سياسةمجتمع

واشنطن بوست: 50 ألف مسيحي في ليبيا معظمهم مصريون

واشنطن بوست: الاختطاف الديني بدأ في ليبيا  منذ 2012 والرد المصري كان عنيفا وحاسما

قريبات لرهائن أقباط، صور: أ.ب
قريبات لرهائن أقباط، صور: أ.ب

واشنطن بوست – مونيك الفايزي – ترجمة: محمد الصباغ

 عقب بث مقطع فيديو يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً على أيدي مسلحي الدولة الإسلامية في ليبيا، تركزت أنظار العالم على محنة المسيحيين الموجودين في ليبيا وقدرة حكومتهم على الرد على هذا الفعل.

لكن الحقيقة المحزنة هي أن المسيحيين الليبيين تم ملاحقتهم بلا رحمة بسبب معتقدهم، وعملياً لا يستطيع المجتمع القبطي في مصر أن يقدم شيئا للمساعدة. أعلن مكتب الخارجية الأمريكية أن حوالى 50 ألف مسيحي يعيشون في ليبيا ومعظمهم من المصريين الذين عبروا الحدود بين الدولتين بحثاً عن العمل.

وأصدر معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط ومقره واشنطن تقريراً،  أكد قيه أن عمليات الخطف التى تحركها أسباب دينية في ليبيا تعود إلى عام 2012.  وأصبح المسيحيين في تلك المنطقة يشعرون بالخطر بشكل متزايد مع انتشار الإسلام الراديكالي. ويمثل الأقباط في مصر حوالي 10% من عدد السكان، وتعود جذورهم إلى سانت مارك الذي أسس بؤرة في الإسكندرية للحركة المسيحية الناشئة في الإسكندرية خلال القرن الأول.

اختطف الضحايا الذين ظهروا في الفيديو خلال حوادث متفرقة في ليبيا، وكان أول حادث في ديسمبر حينما اختطف مسلحون بعض المسيحيين من سيارة. وبعد ذلك في يناير، هاجموا شقة وفصلوا المسلمين عن المسيحيين ثم اختطفوا المسيحيين فقط. ومن المحتمل أن يكون أحد الضحايا غير مصري.

و بعد بث الفيديو بعدة ساعات بدأت الحكومة المصرية عدة هجمات جوية على مواقع الدولة الإسلامية في ليبيا الممزقة. ووعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ”القصاص من القتلة والمجرمين الذين تخلوا عن أبسط القيم الإنسانية”. وقدم التعازي بنفسه للبابا تواضروس الثاني وأعلن الحداد في مصر لمدة سبعة أيام.

كان الرد قبل فجر الإثنين عنيفا  وحاسما، ورغم انتقادات بأنها كانت لإرضاء المصريين أكثر من تحقيق أهداف استراتيجية. كان أهالي الضحايا قد بدأوا مظاهرات واجتماعات منذ عملية الإختطاف من أجل حث الحكومة المصرية على تأمين عملية الإفراج عنهم، لكنهم تلقوا القليل من الدعم والمعلومات حسب ما قاله بعض من لهم علاقة بعائلات الضحايا.

يقول مينا ثابت، الناشط القبطي والباحث في اللجنة المصرية للحقوق والحريات: ”أعتقد أنه لو بذلت الحكومة المصرية جهداً قبل عملية القتل، كان من الممكن الحصول على نتيجة أفضل”. ويضيف أنه يعلم أن سبعة أقباط آخرين تم اختطافهم في أغسطس، ولا يعرف أحد معلومات عن محتجزيهم أو إن كانوا على قيد الحياة. وتابع: ”يجب التركيز على هؤلاء الناس ويجب أن نضمن سلامتهم”.

في ديسمبر، اختطف طبيب قبطي وزوجته وابنته الشابة وتم قتلهم.

قد لا يرضى أهالي الضحايا عن رد الحكومة، لكن الكنيسة القبطية عبرت عن ثقتها في جهود السيسي. وفي بيان، طلبت الكنيسة من أتباعها ”أن يكونوا واثقين من أن وطنهم العظيم لن يرتاح حتى يعاقب منفذي الجريمة على ما ارتكبوه”.

و قال ثابت أيضاً إن الضحايا في الفيديو جاءوا من مناطق فقيرة في صعيد مصر حيث الوظائف شحيحة. وأعلنت مصر عن حظرها التام للسفر إلى ليبيا وأمرت بإجلاء الموجودين هناك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى