حيواناترياضةمنوعات

هل تتخلص روسيا من الكلاب الضالة قبل كأس العالم؟

يخشى نشطاء حقوق الحيوان في مدينتي سوتشي وييكاترينبرغ تكرار ما حدث قبل دورة الألعاب الشتوية في 2014

المصدر: The Guardian  –

ترجمة: ماري مراد

في وقت سابق من هذا العام، التقى نائب رئيس الوزراء الروسي، فيتالي موتكو، ناشطا في مجال حقوق الحيوان لمناقشة مخاوف من إبادة الكلاب الضالة قبل كأس العالم لكرة القدم هذا العام، وتعهد موتكو بوقف كل القسوة، مشيرا إلى أنه أمر ببناء ملاجئ للحيوانات الضالة.

لكن النشطاء يزعمون استمرار قتل الكلاب، وأن كلمات موتكو لا معنى ها، نظرًا لأن حكومات المدن ليست مضطرة إلى اتباع التوصيات المقدمة على المستوى الفيدرالي.

هناك ما يقرب من مليوني حيوان ضال في المدن المضيفة في 11 دولة في كأس العالم في روسيا، وتشير التقديرات إلى أن السلطات المحلية ستنفق ما يصل إلى 119 مليون جنيه إسترليني على صيد الحيوانات، وحبسها، وتعقيمها، وقتلها بشكل رحيم هذا العام، لكن النشطاء يحذرون من أن المسؤولين الواعين بالصورة يحاولون إزالة الحيوانات الضالة من الشوارع بالوسائل العادلة أو المخالفة قبل وصول اللاعبين والمشجعين الشهر المقبل.

في حين أن العقود الخاصة بتنظيم عدد الكلاب الضالة تفوز بها شركات خاصة في روسيا سنويًا، هناك بعض الأدلة على أن حجم هذه المناقصات ازداد هذا العام، وحصلت عريضة على الإنترنت أطلقتها ييكاترينا ديميترييفا -رئيسة المنظمة غير الحكومية “مؤسسة حماية الحيوانات الحضرية”- في أواخر العام الماضي تدعو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإلغاء العقود قبل كأس العالم، على ما يقرب من مليوني توقيع، ولكن لم يصدر أي رد من الزعيم الروسي، الذي يعرف بأنه يملك العديد من الكلاب الأليفة وكثيرًا ما يتحدث عن حبه للحيوانات.

رغم اختلاف سياسات المدن الروسية حول الحيوانات الضالة، يمكن أن تكون هذه العقود مربحة للغاية. في مدينة إيكاترينبرج المستضيفة لكأس العالم، على سبيل المثال، تدفع الدولة 380 ألف جنيه إسترليني للقبض على 4650 كلب، حتى بعض الروس أعلنوا عن عقاراتهم على الإنترنت كإسكان للكلاب خلال كأس العالم، على أمل الحصول على مكاسب مالية كبيرة.

المسؤولون الروس ينكرون أن يكون القتل الرحيم سياسة الدولة، وبعض المنظمات غير الحكومية تقول الشيء نفسه، وتقول إيكاترينا أوبلينسكايا، نائبة مدير منظمة الحق في الحياة -منظمة غير حكومية تعمل في مجال حقوق الحيوان تعمل في منطقة كالينينغراد الغربية، والتي فازت بعقد قيمته 21400 جنيه إسترليني لتوفير سكن مؤقت للكلاب التي تم انتقاؤها من الشوارع لكأس العالم- إن “هناك بعض حالات التسمم، لكن هذه حوادث خاصة ولا يوجد تسمم جماعي”.

لكن حتى كبار مسؤولي رعاية الحيوانات اعترفوا بحالات تعرض فيها الحيوانات لقسوة مرتبطة باستعدادات كأس العالم.

وشعر فلاديمير بورماتوف، رئيس لجنة البرلمان الروسي المعنية بالبيئة وحماية البيئة، بالرعب عندما زار ملجأ للكلاب في إيكاترينبرج في وقت سابق من هذا العام، وكتب بعد ذلك قائلا: “كان تأثير ما رأيته مؤلما للغاية. الكلاب والظروف التي تعاني من سوء التغذية والتي لا يمكن وصفها بأنها مرضية”.

وأشار إلى أن “كمية كبيرة” من الكلاب يتم وضعها بلا داعٍ مقابل 1.20 جنيها إسترلينيا لكل منه، وهو سعر يشير بقوة إلى أن الطرق المستخدمة لم تكن إنسانية على الأرجح، كما كشف أن الشركة التي تدير الملجأ لم تكن منظمة متخصصة في الحيوانات، ولكنها ركزت على جمع القمامة والتخلص منها.

وتأججت المخاوف بشأن معاملة الحيوانات قبل نهائيات كأس العالم بفضل خبرة نشطاء في أولمبياد 2014 في سوتشي عندما يقولون إن الكلاب التي لا مأوى قد تم القضاء عليها في حملة منسقة.

وبالعودة إلى 2014، أصبح مصير الحيوانات الضالة بسوتشي فضيحة دولية قبل البطولة، إذ ظهرت صور الكلاب التي تموت في الشوارع وحاول النشطاء يائسين إجلاءها من المدينة، واحتجاجا على ذلك، تبنى بعض الرياضيين الأولمبيين كلاب سوتشي وأعادوها إلى بلدانهم، وفي إحدى الحالات، خصص لها حساب على “إنستغرام”.

وبالتالي، بحسب التقرير الذي أعدته صحيفة “ذا جارديان” البريطانية، هناك مخاوف من تكرار ما حدث في سوتشي في جميع مدن كأس العالم في روسيا، وكذلك في سوتشي نفسها، التي تستضيف مباريات كأس العالم، وقالت كسينيا، ناشطة في مجال حقوق الحيوان في سوتشي: “نشعر بالخوف من تكرار ما حدث قبل الأولمبياد عندما كان هناك، على مدى أسبوع، حالات تسميم وإطلاق نار جماعي”.

وتظهر الوثائق على موقع المشتريات الحكومي أن شركة “باسيا سيرفيس” -التي نفذت عمليات الإعدام قبل دورة سوتشي للألعاب الأولمبية- فازت بـ4 عقود لاصطياد 3.501 من الكلاب والقطط الضالة في عام 2018، وتعهد المسؤولون الغاضبون في إحدى قرى مقاطعة توابس بتمزيق اتفاق مماثل مع الشركة في وقت سابق من هذا العام بعد العثور على بقايا الكلاب الميتة على جانب الطريق.

من جانبه، نفى رئيس بلدية سوتشي، أناتولي باخوموف، أن تكون المدينة أجازت قتل الحيوانات الضالة وقال إنه لا توجد خطط للقيام بذلك قبل نهائيات كأس العالم، كما تنفي “باسيا سيرفيس” أنها تستخدم أساليب غير إنسانية.

لكن ناشطو سوتشي يناشدون شبكاتهم المحلية بمراقبة أولئك الذين يستهدفون الكلاب الضالة وأن يقوموا بتصوير أو عرقلة أو استدعاء الشرطة حال رؤية تعرض الحيوانات للقسوة.

ووفقًا للتقرير، فإن الوضع أقل تقلبًا في المدن المضيفة الأخرى في كأس العالم في مدينة كالينينجراد الغربية ومدينة فولجا في نيجني نوفغورود اللتين تستضيفان الفريق الإنجليزي خلال مراحل المجموعات، إذ يقول الناشطون المحليون إن السلطات تستخدم سياسة “الفخ، والحياد، والعودة”، كما أن عمليات القتل نادرة في موسكو.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى