منوعات

لماذا يصل “السيكوباتيون” إلى مناصب السلطة؟

لماذا يصل “السيكوباتيون” إلى مناصب السلطة؟

Psychopaths-in-Positions-of-Power-700x537

Themindunleashed- آن ليماند

ترجمة دعاء جمال

كشفت دراسة لعام 2010 عن نتائج مثيرة للاهتمام، حيث بحثت عينة من 203 أفراد في برامج التطوير الإداري لشركات مختلفة. ووجدت أن حوالي 3% من أصحاب المناصب الإدارية العليا  يقعون ضمن  نطاق السيكوباتية (اضطراب عقلي يتميّز بانعدام التعاطف وفرط الأنانية وتعاظم الرغبة في إيذاء الآخرين) بينما حالات السيكوباتية في عموم السكان هي حوالي 1%. إذن، لماذا هناك المزيد من السيكوباتيين في المناصب الإدارية العليا؟

الدراسة

ألقت دراسة أكثر حداثة، نشرت عام 2014 بمجلة Forensic Psychiatry and Psychology، ضوءًا جديدًا على سلوك السيكوباتيين، والذي قد يشرح الظاهرة.

خلال تجربة، أعطى لمجموعة من الأشخاص اختبار معياري للسيكوباتية. في نفس الوقت، عرض على المشاركين سلسلة من الصور تهدف لقياس مستويات التعاطف لديهم. ولهذا الغرض، قاس الباحثون الاستجابة الجلدية الجلفانية (*هي التغيير في قدرة البشرة على توصيل الكهرباء)، لقياس رد فعلهم العاطفي للصور المعروضة.

أظهر البحث تمكُّن السيكوباتيين ذوي المستويات المتوسطة أو المرتفعة من الذكاء من التحكم في الاستجابة الجلفانية للجلد. كنتيجة لهذا، بدا رد فعلهم طبيعيا.

ما تعنيه النتائج

السيكوباتيون متلاعبون بارعون، ويمنح هذا البحث أدلة جديدة على ذلك، حيث تشير نتائج الدراسة إلى أن السيكوباتيين بمعدل ذكاء عالٍ لديهم الإمكانية على إخفاء هويتهم الحقيقة، مزورين ردود أفعالهم العاطفية وعلى الأرجح سمات شخصياتهم أيضاً. كنتيجة لهذا، يظهرون عادةً صورة مختلفة عن أنفسهم ويخدعون الآخرين ليعقتدوا أن هذه حقيقتهم.

قالت كارولين بيت، المؤلفة الأولى للدراسة:

تعتقد أيضًا أن السيكوباتيين في مناصب سلطة يمكن أن تبلغ نسبتهم أكثر من 3%، “لأنه إذا كان الشخص مدركًا لسيكوباتيته، يمكنه الكذب أيضًا، هم متلاعبون للغاية ويفتقرون للتعاطف.”

تلك النتائج مثيرة للاهتمام للغاية ويمكن تطبيقها على المجالات الأخرى أيضا غير عالم الأعمال. أنا واثقة أنه إذا مُنِح علماء النفس الفرصة لدراسة هؤلاء ممن هم في مناصب سلطة سياسية، قد يرتفع الرقم لأكثر من 3%. أن تكون متلاعبا وتتمكن من تزييف مشاعرك، هي مهارات تساعد الشخص على أن يصبح سياسيا جيدا. ناهيك بذكر أنه للوصول لأعلى مناصب السلطة السياسية، يفتقد البعض التعاطف والضمير الضرورين.

كتب د.بول بابياك في كتاب: Snakes in Suits: When Psychopaths Go to Work

“هم ماهرون في إدارة الانطباعات؛ نفاذ بصيرتهم على نفسية الآخرين مختلطة بسلاسة لفظية سطحية ولكن مقنعة، تسمح لهم بتغيير الموقف بمهارة بما يتناسب مع الموقف وخطتهم.”

ألا يبدو هذا أقرب كثيراً لأغلب السياسيين؟ هم يلعبون لعبتهم فقط، يخدعون الناس للاعتقاد بأن مخاوفهم بشأن العالم والمجتمع صادقة. يدعون الاهتمام بينما في الواقع هم يرغبون في المزيد من السلطة والمال. ولا نحتاج حتى لدراسة لنتأكد من هذا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى