أخبارسياسة

وداعا آل كاسترو.. هل تنهي الانتخابات حصار كوبا الأطول في التاريخ؟

الخارجية الكوبية:  حتى بدون كاسترو  فإن الثورة الكوبية مستمرة

راؤول كاسترو

تقرير- غادة قدري

قبل نحو 60 عاما، وفي 1 يناير عام 1958، اجتاحت ثورة فيديل كاسترو الشيوعي وتشي جيفارا كوبا، لتنهي بذلك نظام  باتيستا المكروه سياسيا من الشعب الكوبي.

وكان التغيير السياسي بعد الثورة سيئا بالنسبة للأمريكيين، ولم يرضهم فقرروا حصار كوبا منذ 19 أكتوبر عام 1960 أي بعد عامين فقد من قيام الثورة الكوبية.

فيديل كاسترو وتشي جيفارا

فما كان من  كاسترو الذي لم يكن يملك شيئا في وجه الأمريكين غير محاربتهم بالسيجار!..

لقد أغلق في وجه الأمريكيين بلدا جميل ذو ثقافة موسيقية نابضة بالحياة، وربما الأسوأ من ذلك كله، حرم كاسترو الأمريكيين من تدخين أغلى سيجار في العالم بعد الحظر التجاري الذي يقترب اليوم من 60 عاما ويعدّ أطول حظر تجاري واقتصادي وسياسي في التاريخ الحديث.

ولكن طول الحصار وتقدم كاسترو  في العمر والذي تبنى الأفكار الشيوعية، قرر أن يستقيل من رئاسة كوبا.

وترك قيادة الجيش في 19 فبراير 2008، ليمنح  زمام السلطة من بعده لشقيقه راؤول كاسترو، والذي زهد السلطة أيضًا فيما يبدو وقرر أن العام الحالي سيكون نهاية ولايته تاركا كل شيء كما يقول للأجيال الجديدة وخارج عشيرة كاسترو التي حكمت البلاد على مدار 60 عاما.

وتفرغ فيدل كاسترو بعد استقالته لكتابة سلسلة مقالات بعنوان “تأملات فيدل” بمختلف لغات العالم عن طريق المواقع الإلكترونية التابعة للسفارات الكوبية.

فيديل وراؤول كاسترو

ولكن يبدو أن الأخوين كاسترو قد تعبا من السلطة والحصار ولم يصمدا أمام العزلة التي فرضتها واشنطن وحتى قبل وفاة كاسترو بعامين عندما استعادت الولايات المتحدة وكوبا علاقاتهما الدبلوماسية في إتفاق دخل حيز التنفيذ لاستئناف العلاقات الطبيعية في -يوليو 2015، وكادت كوبا أن تتنفس الصعداء إلا أن واشنطن لم تضع حدا لحظرها الاقتصادي.

أوباما وراؤول كاسترو

ومازالت  الجمعية العامة للأمم المتحدة تدين كل عام الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا  وتحث واشنطن لوضع نهاية لحصارها الذي طال أمده ضد هذه الدولة الجزيرة الواقعة في منطقة الكاريبي.

ومنذ نهاية الحرب الباردة، واصلت الولايات المتحدة انتهاج سياسة عزل كوبا اقتصاديا وسياسيا.

توفي فيدل كاسترو في هافانا بدولة كوبا يوم الجمعة 25 نوفمبر 2016م بتوقيت هافانا

سيارة عسكرية تنقل رماد زعيم كوبا التاريخي فيديل كاسترو في العاصمة هافانا سارت في رحلة دامت أربعة أيام إلى مثواه الأخير سانتياجو دي كوبا

ويتولى الآن راؤول كاسترو البالغ من العمر 86 عاما الرئاسة رسميا منذ 2008 بعدما تولاها بالوكالة لعامين.  وأعلن أنه لن يترشح لولاية جديدة وسيترك منصبه للجيل الجديد، لينهي تنحيه ستة عقود حكم خلالها الشقيقان فيدل وراؤول كاسترو الجزيرة. ولكن يتوقع أن يبقى على رأس الحزب الشيوعي الكوبي حتى المؤتمر المقبل المقرر في 2021.

وبالفعل توجه الناخبون الكوبيون الأحد، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية، تمثل الخطوة قبل الأخيرة من عملية سياسية، ستتوج في شهر أبريل المقبل، باختيار أول رئيس للبلاد من خارج عائلة كاسترو.

وانتخابات أعضاء الجمعية الوطنية فريدة من نوعها وتتكرر كل خمس سنوات. فقد اختير 605 مرشحين لعدد مماثل من المقاعد النيابية، لكن ينبغي ان يوافق على اختيارهم ثمانية ملايين ناخب تجاوزوا السادسة عشرة من العمر.

وأدلى كاسترو بصوته في مقاطعة سانتياجو دي كوبا في جنوب شرق البلاد، فيما أدلى نائبه وخليفته المنتظر ميغيل دياز-كانيل بصوته في مقاطعة سانتا كلارا في وسط الجزيرة.

وقبل انطلاق الاقتراع، اصدرت الخارجية الكوبية بيانا قالت فيه إنه حتى بدون كاسترو كرئيس، فإن الثورة الكوبية ستستمر وتنتقل للجيل الجديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى