سياسة

هل تبدأ داعش غزو السعودية؟

بدأ داعش يسلط أنظاره صوب السعودية ويستمر في “العلاقة الآثمة” مع تركيا

0,,17748715_303,00

بين باراك – رايت سايد نيوز

ترجمة – محمود مصطفى

بدأت داعش بالفعل غزوها لمصر وليبيا بحسب ما يذكر موقع “شوبات” الإخباري، ويدعو زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي الآن لغزو السعودية إلا أن تركيا لحد الآن لا تفعل الكثير في الحرب ضد داعش.

يقول تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”

“في رسالة صوتية طولها 17 دقيقة، يعتقد أنها لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، يركز التنظيم أنظاره على المملكة السعودية، تلك البقعة التي شهدت بداية ظهور الإسلام والتي تعد أكبر دول العالم إنتاجا وتصديرا للنفط.”

“ولم يشر المتحدث في هذا المقطع إلى المملكة العربية السعودية بهذا الاسم الذي اشتق من اسم العائلة المالكة “آل سعود”، والتي لا يقبل التنظيم سلطتها في البلاد أصلا، مستخدما بدلا من ذلك كلمة “بلد الحرمين” في إشارة إلى مكة والمدينة.”

“ووجه المتحدث كلامه إلى الأعداد المتزايدة من أتباع التنظيم في السعودية، واضعا لهم قائمة بالأهداف التي يهاجمونها، بدءا من الشيعة الذين يمثلون أقلية بين السعوديين، ويعيش غالبيتهم في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط، بينما ينظر إليهم السلفيون الأصوليون المتشددون على أنهم هراطقة.”

وازدادت حدة الانقسامات الطائفية في منطقة الشرق الأوسط بعد التمرد الذي شهده العراق، حيث ينظر الكثير من السعوديين إلى أفراد التنظيم ليس كمجموعة من الإرهابيين بل كمقاتلين شجعان يدافعون عن المذهب السني ضد القوات المعتدية من إيران وحلفائها من الشيعة.”

وبينما تمثل داعش تهديداً للشيعة في السعودية، فمن الضروري أن كلاً  من تركيا وإيران يرى  فرصة لإضعاف آل سعود عبر داعش. في حالة تركيا، رهان إردوغان بشكل متزايد هو مع الإخوان المسلمين فكلاهما معاً يسعيان لعودة الخلافة العثمانية والجماعة ترقب إزاحة آل سسعود منذ عقود وإذا كانت تعتقد أن داعش يمكنها أن تساعد في ذلك فبها ورحبت.

عند تأسيس الجماعة في القاهرة في عشرينات القرن الماضي كانت لديها تطلعا لأمرين الأول هو عودة الخلافة لتركيا والثاني هو الانتقام من السعوديين.

وبالتالي فالسماح،” أو على الأقل عدم فعل الكثير لإيقاف” لداعش بإثارة حركات تمرد محلية داخل السعودية يعني أن داعش تمثل أداة مساعدة للجماعة وتركيا وحتى إيران التي لها عداوة مع السعوديين أصحبت ملتهبة منذ وقت ليس بالقليل.

في الشهر الماضي، عبّر مستشار أوباما الموثوق به في السياسة الخارجية زبيجنيف بيرزينسكي عن اعتقاد خاطئ بأن تركيا وإيران والسعودية ومصر هي الدول الأربع التي يجب أن تعمل سوية للتغلب على داعش ، وتركيا في هذه الحالة هي الدولة الأهم.

هذا الاعتقاد خاطئ لأن تركيا متحالفة مع داعش،  والوضع الحالي هو أن داعش تخدم أهداف لتركيا فهي تساعد في نشر الفوضى في مصر وتحارب نظام بشار الأسد في سوريا وهي الآن تستعد لأن تفعل في السعودية ما تفعله في هذه الدول.

وفي ضوء التطورات الأخيرة هذه ربما كان أكثر شيء صادم قاله بيرزينسكي في الفيديو هو “يبدو لي أن آخر ما نريده في هذه المرحلة هو أن نجعل الصراع مع داعش صراعاً أمريكياً ضد إسلام متعصب بشكل مضطرد. لاحظت اليوم، حتى في الصحف، إشارات إلى جهاديين وما إلى ذلك. علينا ان نقلل من استخدام هذه اللغة فنحن نتعامل مع مجرمين هم أنفسهم يهددون العالم الإسلامي وبالتالي حلفائنا من الدول مسلمة.”

ما يدركه أشخاص مثل بيرزينسكي لكن يختارون أن يتجاهلونه هو أن الوضع الحالي يقول إن اثنين من الدول الأربعة التي يريد أن يراها تعمل سوياً لمحاربة داعش هي في الواقع مهتمة أكثر باستخدام داعش لأغراضها الخاصة.

بالنسبة لتركيا وإيران، فهما  يريان داعش كمصارعين يقاتلون من أجل ترفيههما  في مصر وسوريا والسعودية. وكما ذكر تقرير لـ”شوبات” مطلع هذا الشهر، أرسل أوباما خطاب استرضاء لآية الله في إيران يُزعم أنه طلب فيه المساعدة في الحرب ضد داعش، إلا أن وجوداً أكبر لداعش في السعودية سيكون حافزاً ضعيفاً لإيران للتحرك ضد داعش.

بالإضافة إلى ذلك فإن تركيا وإيران يتعاونان خفية منذ وقت ليس بالقليل، بحسب ما ذكر تقرير لموقع “شوبات”، وكلتا الدولتين تحترم قوة الأخرى وكلتاهما تجد منفعة متفاوتة من سقوط بشار الأسد.

نعم، الأسد وإيران حليفين  لكن الأشياء تتغير،  الأسد يضعف يوماً بعد يوم وسقوطه سيترك سوريا لتركيا وحينها يمكن لإيران ضم العراق.

إزاحة الأسد ستساعد كذلك في تقوية داعش طالما أن هذا شيء تريد له تركيا  وإيران أن يحدث، وهو ما ينطبق كذلك على التسبب في صداع لآل سعود.

أحد أكبر المفارقات هو أنه منذ بداية الحرب الأهلية السورية في 2011، كان السعوديون من أكبر الداعمين لعزل الأسد ويرجع هذا إلى حد كبير إلى دعم إيران للأسد، لكن الآن عزل الأسد سيمثل على الأرجح تهديداً أكبر للسعوديين وهو ما يمثل حافزاً إضافياً لإيران لترك داعش وشأنها.

عرفنا هذا الأسبوع أن داعش والقاعدة قررا تشكيل تحالف لمحاربة أعداء مشتركين. وبناءاً على المدة التي سيستمر فيها هذا التحالف قد يواجه السعوديون مشاكل إضافية في الجنوب.

ويفسر ذلك تقرير “بي بي سي” الذي يقول ” وإلى جانب قطر والكويت، تسعى السلطات السعودية جاهدة لمنع التبرعات التي يقدمها الأفراد إلى تنظيم الدولة الإسلامية.”

“وفوق كل ذلك، شهد الوضع الأمني على الحدود الجنوبية للبلاد المحاذية لليمن تدهورا سريعا، حيث انضم عدد من السعوديين المتشددين إلى تنظيم القاعدة بعد أن جرى الإفراج عنهم من برامج تأهيل كانوا قد تعهدوا فيها بنبذ العنف.”

مرة أخرى، كل هذا يظهر فقط كم هو ضار إدخال تركيا في حلف الناتو. الولايات المتحدة ملزمة بشروط حلف الناتو فمهما ظهر أن تركيا شريرة فإن الولايات المتحدة ملزمة بالدفاع عن تركيا طالما هي شريك في الناتو.

ما لا يرغب أحد من أصحاب المنطق أن يعترف به هو أن هذا الشريك في الناتو يقيم علاقة آثمة مع داعش ويجب أن يطرد من الناتو فوراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى