أخبارسياسة

وفاة رفعت السعيد.. مؤرخ اليسار وعدو الإخوان و”جنرالات المقاهي”

رحيل “أصغر سجين سياسي” وصاحب تعبير “الأسقف المنخفضة” و”جنرالات المقاهي”

صورة ذات صلة

رحل مساء الخميس، الدكتور رفعت السعيد، السياسي والمفكر اليساري البارز، والرئيس الأسبق لحزب التجمع، وأحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تاريخ اليسار المصري.

ولد رفعت السعيد في 11 أكتوبر 1932، حصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ الحركة الشيوعية المصرية من ألمانيا الشرقية، عيّن نائبا في مجلس الشورى المصري بصفته أحد رؤساء الأحزاب (حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي) خلفا للرئيس الأول والمؤسس خالد محيي الدين.

انضم السعيد إلى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني “حدتو” وهو بعد تلميذ صغير، اعتقل للمرة الأولى في النصف الثاني من الأربعينيات وهو لا يزال تلميذا بالمدرسة ودخل المعتقل “بالشورت” الذي كان يرتديه التلاميذ وعرف بأنه أصغر سجين سياسي مصري. ظل السعيد اسما بارزا في حركة اليسار المصري لكنه اتهم من أجنحة يسارية أخرى بأنه “إصلاحي”، بينما اعتبر السعيد أن الوضع السياسي المصري المحصور بين الدولة الصلبة وتراجع الوعي لا يناسبه سوى نضال “الأسقف المنخفضة”، وكما اتهم من قبل يساريين آخرين بأنه “إصلاحي” فقد اتهمهم بأنهم من “جنرالات المقاهي”، وبقي معاديا للأفكار الراديكالية معتبرا أن “ما يتراكم تاريخيا لا يزول إلا تاريخيا”.

ولرفعت السعيد وجه فكري وأدبي متواز مع وجهه السياسي، فقد عمل على التأريخ للحركة الشيوعية المصرية خصوصا ما كان منها متعلقا بحركة حدتو ومؤسسها اليهودي المصري هنري كورييل، ومن أبرز كتبه “تاريخ الحركة الشيوعية المصرية (1900-1949) وهو ثلاثة مجلدات، وكذلك توثيقه لمقتل المناضل الشيوعي شهدي عطية الشافعي في كتابه “الجريمة -وثائق عملية اغتيال شهدي عطية الشافعي”، كما كتب السعيد مذكراته في جزأين بعنوان “مجرد ذكريات”، ليسرد فيها تاريخه الشخصي المختلط بالعام، ومرات اعتقاله المديدة، ويعرّف فيها بأبرز الشخصيات اليسارية التي التقاها طوال حياته الحافلة داخل مصر وخارجها.

ولرفعت السعيد نصيب من الأدب أيضا كما في روايته “السكن في الأدوار العليا” الصادرة سنة 1979.

وعرف عن السعيد أيضا معارضته الصلبة لجماعة الإخوان المسلمين وأفكارها، وعبر عن ذلك في العديد من الكتب ومئات المقالات عبر زاويته الأسبوعية في جريدة الأهالي، واتهم السعيد جماعة الإخوان بإفساد الحياة السياسية المصرية بسبب لجوئها إلى العنف منذ تأسيسها في النصف الأول من القرن العشرين، وعدائها لمكونات اجتماعية أصيلة في المجتمع الأصلي.

ونعت رئاسة الجمهورية الدكتور رفعت السعيد، وقالت في بيان إن مصر “فقدت اليوم رمزاً من رموز العمل السياسي الوطني الذي أثرى الساحة السياسية المصرية بفكره ومواقفه”.

 نتيجة بحث الصور عن كتاب رفعت السعيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى