ثقافة و فنمنوعات

صور من كنز فيفيان ماير المذهل

صور: اكتشفت أعمالها عقب وفاتها بعد عرض ممتلكاتها للبيع في مزاد

bjp-online – إعداد وترجمة: محمد الصباغ

توفيت عام 2009 تاركة إرثاً من الصور. عاشت حياة هادئة بعيداً عن الشهرة كمربية للأطفال في شيكاغو قبل أن يتم اكتشاف الذاكرة الخاصة بصورها. حوالي 100 ألف صورة كشف عنها النقاب بعد وفاة من التقطتهم، أعمالها تمت مقارنتها بأعظم صور الشارع. والفيلم الوثائقي الذي دار حول قصة اكتشاف الصور ترشّح للفوز بجائزة الأوسكار في العام الماضي، كان عنوانه (Finding Vivian mauer) أو (العثور على فيفيان ماير).

تحدثت صانعة الفيلم ،لي بوروميو، عن ماير وقالت إنها التقطت الكثير من الصور في فترتي السبعينيات والثمانينيات، لكنها أخفتها بعيداً في غرفة كان ممنوعاً على أي شخص دخولها. كانت فقيرة، وفي عام 2007 تم عرض ممتلكاتها في مزاد بسبب الديون –ومن بين ذلك أرشيفها من الصور. هنا اكتشف جون مالوف، الوكيل العقاري، الصور في أحد المزادات، وأمل أن يجد صوراً لكتاب كان يؤلفه عن منطقة نقل البضائع في شيكاغو. لم يجد أي شئ مرتبط بمؤلفه، ووضع كل ما وجده في مخزن لمدة عامين.

ويقول جون :”كنت أحد الحضور بالمزاد، بحثت في جوجل عن فيفيان ماير ولم أجد شيئاً. كان الأمور كذلك حتى عام 2009 عندما وجدت مظروفاً باسمها، وكان دافعي الاول للبحث مرة أخرى. وجدت نعي كان منشوراً منذ أيام قليلة. ومنذ ذلك الحين أصبحت فيفيان هي شغلي الشاغل.“

يعمل الرجل على كتاب وثائقي حول حياة ماير وسيرتها الذاتية.

ولدت ماير بمدينة نيويورك في 1 فبراير عام 1962 من أم فرنسية وأب نمساوي، وقضت طفولتها بين أمريكا وفرنسا. ويقول جون مالوف: ”في حوالي عام 1930، اختفي والدها من السجلات. وتم تسجيلها ووالدتها كشخصان يعيشان مع مصور يدعى جون برتراند… ربما تأثرت فيفيان بفنّه في طفولتها.“

وحوالي عام 1959، حملت فيفيان حقائبها والكاميرا وخرجت في جولة حول العالم. زارت دول كثيرة من بينها تايلاند، ومصر، واليمن، وإيطاليا وفرنسا والمغرب وكندا والفلبين. كانت استقلالية ووجريئة وقوية.

وفي التسعينيات عملت ماير كمربية، ولم تتزوج أبداً أو تنجب أطفال. وكانت قليلة الكلام أو ربما نستطيع القول أنها كانت صامتة. ويضيف جون :”أعتقد أن فيفيان كانت محاطة بالسرية لأنها لم ترتبط بعائلة ولا أصدقاء مقربين، ولم تتزوج أو تنجب. كان التصوير كل ما تمتلكه.“ ويؤكد أن كل خبراتها ومعرفتها قد جمعتها من خلال كتب التصوير ومكتبتها الفنية الكبيرة، وعلى حد علمه، فهي لم تتلق أبداً تعليق على أعمالها من نقاد أو خبراء. وعلى الرغم من ذلك تركت ماير كنزاً سرياً من الصور المذهلة.

اتسمت الصور التي التقطتها للأشخاص والوجوه بالغموض، وذهبت أيضاً إلى الأماكن الغير مألوفة لتصويرها. فمع نشاتها في شيكتغو كانت على علم بالكليشيهات المرئية في المدينة، ولم تقترب منها، وصورت المدينة بطريقة أكثر ذكاء. يقول جوي جالينا، مدير أحد متاجر الكاميرات التي تعاملت معها ماير، ”كان هناك اهتماماً دائم بصور الشوارع في شيكاغو، لكن صور فيفيان ستبقى لأنها بالفعل صورت المدينة. صورها تاريخ للمجتمع.“

وفي ديسمر 2008 مرضت ماير وبقيت بإحدى دور الرعاية الصحية حتى توفيت في 21 إبريل 2009. وفي حياتها قام أحد الأشخاص –ربما ماير نفسها- بتسجيل أفكارها حول الحياة والموت. وبسبب رداءة الصوت في التسجيل فمن الصعب التحديد. وفي التسجيل جاء: ”لا شئ صنع ليبقى إلى الأبد. يجب أن نترك مكاناً للآخرين. يجب أن تذهب، ليأخذ أحدهم فرصة أخرى مكانك، حتى يصل إلى النهاية، ويأخذ أحدهم مكانه أيضاً.“

من الممكن أنها كانت تتحدث عن أعمالها. لا شك في أنها ستلهم المصورين الآخرين ليحملوا كاميراتهم ويجوبون الشوارع، ومن الآن من الجيد أن نحتفل بإنجازاتها. طلب الكاتب فرانز كافكا من صديقه ماكس برود أن يدمر بعد وفاته كل أعماله التي لم تنشر- وهو طلب لم ينفذه برود. ربما لم يكن في نية ماير أن يرى أي شخص أعمالها، لكن مع امتلاك جون مالوف وجيف جولدشتين مشاركتهم صورها، فتح ذلك الباب أمام كنز ثمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى