اقتصادثقافة و فنسياسة

يوإس توداي: عودة “بطيئة” للآثار المصرية

Egyptian_Pharaoh_by_LaraVilya

 تحقيق يو إس إيه توداي: يكشف الطرق المروعة التي سرقت بها آثار مصر في انفلات ما بعد الثورة ، ووالوتيرة التي تعود بها هذه الآثار إلى مصر

 

سارة لينش – يو إس ايه توداي

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

مخبأً في أحد أركان المتحف المصري يقبع تمثال مكسور للملك توت عنخ آمون، ذراع التمثال مفصولة ، ورقائق ذهبية تقشرت عن جذعه.

على الأقل ، فإن هذا التمثال، وهو واحد من آلاف القطع التي تعرضت للنهب من المتاحف والمواقع الأثرية خلال ثلاثة أعوام من الاضطرابات السياسية، عاد إلى مكانه.

الأثرية المصرية مونيكا حنا قالت إن سرقات الآثار انتعشت من بعد الثورة في 2011 التي أدت إلى عزل حسني مبارك وإلى انهيار أمني. اللصوص نهبوا المتاحف والمواقع الأثرية وفي بعض الأحيان استخدموا الجرافات لحفر الأرض والديناميت لتفجير المنازل في سبيل ذلك.

وقالت “يذهبون ويدمرون مواقع بالكامل بحثاً عن الكنوز،” مضيفة أن الدمار كان سريعاً وباستخدام آلات ، وقام به أناس يحاولون الوصول للثراء بسرعة.

التمثال الصغير لتوت عنخ آمون معروض الآن في صندوق زجاجي رمزاً للمكتسبات التي حققتها السلطات المصرية مؤخراً في استعادة وحماية أثار الوطن.

تظل مهمة استعادة مثل هذه القطع صعبة، حيث أن قطعا تساوي حوالي 3 مليارات دولار أمريكي نهبت منذ 2011 وفقاً للتحالف الدولي لحماية الآثار المصرية وهي مبادرة أمريكية فعّلت شراكة مع وزارة الآثار المصرية في مارس الماضي.

سليمة إكرام أستاذة علم المصريات بالجامعة الأمريكية قالت “المشكلة لم تحل بعد بأي حال من الأحوال، لا زالت الكثير من السرقات تحدث.”

السلطات في محافظة المنيا اعتقلت الشهر الماضي شخصين متهمين بحيازة أكثر من 600 قطعة أثرية، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وأتى ذلك بعد القبض على قائد عصابة سرقة آثار في يونيو في أبو صير حيث وجد بحوزته عشرات القطع الأثرية بحسب موقع أهرام أونلاين كما ألقي القبض على رجلين بحوزتهما مومياء في يونيو أيضاً بحسب موقع كايرو بوست.

يقول علي أحمد مدير عام إدارة الآثار المستردة أن هذه القطع يتم تهريبها إلى خارج البلاد من خلال شحنا ت تصدير أو شحنات بريدية أو عبر أنفاق تحت الأرض. عندها يأتي دور “علي” في تتبع مواقع بيوت المزادات على الإنترنت مثل “كريستي” للعثور على قطع يمكن لمصر استعادتها بمساعدة وزارة الخارجية.

“نطلب من بيوت المزادات عرض وثيقة الملكية للقطعة وننجح في استعادة القطع بهذه الطريقة. إذا كانت القطعة لا تحمل وثيقة ملكية توجب إعادتها إلى مصر،” يقول علي.

في معرض جديد بالمتحف المصري، حيث يعرض التمثال المكسور لتوت عنخ آمون، تم استعراض قطع أثرية تمت استعادتها من كل من ألمانيا ونيوزيلندا وإنجلترا وبلجيكا منذ عام 2011.

وبالرغم من أن القطع تمت استعادتها خلال السنوات الثلاث الماضية، فإن الجهود المنسقة وبالتعاون مع السفارات لاستعادة قطع منهوبة تم تهريبها إلى الخارج لم تبذل إلا بعد تولي الحكومة المدعومة من الجيش السلطة الصيف الماضي، بحسب ما قالت ديبورا لير رئيسة تحالف الآثار الذي يشرف على التحالف الدولي لحماية الآثار المصرية.

وقالت لير قالت “نحن نعتقد أن الحكومة المصرية اتخذت خطوات جيدة جداً.” إحدى هذه الخطوات كانت مطالبة وزير الآثار السابق محمد إبراهيم الأمريكيين، عبر مقال رأي في صحيفة واشنطن بوست، بعدم شراء الآثار المصرية، وتقول لير إن منظمتها لاحظت زيادة في حملات الشرطة لاستعادة القطع الأثرية كما لاحظت محاولة لإعادة الشرطة إلى المواقع الأثرية المشهورة.

مصر طلبت مؤخراً من الحكومة الأمريكية فرض قيود على استيراد الآثار المصرية لتقليص الطلب على القطع الأثرية في الخارج وبالتالي المساعدة في وقف النهب بالداخل.

أحوال الأمن في المتاحف والمخازن تحسنت بفضل دعم الاستقرار السياسي والأمني من قبل السلطات التي تسعى لمحاربة العنف المسلح والإضطرابات السياسية وهو ما أدى إلى انخفاض في معدلات النهب والسرقة وفقاً للأثرية المصرية مونيكا حنا.

“هناك أمن أفضل  ولذلك لا أحد يحاول أن يهاجم أية متاحف أو مخازن،” تقول حنا ، ولكن انتزاع الأراضي والهجوم على المواقع الأثرية لا زال مستمراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى