذ ذلك الحين.

وحتى عندما ذكرت تقارير انه تم تحديد موقعهم قبل شهور

في مايو ادعى ضابط بالجيش النيجيري أنه يعرف أين تحتجز الفتيات وبعد شهر حددت طائرات المراقبة الامريكية موقع مجموعة اعتقد المسئولون إنها الفتيات المختطفات.

ستيفن ديفيس، الوسيط ورجل الدين الأسترالي قال في يونيو إن صفقة لتحرير الفتيات فشلت ثلاث مرات في شهر واحد، وقال إن أناس ذوي نفوذ ولهم “مصالح مكتسبة” يعملون على إفساد أي صفقة واتهم سياسيين نيجيريين بتمويل بوكو حرام. دافعت الحكومة عن طريقة تعاملها مع الأزمة محذرة من أن جهود الإنقاذ قد تهدد أرواح الفتيات.

دول أخرى أحرزت تقدماً ضئيلاً

بحسب وكالة أنباء أسوشيتد برس، استغرق الأمر أكثر من أسبوعين لكي تقبل الحكومة النيجيرية بعروض المساعدة الدولية للعثور على الفتيات. وعندما بدأت دول أخرى في المساعدة، لم تحرز تقدماً كبيراً.

أرسلت الولايات المتحدة 80 جندياً في أواخر مايو لمعاونة بحث جوي من الجارة تشاد. كما أرسلت كندا وفرنسا وإسرائيل وبريطانيا أيضاً قوات خاصة إلى نيجيريا. لكن بعد ستة أسابيع أعلن المتحدث باسم البنتاجون أنه ستم تقليص بعثة الولايات المتحدة قائلاً “ليس ليدنا الآن أفكار أفضل من قبل حول مكان الفتيات.”

لا تزال القوات في تشاد وطائرات المراقبة والاستطلاع تبحث عن الفتيات كل أسبوع. عبر مسئولون أمريكيون عن قلقهم من مشاركة معلومات لديهم عن بوكو حرام نظراً لسجل الجيش النيجيري السيء فيما يتعلق بحقوق الانسان.

في الوقت ذاته، يبقى موطن الفتيات عرضة للخطر

يواجه سكان تشيبوك تهديداً لا ينزاح بهجمات من قبل مسلحين. وفي يونيو حدث اعتداء من قبل بوكو حرام على قرى قريبة تبعد فقط ثلاثة أميال عن البلدة التي اختطفت منها الفتيات. ما يجعل الأمر مأسوياً أن 11 من آباء وأمهات الفتيات قتلوا على أيدي مسلحين أو ماتوا بسبب المرض.

ويشتد عنف بوكو حرام

منذ ابريل، زعمت بوكو حرام أنها سيطرت على خمسة بلدات على الأقل في شمال شرق نيجيريا، ومع ذلك قال الجيش إنه استعاد بعضاً من هذه البلدات. الجماعة الالمسلحة اختطفت أيضاً ثلاثة مجموعات أصغر من الفتيات بالإضافة إلى عشرات من الصبية والشباب بعضهم تم انقاذه لاحقاً.

ذكرت تقارير أن أكثر من ألفين ومائة شخص قتلوا على يد بوكو حرام منذ 14 ابريل وفقاً لبيانات من مجلس الشئون الخارجية. وخلال 10 أيام في أغسطس تم تهجير حوالي 10 آلاف شخص بسبب القتال في شمال شرق نيجيريا.

الجيش النيجيري فشل في تحمل الضغوطات

يبدو أن الجيش النيجيري ليس مجهزاً للتعامل مع هذا التحدي. وسط شكاوى من نقص الأسلحة، رفض 40 جندياً نيجيرياً على الأقل الأوامر بقتال بوكو حرام في أغسطس. وخلال هجمات شنتها بوكو حرام مؤخراً في بلدات حدودية، ذكرت تقارير أن 600 جندي نيجيري على الأقل هربوا إلى الكاميرون وزعم الجيش أن جزء من القوات يقوم بمناورة.

.. ومتهم بانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان

تتهم قوات الأمن النيجيرية والميليشيات التي تدعمها الدولة منذ زمن طويل بارتكاب انتهاكات مفزعة لحقوق الانسان تتضمن عمليات اختطاف وتعذيب وقتل خارج نطاق القانون. وبعد حملة الحكومة الأخيرة ضد بوكو حرام، ظهرت أدلة على أن السلطات عذبت وقتلت عدد لا حصر له من المدنيين المتهمين بارتباطهم بالجماعة المسلحة.

وبينما البلاد قلقة بشان صورتها في الخارج

دفعت الحكومة النيجيرية لشركة علاقات عامة في واشنطن أكثر من 1.2 مليون دولار لتغيير طريقة تناول الإعلام لاختطاف الفتيات، وفق تقرير لصحيفة “ذا هيل” في يونيو. واجه رئيس البلاد جودلاك جوناثان مؤخراً ردات فعل عنيفة بعد أن بدأت مجموعة تروج لإعادة انتخابه في استخدام وسم #أعيدو_جودلاك_في_2015 وهو ما أشعل غضباً وسط المجموعات الناشطة من أجل عودة الفتيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى