سياسة

ًترامب: لو كانت هيلاري رجلا!

ترامب: لو كانت كلينتون رجلًا..

 trump-and-clinton-score-big-wins-in-arizona

واشنطن بوست- Jose A. DelReal and Anne Gearan

ترجمة- فاطمة لطفي

في أثناء الاحتفاء بالانتصارات الكاسحة في خمس انتخابات تمهيدية مساء الثلاثاء، سخر دونالد ترامب من مؤهلات مرشحة الجناح الديمقراطي الأوفر حظا، هيلاري كلينتون، وأوضح أنها تلعب بكارت “أنها امرأة” في سباق الانتخابات.

قال ترامب خلال مؤتمر صحفي: “صراحةً، إذا كانت هيلاري كلينتون رجلًا، فلا أظن أنها كانت ستجني 5% من الأصوات. الشيء الوحيد الذي تملكه هو أنها امرأة”، وتابع: “الشيء الأجمل، أن النساء لا يحببنها”. 

تعد هذه الحلقة الأحدث بين سلسلة تصريحات طويلة والتي يراها المتابعون تصريحات متعصبة جنسيا ومسيئة للنساء، كما تؤكد على مواجهة ترامب لسلسلة من الصعوبات في حشد الدعم من الأصوات النسائية إذا حدث وكان هو مرشح الحزب الجهوري.

ردت حملة كلينتون على التصريحات مبكرا من يوم الأربعاء بفيديو نشرته على الإنترنت يحوي رفض كلينتون تعليقات ترامب على كونها “امرأة” في أثناء اجتماع حملتها الانتخابية.

“السيد ترامب يتهمني أنني ألعب بكارت أنني “امرأة”. حسنًا، إذا كان الكفاح من أجل توفير رعاية صحية للنساء وحصولهن على إجازة مدفوعة الأجر وتحقيق المساواة في الأجور هو لعبٌ بكارت “المرأة” إذن أنا كذلك”.

ورغم أن قضايا المرأة لم تلق اهتماما أوليا من اهتمامات الحزب الجمهوري فإن انخفاض اهتمام ترامب بالمرأة يكشف عن أنها ستكون نقطة ضعف للميلياردير إذا ضمن الترشح.

زاد ترامب على تعليقاته السابقة يوم الأربعاء في أثناء سلسلة من اللقاءات التليفزيونية، حيث رفض الانتقادات التي وجهت له والتي تتحدث عن تعصبه الجنسي بدلا من انتقاد نبرة كلينتون على تعليقاته.

قال ترامب في برنامج “صباح الخير أمريكا” الذي يُذاع على قناة “آي بي سي” صباح الأربعاء: “هذا ليس تعصبًا جنسيا، إنها حقيقة، هو فقط تصريح حقيقي جدا، إذا كانت رجلًا فستحصد 5% فقط من الأصوات، هي مرشحة سيئة، كما أنها لن تبلي حسنا في الانتخابات، وأنا مُتطلع لإثبات ذلك”.

وأضاف: “لم أتعافَ بعد من صياحها في هذه الرسالة، وأعلم أن كثيرا من الناس سيقولون لا يجب عليك أن تقول هذا، لأن بالطبع ليس هناك امرأة تصيح”، وتعجب قائلًا: “لكن الطريقة التي وجهت بها رسالتها لم تكن إلا صياحًا بالطبع”.

وأضاف: “أعتقد أنه يجب علي أن أعتاد على الكثير من هذا خلال الأربع أو الخمس الأشهر القادمة”، كما أضاف أنه يتوقع أن يبلي حسنًا مع الأصوات النسائية.

فاز إمبراطور العقارات بأصوات نسائية بمعدل 10% من النقاط أعلى من منافسيه في سباق الانتخابات التمهيدية الجمهورية، ويوم الثلاثاء ربح أكثر من 20 نقطة من أصوات الناخبات في كونيتيكت، ماريلاند، بنسيلفانيا.

وكشف استطلاع رأي بجامعة سوفولك بالولايات المتحدة هذا الأسبوع أن 66% من الناخبات المحتملات لديهن وجهة نظر معارضة لترومب، مقارنة بـ48% لديهن رأي سلبي نحو كلينتون. والنساء معرضات بالطبع إلى أن تكون لديهن وجهات نظر سلبية نحو تصريحات ترامب، كما كشف استطلاع رأي لـ”واشنطن بوست” وآي بي سي نيوز” أوائل شهر مارس أن 64% من النساء يشعرن بـ”برفض قوي” تجاه ترامب، مقارنة بـ41% من الرجال.

في هذه الأثناء تبدو كلينتون مستعدة لأن تكون أول مرشحة امرأة للانتخابات الرئاسية لصالح حزب سياسي كبير. استراتيجيو كلينتون يعتقدون أن من المرجح أن تكون النساء مفتاح الفوز في الانتخابات لصالح وزيرة الخارجية السابقة، النساء المستقلات والمعتدلات من الحزب الجمهوري تحمّسن للتصويت لأجل أول رئيسة امرأة أو بسبب أنهن مقاطعات لترومب أو منافسه الرئيسي، السيناتور تيد كروز القادم من ولاية تكساس.

أطلقت كلينتون حملتها الانتخابية لعام 2016، حيث ارتكزت على قضايا تولي اهتمامًا ثاقبًا بالناخبات، تشمل المساواة في الأجور، الرعاية الصحية والإجازات مدفوعة الأجر، كما أن خطتها الاقتصادية تعد برفع نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة.

بعد أن لعب كونها “امرأة” دورًا في خسارتها سباق عام 2008، تتحدث الآن بحرية عن تجاربها في أماكن العمل والسياسة. هي غالبا ما تتحدث عن كسر “الحاجز” الذي يقف ضد انتخاب امرأة لمنصب الرئاسة، وتمزح وهي تخاطب الجمهور أن بعد أكثر من 200 عام من 44 رئيسًا رجلًا، “حان الوقت إذن لرئيسة امرأة”، كما أنها مزحت بشأن أنها “جدة ولها أحفاد” الآن، كما مزحت حول شعرها المصبوغ.

حتى في أثناء المناقشة حول القضايا مثل تقنين استخدام الأسلحة، الهجرة، أو الحد الأدنى للأجور، فغالبًا ما تستخدم كلينتون النساء كمثال، كما أنها أسست مجموعة صغيرة للمناقشات في بنسيلفانيا وكونيتيكت قبل الانتخابات التمهيدية يوم الثلاثاء حيث كل المشاركات من النساء فقط.

قال سيسيل ريتشاردز رئيس منظمة تنظيم الأسرة في بيان مساء الثلاثاء: “يحقق مرشحو الحزب الجمهوري مستويات جديدة كل يوم، قائلًا إن النساء يتعذبن لأجل حصولهن على الرعاية الصحية”، وأضاف: “تقدم كلينتون عالما مليئا بالحب، والرعاية، بالإضافة إلى تقديمها لحلول سياسية حقيقية، كما أنها تمتلك رؤية صحيحة يمكن أن يجعل البلاد تسير نحو الأمام”.

ومع ذلك، فإن فكرة النوع الاجتماعي قد تنقلب ضد كلينتون في بعض الأحيان، والتي خسرت في الانتخابات التمهيدية أمام المرشح الديمقراطي السيناتور بيرني ساندرز من الناخبات الشابات.

وقبل الانتخابات التمهيدية نيو هامبشاير بفترة وجيزة، ظهرت توترات جلية على السطح عندما ظهرت وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت في تجمع حاشد مع كلينتون وصرحت: “هناك مكان خاص في الجحيم للنساء اللاتي لا يساعدن بعضهن البعض”.

اعتذرت لاحقًا أولبرايت ضمن مانشيت نشر في نيويورك تايمز: “كانت تصريحًا غير موفق بالنسبة لي”، موضحة أن ما قالته كانت جملة تستخدمها عادة في الماضي، وغالبًا ما تنتهي بتصفيق حاد، لكنها أخذت على نحو مختلف هذه المرة. وأوضحت قائلة: “لم أكن أعني أن النساء يجب أن يدعمن مرشحا بعينه على أساس نوعه الاجتماعي”.

وفي عام 2008، كان على جيرالدين فيرارو، التي صنعت التاريخ بكونها أول امرأة ترشح نفسها من أكبر حزب سياسي، أن تنسحب من دورها في جمع التبرعات لصالح حملة كلينتون بعد أن أشارت في تصريح لها إلى أن باراك أوباما هزم كلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي فقط بسبب أنه “أسود البشرة”.

أصبح ترامب محل هجوم بعد توجهاته نحو المرأة. أوائل هذا العام، نشر ترامب عبر حسابه على موقع “تويتر” صورة لزوجة السيناتور تيد كروز مقارنًا زوجته عارضة الأزياء السابقة ميلانيا ترامب بزوجة تيد كروز، هايدي كروز، بمصاحبة تعليق “صورة بألف كلمة”.

قال دونالد ترومب إن ما قام به كان ردا على صور نشرها مؤيدو كروز، لكن الصورة التي نشرها ترامب لاقت انتشارًا كبيرًا وجلبت غضبًا واستهجانًا من كروز.

وفي حالة أخرى الشهر الماضي، أطلق ترامب تعليقا أنه تجب معاقبة النساء اللاتي يخضعن لعمليات الإجهاض إذا كانت غير قانونية. وقالت حملته لاحقًا إنه كان يتحدث فقط عن الأطباء الذين يجرون هذا النوع من العمليات حيث يجب أن يتلقوا عقابهم.

حتى النهاية، كان ترومب صامتا نسبيا خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم الثلاثاء، متفاخرًا بهيمنته على السباق الانتخابي والأسئلة الصعبة حول منصب نائب الرئيس ومعدلات الهجرة. لكن عندما سئل تحديدًا حول كلينتون والكارت الذي تلعب به كونها “امرأة”، في السؤال الأخير في تلك الأمسية، قدم ترومب تصريحه أن كونها “امرأة” هو الميزة الرئيسية بشأنها.

جاء رد فعل الديمقراطيين في تغريدة من دان فايفر، المستشار السابق للرئيس أوباما: “كونها امرأة هو تاريخيا ميزة كبيرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى