أخباررياضة

يارا شلبي.. أخصائية المعلومات أصبحت أول بطلة رالي سيارات مصرية

قصة أول مصرية في رالي السيارات

 

نشر موقع شبكة قنوات “ESPN” الأمريكية المتخصصة في الرياضة، تقريرًا عن سائقة الرالي المصرية الوحيدة يارا شلبي، التي تنافس في سباقات الصحراء والكثبان الرملية.

وذكر التقرير، أن شلبي تواجه مخاطر محتملة عدة، كأن تنقلب بشاحنتها إذا انحرف لزاوية خاطئة، أو أن تتعثر إذا ما أسرعت قليلًا، أو أن تصدم إذا ما زادت من سرعتها على القمة.

وأشار التقرير إلى إن شلبي عندما مارست تلك الرياضة منذ خمس سنوات، كان عليها إقناع بعض السائقين الذكور بأنها ذكية وقوية بما يكفي للانضمام لتدريباتهم “السفاري”.

وفي عام 2015، وبينما كانت تضع بصمتها المثيرة للإعجاب على المسابقات الختامية في مصر، بما في ذلك أول سباق لها بمصر والذي كان لمسافة 1800 ميل وحمل الاسم الشهير “رالي الفراعنة”، اتخذت الحكومة قرارًا بمنع السباقات في الصحراء في محاولة لتجنب التهديد الإرهابي المتنامي في ذلك الوقت.

وعندما قررت التحول لصحراء الإمارات العربية للمشاركة في سباق هناك على مسافة تقدر بنحو ألفي ميل من منزلها بالقاهرة، استمرت محاولاتها لمدة عامين للدخول في تحدي صحراء أبو ظبي في شهر مارس. ويعتبر هذا السباق جزءًا من كأس العالم لسباقات رالي السيارات عبر الدول، ولم يكن لدى من رأوها من سائقي الرالي أي شك في أنها يمكن أن تنافس مع أفضل السائقين في هذه الرياضة.

تقول شلبي “أنا أحب سباق السيارات”، وتضيف “لأنني أكون قادرة علي عبور الكثبان الرملية والتغلب على العديد من المواقف الصعبة والتمتع بالصحراء لمسافات تتراوح بين 300 إلي 400 كيلومتر.. إنه شعور لا يمكن وصفه”.

وبخلاف رياضات السيارات داخل الحلبات، حيث يحاول السائقين إنهاء عدد محدد من اللفات في زمن قياسي، فإن سائقي الراليات يتنقلون من نقطة لأخرى على الطرق الوعرة مستعينين بكتاب الطرق وذكائهم وحيلهم الخاصة. وفي بعض سباقات الرالي، يقود السائقون لمدة عشر ساعات كاملة في اليوم، ولعدة أيام متتالية، مع إعادة تجديد عجلات الشاحنة الأربعة، والتخييم طوال الليل في البراري ع فرق الدعم الخاصة بهم.

يقول ميدو أبو يوسف، منظم فريق الفراعة المصري، والذي شارك في سباقات رالي في شتى أنحاء العالم، إن هناك ثلاث مجموعات من السائقين في هذه السباقات، يتنافسون على الوصول للنهاية، منهم أولئك القادرون على الوصول للنهاية؛ لكنهم مازالوا بعيدًا، وأولئك الذين فرصتهم كبيرة في الفوز منذ إطلاق رصاصة البداية، والمجموعة الأخيرة عبارة عن فرق تديرها شركات سيارات  وبعض الهواة مثل يارا شلبي.

ويؤكد أبو يوسف “شلبي لديها الموهبة التي تمكنها من أن تكون ضمن المجموعة العليا”.

يارا التي تبلغ من العمر (36 سنة) وتعمل أخصائية تكنولوجيا معلومات في أحد البنوك، وأم لطفل في الثامنة، وعاشقة مغامرات.

كانت من قبل تمارس رياضة القفز بالمظلات، وتسلق الجبال، وبدأ حبها للقيادة في الصحراء عندما علقت سيارتها في عام 2012 بالصحراء خلال قيادتها لسباق سفاري مع بعض زملاء العمل. وأبدت دهشتها الكبيرة كيف تمزقت إطارات المركبات خلال انجرافاتها في الرمال العميقة بالصحراء. وكيف كان السائقين يقودون في تلك التضاريس الوعرة بقدر كبير من المهارة.

وخلال أشهر قليلة عقب هذا الحادث دخلت شلبي في سباق رالي مصري بالصحراء الشرقية وانهته في المركز العاشر من بين إحدى عشر سيارة. وفي نهاية عام 2013، حققت المركز الرابع من بين 12 متسابق في سباق رالي بالصحراء الغربية.

وعلى الرغم من أن سلفها سامية علوبة كانت سائقًا مساعدًا لزوجها في سباقات رالي الفراعنة في التسعينيات من القرن الماضي، إلا أن شلبي تُعد أول سائقة مصرية تتمكن من إنهاء سباق رالي عبر جمهورية مصر العربية، واستغرق إكماله خمسة أيام وتمكنت خلاله من قطع مسافة 370 ميل كل يوم. وتمكنت من إنهاء سباق عام 2014 في المركز الأول، علي الرغم من اشتراك اثنين فقط من المصريين بجانب 14 من الأجانب من إجمالي 35 سائقًا تقريبًا، بينهم سيدة أخرى.

ويتذكر أبو يوسف كيف اضطرت يارا لقضاء الليل في الصحراء بعدما تعثرت سيارتها وتركتها بين الكثبان الرملية. ثم عادت هي ومساعدتها للسباق في استراحة النهار. وبعد التزود بالوقود وبعض التصليحات، كانت على خط البداية في الجولة الثالثة.

يقول أبو يوسف “اعتقد الجميع أن السباق انتهى بالنسبة لها، بخوض هذه المحنة الصعبة جدًا على أي متسابق بغض النظر عن نوعه”.

لكن هذا السباق كان الأفضل والأكثر تحديًا بالنسبة ليارا، التي قالت “أحب الصحراء وقطع مسافات في عمقها”.

وتنفد أسبابها “أولًا؛ التشويق والمغامرة في كون المتسابق على سرعة عالية ع كل العقبات والمشاكل التي قد تواجهه، بما فيها الأعطال الميكانيكية، أو القيادة في الصحراء والبحار. وثانيًا؛ السرعة.. أنا أحب السرعة.

وبعد سباق الفراعنة، تم اختيار يارا شلبي من قبل الاتحاد الفيديرالي للسيارات “FIA” ضمن ثماني متسابقات من جميع أنحاء العالم، لدورة تدريبية في قطر عام 2015 كانت تهدف لزيادة أعداد المتسابقات في هذه الرياضة التي توجت “ميشيل موتون” والسائق المساعد “فابريزيا بون” كأول امرأة تفوز في بطولة العالم للسيارات في إيطاليا عام 1981.

عندما بدأت شلبي السابقات للمرة الأولى، كانت تسمع أحيانًا تعليقات جنسية من معارضين بأنها لن تتقدر على النجاة أو أنها ليس لديها القدرة على القيادة في الطرق الوعرة لأن النساء غالبًا لا يستطيعون القيادة على الطرق المهدة.

تقول يارا “بمجرد أن أثبت نفسي. حدث العكس تمامًا. وبدأت الاعتراضات تتحول للدعم الكامل والهتاف من قبل نفس الأخشاص الذين سخروا مني من قبل”.

وتخطط يارا لمشاركة الاتحاد الفيديرالي للسيارات في تشكيل أول فريق سيدات من الشرق الأوسط. حيث أن العديد من السيدات كان ليدهم الشغف في التدريب ليكن مساعدات سائقات أو ميكانيكيات مع يارا. لكنهم ليس لديهم الوقت الكافي للوفاء بهذا الشغف”، على حد قول يارا، خاصة أن هناك نتائج عكسية تعلتها من السباقات السابقة حيث فقدت اثنين من مساعديها في الصحراء.

وتقول “لقد فشلت فشلًا مذريًا”، وترى يارا أنه من الأفضل تأسيس مدرسة للسيدات لسباقات الرالي.. هذا هو حلمها المستقبلي.

وفي الوقت نفسه، تحرز يارا تقدمًا بطيئًا باتجاه نحو سباق أبو ظبي للسيارات.

خطوتها الأولى له، امتلاك سيارة لاند كروزر، وهو أرخص وسيلة للتسابق في الخليج.

لكن مشكلتها التي استمرت سنوات، كانت في الحصول على تصريح للقيادة داخل الأراضي السعودية، وكذلك شحن سيارتها لدبي، وإيجاد خبراء في الرالي الذين اكتشوا أنه يلزم لها زي حماية جديد للامتثال لقواعد الاتحاد الفيديرالي للسيارات.

وخطوتها الثانية كانت البحث عن مساعد لها، وكان إيان جراسبي عامل بريطاني في مجال النفط انتقل للعيش في القاهرة منذ عامين

وبالفعل دخلت سباق الدوائر المغلقة للسيارات في دبي غير التابع للاتحاد الفيديرالي للسيارات.

يقول عنها “جريسبي” “لقد فعلت يارا الكثير في سباقات الرمال.. لديها المهارة والعقلية السليمة. لكن مشكلتها هي الميزانية”، ويوضح “تحتاج يارا لحوالي 55 ألف دولار أمريكي لتشكيل فريق من 8 أشخصا لسباق أبو ظبي. نصف الميزانية سيذهب فقط في شراء سيارة مستعملة، والباقي في توظيف طاقمها لمدة أسبوع”.

تقول يارا “كل شيء متوقف على توفير الأموال.. لكن الأمر يستحق عناء المتاعب.. كل المتاعب تتلاشى عند خط البداية. لا تتذكر أي من تلك المشكلات مقابل فرحة القيادة في سباقات الصحراء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى