مرآة وايز ثورة طبية في مجال كشف ومتابعة الأمراض المزمنة
ترجمة دعاء جمال
“مرايتي يا مرايتي”، هل أنا معرض للإصابة بأمراض القلب؟ يوماً ما قريباً قد تكون مرآتك قادرة فعلياً على إعطائك الإجابة.
تبدو مرآة وايز مثل المرآة العادية، لكنها تضم “ماسح ثلاثي الأبعاد”، كاميرات متعددة الأطياف واستشعار غاز لتقييم صحة الشخص الناظر بها. تفعل ذلك من خلال فحص وجه الشخص، ناظرة للأنسجة الدهنية، تعابير الوجه ومدى التورد أو الشحوب.
برنامج التعرف على ملامح الوجه يبحث عن علامات دالة على التوتر أو القلق، بينما تقوم أجهزة استشعار الغاز بأخذ عينات من نفس المستخدم باحثة عن مركبات تعطي إشارة على كمية شربه أو تدخينه. يحلل الماسح ثلاثي الأبعاد شكل الوجه لملاحظة فقدان أو زيادة في الوزن، بينما تقوم الكاميرات المتعددة الأطياف بتقدير معدل القلب أو مستويات الهيموغلبين.
بعدما قيام البرنامج بتحليل الوجه، والذي يأخذ حوالي دقيقة فقط، تنتج المرآة نتيجة تخبر المستخدم بمدى سلامة صحته. كما تعرض نصيحة شخصية عن كيفية تحسين صحته.
يتم تطوير مرآة وايز بواسطة ائتلاف من الباحثين وشركاء الصناعة من سبع دول تابعة للاتحاد الأوروبي، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي. نسقت المشروع سارة كولانتونيو وزملائها من المجلس الوطني للبحوث بإيطاليا، حيث تريد استخدام مرآة وايز لمخاطبة المشاكل الصحية طويلة المدى والتي يصبح من الصعب معالجتها بمجرد أن يكون أمرها قد ساء، مثل أمراض القلب أو السكر.
الحاجة للوقاية
كتب الباحثون” الوقاية هي المقاربة الأكثر قابلية للتطبيق للتقليل من العائق الاقتصادى-الاجتماعي لمواجهة الأمراض المزمنة الواسعة الانتشار، مثل الأمراض القلبية الوعائية والاستقلابية.”
ستبدأ التجارب السريرية للجهاز العام القادم في ثلاثة مواقع في فرنسا وإيطاليا، هادفة لمقارنة قراءات المرآة مع القراءات الخاصة بالأجهزة الطبية.
تكنولوجيا المستهلك التي يمكنها قراءة إشارات الجسم لتفسير الصحة الجسمانية والعقلية على أعتاب أن تصبح جزءاً من الحياة اليومية. على سبيل المثال، تكنولوجيا كارديو، طورت في الأصل بمعهد ماساتشوستس للتقنية، وهو تطبيق يستخدم كاميرا الهاتف الذكي ليراقب مستويات الدم ويخبرك معدل ضربات القلب.
بحث خابير هيرنانديز بمختبر معهد ماساتشوستس للإعلام، فى إمكانية استخدام المرايا لمراقبة الصحة. كما أنه طور برناجا يدعى ” سينس جلاس” والذى يستخدم نظارات جوجل وأجهزة أخرى قابلة للارتداء لقياس مزاج الشخص ومساعدته على السيطرة على عواطفهه.
يقول هيرنانديز أنه على الرغم من أن المرايا عظيمة لمراقبة الصحة لأننا نستخدمها يومياً، إلا أن وضعهماقيد الاستخدام أكثر صعوبة مما يبدو. يقول :” التقييم الدقيق للصحة بإعدادات طبيعية بمثابة تحد بسبب العديد من العوامل مثل تغيرات الإضاءة، الانغلاقات والحركة الزائدة.”
