سياسة

واشنطن بوست: سر صمت أوباما على حبس “آية حجازي” في مصر

واشنطن بوست: سر صمت أوباما على حبس “آية حجازي” في مصر

Washington Post –  Jackson Diehl

1890523_441763095967534_4692153125576387505_o

ترجمة: فاطمة لطفي

بينما تحصل مصر على 1.3 مليارات دولار سنويا من المساعدات العسكرية الأمريكية إلا أن حكومة عبدالفتاح السيسي تشنّ حربًا ضد ما تصفه بمؤامرة أمريكية لتقسيم البلاد وتخريبها، كان رد إدارة أوباما على هذه الحملة الشرسة والتي شملت ملاحقة منظمات غير حكومية مدعومة من الولايات المتحدة في القاهرة بالإضافة إلى تغذية إعلام الدولة بدعاية معادية للولايات المتحدة، هو التظاهر بأن كل هذا لا يحدث.

سُجنت المواطنة الأمريكية آية حجازي 29، من الإسكندرية، دون محاكمة منذ الثاني من مايو 2014، والتي تُكمل 801 يومًا بداية من اليوم الإثنين. أُلقي القبض على آية وزوجها وأربعة أشخاص آخرين لإدارة منظمة غير ربحية وغير حكومية، مؤسسة “بلادي”، والتي تعني بـ إنقاذ الأطفال الذين لا مأوى لهم. وُجهت لـ آية وزوجها تهمة الاستغلال الجنسي للأطفال ودفعهم للمشاركة في تظاهرات ضد الحكومة، المزاعم التي وصفتها جماعات حقوق الإنسان المصرية والدولية بأنها منافية للعقل.

الجريمة الحقيقية لخريجة جامعة جورج ميسن هي أنها أمريكية أنشأت منظمة غير حكومية في مصر.  فعل يجعلها “في أعين أجهزة الأمن المصرية جزءًا” من المؤامرة الشريرة التي يتخيلها نظام السيسي. حيث هي سجينة ضمن ما أطلق عليه السيسي “حروب الجيل الربع” والمقصود به تخريب مدعوم من الولايات المتحدة.

وماذا كان ردّ إدارة أوباما على هذا التعسف الجسيم تجاه مواطن أمريكي؟  الصمت التام.

عندما ظهرت حجازي كمتهمة بالاستغلال الجنسي وعميلة سرية لصالح الولايات المتحدة على التليفزيون الحكومي المصري، وعندما تخطت فترة الاحتجاز السابقة للمحاكمة الحد القانوني وهي “عامين”، وعندما تأجلت قضيتها سبعة مرات لمزاعم سخيفة، لم تقدم وزارة الخارجية الأمريكية كلمة واحدة للدفاع أو للاحتجاج جراء ما يحدث.

ظهر مسؤول قُنْصُلِيّ في آخر جلسة للمحاكمة، يوم 21 مايو. أشارت عائلة حجازي إلى منعه من دخول قاعة المحكمة، وأسفرت الإجراءات عن تأجيل طويل آخر، حتى 19 نوفمبر. والولايات المتحدة ليس لديها ما تقوله عن ذلك أيضًا.

لكن جماعات حقوق الإنسان المصرية والدولية لم تقف صامتة. في مايو، في بيان أصدرته 17 منظمة لحقوق الإنسان المصرية أوضحوا أن الادعاءات الموجهة لـ آية بالاستغلال الجنسي نفتها فحوصات الطب الشرعي التابعة للحكومة، والذي ربما يفسر لماذا يتم تأجيل المحاكمة بشكل متكرر. وأشار البيان أن الاحتجاز السابق للمحاكمة يخدم فكرة العقاب ذاتها، كما أنه وسيلة للانتقام من النشطاء لا علاقة لها بأي أساس قانوني.

في 19 مايو، قدم مركز مركز روبرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان عريضة بشأن قضية آية حجازي لـ للفريق المعني بالاحتجاز التعسفي. جاء في العريضة تعرّضت حجازي لـ”أساليب الاستجواب القسرية”. وقام ضابط أمن بـ ضرب رقبتها جاعلًا إياها عند ركبتيها. مطلقًا عليها الشتائم، ومهددًا إياها بالتبول في “مهبلها”. وقال لها إنها يجب أن تُعدم كحد أدنى، أو بالسجن مدى الحياة. وظلت إدارة أوباما صامتة مع كل هذا.

حالة حجازي تشبه جايسون ريزايان، صحفي سابق ألقت السلطات الإيرانية القبض عليه في صيف 2014 وتحتجزه حتى الآن.  خضع جايسون أيضًا إلى الاحتجاز الاحتياطي الممتد لاختراقه قوانين إيران، واتهم أنه جاسوس أمريكي في وسائل الإعلام المحلي وتعرّض لسوء المعاملة من المحققين الذين حاولوا سُدى تلفيق تهمة ضده. بعدها خرج الرئيس أوباما وتحدث علنًا بشأن جايسون واصفًا سجنه أنه غير عادل مطالبًا بالإفراج عنه.

إذن ما الذي يُفسر الفشل في الدفاع عن هذه البريئة على حد سواء، بما أنها مواطنة أمريكية؟ الإجابة الواضحة أن إدارة أوباما تأبى الاعتراف أن علاقة الولايات المتحدة مع حليفتها القديمة مصر تحوّلت إلى علاقة مُضرة.  يهدد خلالها السيسي المواطنين الأمريكيين في مصر ويتعامل معهم كأعداء حتى مع إستيلائه على المعونة الأمريكية السخية. عندما سألت عن هذه القضية الأسبوع الماضي، قدم مسئول في الخارجية الأمريكية لم يُرد ذكر اسمه، عُذرا تقني لتعامل البلد مع القضية: “وهو أن الدولة لم تتلق إذنا خطيا من حجازي للتحدث عن القضية. الأمر الذي قاله لي جايسون أيضًا أنه لم يقدم أبدًا أي موافقة خطية للتحدث الدولة بشأنه.”

قدمت لي الخارجية الأمريكية بيانا بشأن القضية:” نعي أن السيدة حجازي مُعتقلة في مصر لأكثر من عامين وتخضع للمحاكمة، وأوضحنا للسلطات المصرية حرصنا على الوصول إلى ختام سريع لقضيتها. عامان مدة طويلة لانتظار تحقيق العدالة”.

حجازي هي واحدة من آلاف النشطاء السلميين الذين يسجنهم نظام السيسي. ومع ذلك، هي أمريكية، مواطنة تتبع البلد التي تقدم تمويلا ضخما للمؤسسة العسكرية التي تظلمها. والتي تتساهل إدارة أوباما مع سجنها غير العادل بخنوع، ليس مخجلًا فحسب، لكنه أيضًا دعوة للمزيد من الهجمات على الأمريكيين الأبرياء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى