هل حقا تحترق القاهرة؟
زحمة
نشب صباح اليوم حريق في بعض المكاتب بمبنى محافظة القاهرة، وتحديدًا في الدور الثالث من المبنى وامتد إلى أجزاء من الدور الرابع. وتم الدفع بثماني سيارات إسعاف للسيطرة على الحريق الذي لم يُسفر عن أي إصابات، وفقًا لمدير الحماية المدنية، اللواء جمال حلاوة.
يأتي الحادث ليكمل سلسلة من الحرائق التي ركزت عليها وسائل الإعلام بشكل كبير بداية من الحريق الهائل بمنطقة العتبة يوم الإثنين، والذي استمر لمدة 12 ساعة متواصلة، وأسفر عن وفاة 3 أشخاص وإصابة حوالي 90، واحترق مئات المحال التجارية، والذي كان بداية لتركيز كبير من وسائل الإعلام على ما وصفته بـ “سلسلة الحرائق” التي تعيد إلى الأذهان حريق القاهرة، ووصلت إلى ترديد شعار مثل “مصر بتولع”.
لكن على الرغم من التناول الكبير للحرائق في الميديا، إلا أن حجمها وطبيعتها وعدد الإصابات وحجم الخسائربها، باستثناء حريق العتبة، ، كان أقل كثيرا من أن يتم التركيز عليه بهذه الصورة.
وفيما يلي نماذج لحقيقة عدد من تلك الحرائق التي تم نشرها في الإعلام بصورة أكبر كثيرا من حجمها:
حريق المديرية “في السطوح”:
تصدر الأخبار يوم السبت 7 مايو أنباء حريق هائل بميرية أمن الجيزة، وتم الربط بينه وبين قضية الإيطالي القتيل جوليو ريجيني، لكنه لم يكن سوى حريق محدود في مخلفات أعلى سطح المبنى. وأكد آنذاك ”مصدر أمني“ أن الحريق لا علاقة له بأوراق ملف قضية جوليو ريجيني، مشيرًا إلى أن أوراق قضية ريجيني لدى إحدى الجهات القضائية، وأن الجانب الإيطالي يمتلك نسخة من الوثائق والأوراق الخاصة بالقضية.
حريق الغورية ” بلا إصابات”:
وأمس الأربعاء استمرت الأخبار حول ما وصف بالحرائق ”الهائلة“، ففي الساعات الأولى من صباح الأربعاء اندلع حريق بمنطقة ”سوق التربيعة“ بمنطقة الغورية الواقعة بحي الجمالية بالقاهرة. وذكرت وزارة الداخلية أن الحريق طال 6 محلات للأقمشة، ولم يسفر عن أي إصابات.
من الجدير بالذكر أن حوادث ”الرويعي“ و”الغورية“ تم نقل تبعاتها وعمليات الإطفاء على الهواء مباشرة في بعض القنوات التليفزيونية، وهتف بعض من أصحاب المحلات في الغورية بعد الحريق ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي، واعتبروا أن الحريق متعمد.
البساتين “خبر كاذب”:
ثم أصدرت محافظة القاهرة منتصف يوم أمس بيانًا ذكرت فيه وقوع انفجار هائل بحي البساتين أسفر عن وقوع حريق وقتلى ومصابين، لكن سرعان ما تم نفي البيان وقالت مديرية أمن القاهرة إنه لا صحة لما تم تداوله عبر عدد من ”وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن وقوع انفجار بعقار بالبساتين أسفر عن مصرع شخصين.“
الدرب الأحمر “شقة سكنية”:
وكانت وسائل الإعلام قد تداولت فجر اليوم خبرا عن اندلاع حريق ”هائل“ في منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، وتمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق الذي لم ينشب سوى في واحدة من الشقق السكنية ولم يُخلف الحريق أي إصابات.
دار القضاء العالي “موتور سيارة”:
ووصل الأمر إلى نشر خبر عن “حريق هائل” في دار القضاء العالي، ليتضح بعد ذلك أن الحادث عبارة عن اشتعال موتور سيارة ملاكي أثناء مرورها بشارع شامبليون خلف المبنى.
ثم انتقل الأمر إلى حرائق على غرار “اشتعال محول كهرباء في الدقلهية”
وسرعان ما اتجه البعض إلى وصف ماسماه بسلسلة الحرائق أنها أسلوب مدبر لـ”حرق القاهرة،“ فقال الإعلامي محمد الغيطي عبر برنامجه بقناة ”LTC“ إن جماعة الإخوان المسلمين هي من تقف خلف تلك الحرائق ، وأضاف أن أجهزة مخابرات أجنبية تساعدها في ذلك بالمال والسلاح.
وتابع أن تلك الدول التي تدعم الإرهاب هي إسرائيل وأمريكا وتركيا وقطر وتنفذ مخططاتها من خلال الإخوان الذين يرغبون في إيصال رسالة واضحة: “يا نحكمكم يا نحرقكم”.
بينما هاجمت الإعلامية رانيا بدوي، المذيعة بقناة اليوم، ”أهل الشر“، مؤكدة أن هناك إشارات بأن الوقائع مدبرة. وتابعت أن أعداد الحرائق في الفترة الأخيرة ارتفعت بشكل ”غير طبيعي وغير مبرر.“
.
المعدل طبيعي
وبالنظر إلى تلك المبالغات، لم يكن غريبا أن تصرح جهة الاختصاص، وهي الإدارة العامة للحماية المدنية، بأن معدل الحرائق طبيعي فى مثل هذا التوقيت، وليست ظاهرة.
