ترجمات

هذه القرية الهندية تجبر الفتيات على العمل في تلك المهنة

لا يملكن بديل عن هذه المهن

 

The Guardian

ترسل العديد من العائلات في الهند التعازي بمجرد ولادة بنت في عائلتهم.

ورغم ذلك فإن حالة لينا مختلفة إذ احتفلت أسرتها،حيث أن السيدات في هذه القرية وحدهن من يعول الأسر بمجرد بلغوهن سن 11 عامًا، فتبدأ معظمهن بممارسة  الجنس مع الزبائن، حسبما نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية.

وألغت الهند التمييز الطبقي منذ ما يقرب من 70 عامًا، بينما تقاليد من آلاف السنين، لم يتم التخلص منها بسهولة، وبالنسبة لمعظم الهنود، لاتزال للطائفة سطوة على الشعب من يتزوجون وماذا يأكلون، كما أن الطوائف تُقيد الملايين بقيامهم بأعمال مُسيئة، والدليل على ذلك ظاهرة  استغلال الأطفال والاتجار بهم في ساجار جرام، وعشرات القرى الأخرى عبر المناطق النائية في الهند، حتى صار ذلك واحد من أكثر مظاهر القرية المُزعجة.

يقول آشيف شيخ من جان ساهاس، وهي جماعة دعوة تعمل مع أدنى الطوائف في الهند ويطلق عليها “المنبوذين”، موضحًا “إنهم طبقة عبودية واسترقاق جنسي”: “نُقدر أن هناك حوالي 100 ألف امرأة وفتاة في هذا الموقف، وهناك المزيد لم نقم بتحديدهم، على اعتبار أنها قضية لا ترى”.

لينا، فتاة تبلغ من العمر 22 عامًا، تتذكر الرهبة التي شعرت بها وهي تتذكر ما قيل لها من البالغات في الباتشاراس، حينما بلغت الخامسة عشر عامًا، وكانت عائلتها تعاني من مشاكل مالية.

أخبروها بأن “والداك يمران بوضع صعب من الناحية المادية، إذن كيف يمكنك الذهاب إلى المدرسة؟ يجب عليك  الاتجاه للعمل”.

“كانت بقية الفتيات في قريتي تقومن بنفس الأمر، لذا لم أتردد لحظة بأن أبادر بالعمل، فقد كانت مسؤوليتي”.. كلمات رددتها لينا.

منذ ولادة تلك الفتيات في ساجار جرام، يتم إعدادهن للزواج بهذه الطريقة، إذ يقفن بجانب الطرق السريعة على اعتبار ظن آبائهم بأنهن سيحققن أفضل سعر، فالفتيات الأكبر سنًا يتعلمن كيفية جذب الزبائن لهن في أثناء مرورهم بالشاحنة أو السيارات على الطرق، بينما تبقى الفتيات الأصغر سنًا يراقبن الأكبر منهن.

كان الجنس لغزًا بالنسبة إلى لينا “حينما كنت صغيرة، كان أهم شيء بالنسبة لي رؤية المال الذي يقدمه العميل”، وحسبما تقول: “لم أكن أفهم ماذا كانوا يفعلوا بي، ولكنني كنت أرى المال قادمًا وهذا يكفي”.

سعّرت عذريتها بمبلغ 55 جنيه إسترليني في الليلة الأولى، بينما انخفض سعرها بعد ذلك، وتقول امرأه أخرى من طائفة “باتشاراس” تبلغ من العمر 29 عامًا، إن أكثر ما يمكن أن تحصده يقدر ب 2.19 جنية استرليني، وربما قد ترى خمسة أو ستة رجال في يوم واحد.

وقد أدى تفضيل الهند للأطفال الذكور إلى خلق اختلال كبير بين الجنسين في طائفة باتشاراس حيث إن هناك 3595 امرأة في المنطقة مقارنة بـ2770 رجلاً وفقًا لآخر إحصاء للسكان.

ومع زيارة هذه القرية ليلاً، يمكن رؤية عدد قليل من النساء أو الفتيات “يذهبن جميعهن إلى الفنادق لوقف السيارات”، مدللاً على ذلك رجل كبير السن، ومُشيرًا إلى الطريق السريع المٌجاور، حيث أن كل بضع مئات من الأمتار على طول الطريق  “يمكنك أن ترى  الفتيات  تلوح لأي سيارة تُبطئ”

والجدير بالذكر أن السن القانوني للموافقة على ممارسة الجنس في الهند هو 18 عامًا،  وأصدرت ولاية ماديا براديش، الولاية التي يقع فيها قرية ساجار جرام، عقوبة الإعدام في حق أي شخص يغتصب طفلاً في سن 12 عامًا، وتزيد عقوبة السجن أيضًا على البالغين الذين يمارسون الجنس مع شخص دون سن 18 عامًا، حيث تقول الشرطة إنها ألقت القبض على 7 أشخاص لارتكابهم جرائم استغلال جنسي في ساجار جرام في العام الماضي، من بينهم خمس نساء قاموا ببيع بناتهن دون السن القانون.

ورغم أن القانون واضح، ولكنه لا يؤثر على العادات الاجتماعية والاقتصادية بشكل كبير.

وحسب ما يقول نائب مفتش شرطة في الهند، ناجندرا سيكارار: “إنها تجارة تقليدية”، مُشيرًا إلى أن هناك فتيات يتم إعادة تأهليهن، لكن يعودن إليها،  “والقضية الرئيسية هو أننا لا نملك وظائف بديلة لهن، لذا حرصت عائلاتهن على حثهن على مواصلة العمل”.

معظم رجال طائفة باتشاراس لا يعملون، فقط أقل الوظائف أجرًا وأكثرها مهينة متاحة لهم على أي حال، لذلك يعتمدون على أطفالهم وبناتهن، وهم ينتظرون على شرفاتهم مع بقية أفراد الأسرة، بينما بناتهن في الداخل مع الزبائن.

في إحدى القرى الهندية، يقول رجل يبلغ من العمر 50 عامًا، ويعتبر الأب الوحيد الذي يمنع فتياته الخمس من ممارسة الجنس مع الرجال يقول: “كيف يمكن لأي من الوالدين إرسال بناتهن عن طيب خاطر رغم تعرض تلك الفتيات إلى العنف والاعتداء العقلي والجسدي؟”.

وبينما كانت والدته عاهرة، وكان لديه أربع شقيقات، أكد: “منذ اللحظة التي فهمت فيها ماذا يفعلن، حاولت منعهن، إلا أن والدي ووالدتي كانا ضدي” مُبررين ذلك بأنها “ثقافة مستمرة منذ سنوات”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى