ثقافة و فن

هموم الحب والجنس والثورة.. لهذا يغني «مشروع ليلى»

مشروع لليلة واحدة فقط استمر وأصبح «مشروع ليلى»

 

كتبت – غادة قدري

لم تكن ضغوطات الدراسة وحدها ما تقلقهم، كانت الأخبار تشير إلى أوضاع سياسية مضطربة والاحتقان يعلو وجوه المارة في الشارع العربي لتنبيء عن ثورات على وشك الانفجار،  لم تكن وسيلة متاحة للتعبير عن التوتر غير الموسيقى، عند تلك المحطة توقف مجموعة شباب معبرين عن مطالبهم بشكل صريح لأول مرة في حفل موسيقي بالصدفة في بيروت عام 2008.

هؤلاء هم مجموعة طلبة من لبنان قدموا دعوة مفتوحة للموسيقيين في الجامعة الأمريكية ببيروت حين كانوا يدرسون بها عام 2008، ومن بين عشرات أجابوا الدعوة استمر منهم سبعة ليشكلوا ورشة عمل للموسيقى كان من المفترض  أن يكون المشروع لليلة واحدة فقط وبعد استمراره أصبح «مشروع ليلى» – تلك الفتاة التي يتكلمون عنها في كلّ الأغاني لتعبر عن روح الفرقة وفكرها. تطورت فيما بعد لتصبح فرقة موسيقى الروك البديل اللبنانية الناجحة وسط الشباب.

انضم لـ «مشروع ليلى» منذ تأسيسها، حامد سنو وعازف الكمان هايج بابازيان وعازف الإيقاع كارل جرجس وعازفة الأورج أمية ملاعب وعازفي الجيتار أندريه شديد وفراس أبو فخر وعازف القيثارة ابراهيم بدر.

لكن انفصل عنهم فيما بعد أمية ملاعب، وأندريه شديد، واستمرت الفرقة ف يتقديم حفلاتها وأغنياتها بخمسة أعضاء فقط.

أعجب شباب الجامعة بتجربة زملائهم فقدموا لهم الدعم للأداء أمام حشد حي، قاموا بعرض صغير في افتتاحية لحفل موسيقي في حرم الجامعة، بموسيقى صنعوها خصيصًا كانوا يكتبون أغنياتها ويعزفونها بأنفسهم، وسرعان ما أصبحت الفرقة واسعة الانتشار، واكتسبت صيتًا في حلبة الموسيقى البديلة.

لكن كلمات وموضوعات الأغاني التي قدمتها «مشروع ليلى» أثارت الرأي العام بسبب نقدها للمجتمع اللبناني، وتناولها لمواضيع الفشل في الحب والجنس والسياسة، إذ تثير «مشروع ليلى» موضوعات لا يتناولها الكثير من الموسيقيين العرب.

كما أنها ترتبط بالكثير من الشباب في منطقة الشرق الأوسط. ففي أغنية «ونعيد» من ألبوم «رقصوك» تجد كلمات من هتافات الثورات العربية الأخيرة.

وكان أحد أعضاء الفرقة وهو العازف حامد سنو قد صرح بمثليته منذ بدء الفرقة لنشاطها حين اشتعل الجمهور حماسًا بينما كان سنو يقدم أغنيته «على بابه»، وهي أغنية عن رغبة الحبيب والشوق والاحساس بالضياع موجهة صراحة لرجل آخر.

ومن هي ليلى؟

لا أحد يعرف تحديدًا، فأعضاء الفرقة يقولون إنها كانت «ليلة» ثم أصبحت ليلى والتي صرحوا فيما بعد أنها فتاة اسمها ليلى، كانوا يجمعون التبرعات لها.

أصدرت الفرقة ألبومها الأولى عام 2009  «مشروع ليلى»  واحتوى على 9 أغاني أبرزها «فساتين»، «رقصة ليلى» و«شم الياسمين». في فبراير 2011 أصدرت الفرقة أغنية «غداً يوم أفضل» وهي نسخة عربية لأغنية (Clint Eastwood) إهداء إلى جيل الثورة.

وفي عام 2011 أصدرت الفرقة ألبومها الجديد الذي أطلق عليه اسم «الحلّ رومانسي» ويحوي 5 أغاني مكملة للألبوم الأول. أحيت الفرقة حفلات في الخارج وفي الوطن العربي كان أبرزها حفلتهم الأولى في القاهرة على مسرح الجنينة  عام 2011.

 

اعتمدت «مشروع ليلى» على تمويل جماهيري منذ انطلاقها، حيث اعتادت أن تطلب دعما من جمهورها الذي يتابع هاشتاج على موقع تويتر#OccupyArabPop لتحقق «أكبر إصدار موسيقي مستقل في العالم العرب».

كانت «مشروع ليلى» حريصة على توصيل رسالتها لكبار السياسيين، وعندما برزت الفرقة في “مهرجان بيبلوس” عام 2010، تصادف وجود رئيس الوزراء آنذاك سعد الحريري بين الجمهور، قدموا وقتها أغنية «عالحاجز» أمامه وتتناول الأغنية التجربة المريرة للكثير من سكان بيروت في تعاملهم مع الحراس بنقاط التفتيش في الشوارع المحيطة بكبار القوم.

أصدرت الفرقة ألبومات 4 ألبومات، «مشروع ليلى» 2009، «الحل الرومانسي» 2011، «رقّصُوك» 2013، «ابن الليل» 2015.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى