سياسةمجتمع

هذا ما يحدث حين تزيد النساء في الحكومة

تايم: عين رئيس الوزراء الكندي الجديد نصف حكومته من النساء، فماذا حدث في الدول التى سبقته؟

15 وزيرة في الحكومة الكندية الجديدة

تايم – تشارلوت ألتر – ترجمة: محمد الصباغ

تصدر رئيس الوزراء الكندي الجديد جاستن ترودو، الأربعاء، عنوان الصحف عقب إعلانه عن تعيين نصف وزراء مجلسه من النساء، وهو القرار الذي برره بجملة بسيطة ”إننا في 2015“، وأكسبته تلك الخطوة إشادة دولية وعددا قليل من الإغماءات.

لم تكن كندا الدولة الأولى التي تنتهج هذا الأسلوب بزيادة التمثيل النسائي في الحكومة. وقامت الدول ذات التمثيل النسائي الأكبر في السلطة التشريعية بخطوات رئيسية في قضايا مثل التعليم، والمشاركة في القوى العاملة والإجازات مدفوعة الأجر.

والدول التالية قامت بجعل نسبة المرأة في البرلمان أو الحكومة 50% على الأقل، بينما المرأة تمثل 19% من أعضاء الكونجرس و4 وزيرات فقط من بين 15 وزارة في إدارة أوباما.

تقول أفيفا ويتنبرج، المديرة التنفيذية لشركة “توينتي فيرست” المتخصصة في الاستشارات وتركز على التوازن في النوع في بيئة العمل :”نعرف أن الشركات ذات القيادة المتوازنة في النوع تكون نتائجها أفضل بشكل ملحوظ عن تلك التي يكون فيها الرجال أغلبية”، وأضافت: ”لماذا لا يكون ذلك صحيحاً على مستوى الدولة؟“

إليكم بعض الأمثلة القليلة لدول تمثل النساء فيها نسبة كبيرة من الحكومة وتتفوق على الولايات المتحدة في مستويات مختلفة:

السويد:

نسبة المرأة في الحكومة السويدية 52%، وتمثل 43% من البرلمان. لذلك لا عجب من أن السويد تعتبر جنة المرأة العاملة. وهناك يتم احتساب الإعانات الحكومية للعائلة باعتبار أن الدخل مشترك حيث يعمل كل من الرجل والمرأة ويساهمان في دخل الأسرة. ونتيجة لذلك هناك أكبر معدل لعمالة المرأة في الاتحاد الأوروبي. وتقريباً أقل نسبة في فقر الأطفال. في السويد أيضا، يحق للوالدين الحصول على إجازة أسرية مدفوعة الأجر لمدة 16 شهرا (ويتم اقتسامها للثنائي)، وخلال 13 شهراً من تلك الإجازة المدفوعة تحصل الأسرة على 80% من دخلها والباقي معدل ثابت. وإذا قارنا ذلك بسياسات الولايات المتحدة، نجد أن غياب الإجازة الأسرية مدفوعة الأجر يمثل ضغطاً عصبياً كبيراً على المرأة والأسرة، وغالباً ما يتسبب ذلك في ترك النساء للعمل تماماً.

رواندا:

في البرلمان الرواندي تبلغ نسبة المرأة حوالي 64% وفقاً للاتحاد البرلماني الدولي، وقد حدث ذلك لأسباب مأساوية عندما تمزقت البلاد بفعل عمليات الإبادة الجماعية عام 1994، وجدت رواندا نفسها بتعداد سكاني نسبة النساء به 70%، بعدما قتل آلاف الرجال في معارك دموية بين مجموعتي الهوتو والتوتسي العرقيتين (من بين 780 قاضيا في البلاد قبل المذبحة، فقط بقي 20 على قيد الحياة). قبل عمليات الإبادة، كانت تسيطر المرأة على 10-15% من المقاعد البرلمانية، لكن مقتل الكثير من الرجال سبب فراغاً في السلطة شغلته سريعاً المرأة الرواندية.

ورغم الطريقة المحزنة التي حدث بها الأمر، ساعدت المشروعات الجدد قوانين تسمح للمرأة بتملك الأراضي وفتح حسابات بنكية. وتم طرح نظام “الكوته” (نظام يخصص مناصبأو مقاعد برلمانية لفئة معينة) في 2003، وأدى إلى أن 30% من الأدوار الحكومية تكون مخصصة للنساء، وفقط النساء من يصوتن لتلك المقاعد النسائية. وبالتالي كان العائد من كل ذلك على النساء. رواندا الآن بها معدل وفاة للأمهات أقل من دول جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية، كما أن 87% من النساء الروانديات ضمن القوى العاملة للدولة – بالمقارنة مع 57% من النساء في المملكة المتحدة، وفقاً لمنظمة العمل الدولية.

فنلندا:

دائماً ما كانت تتفوق على الدول الأخرى في التمثيل النسائي – كانت من أوائل الدول في العالم التي أقرت حق المرأة المطلق في التصويت والترشح للبرلمان. ومن الصعب فصل سياسات فنلندا المتقدمة عن حقيقة أن الحكومة دائماً ما يكون تمثيل النساء فيها أكبر، وتلك السياسات لا يمكن بالضرورة أن تعود بشكل مباشر إلى نفوذ المرأة الفنلندية في البرلمان.

تعامل مع هاتين الحقيقتين كما تريد: تمثل المرأة في الوزارة بفنلندا نسبة 62%، واستطاعن خلق نظام تعليم حكومي يمكن أن يكون هو المعيار الذهبي الجديد. يتفوق الطلاب الفنلنديون على نظرائهم في الولايات المتحدة وبريطانيا، وروسيا أيضاً في كل النواحي الأكاديمية، ودائماً هم قريبون من قمة التفوق الأكاديمي، وذلك وفقاً لـ (PISA) معيار للتقييم الدولي للطلاب. نادراً ما تقدم المدارس الفنلندية اختبارات موحدة، وتركز على دور اللعب أكثر من الواجبات المدرسية، ويدفعون للمدرسين رواتب جيدة، و يذهب الجميع إلى مدارس عامة.

ويصنف البعض فنلندا بأنها الدولة الأفضل للحياة في العالم، والآن تمتلك تعليما متميزا، وأجازة أمومة مدفوعة الأجر بسخاء، ورعاية الطفل تكون مدعومة بشدة في المجتمع. كما أن المرأة عنصر دائم في الحكومة. بعد تلك المعلومات، استنتج ما تريد.

تقول ويتنبرج: ”الحكومات من المفترض أن تمثل الأشخاص الذين انتخبوها..“، وأضافت ”وبمجرد أن تتولى المرأة السلطة السياسية فإنها تتعامل بكل جدية مع الأمور التى يفترض أنها نعامة مثل رعاية الطفل وحقوق التناسل إلى التعليم والدعم“.

للأسف هذه الدول ليست إلا ظواهر. فعالمياً، تمثل المرأة 22% من عدد المقاعد في البرلمانات، وهناك 37 دولة تكون النسبة فيها أقل من 10%. لكن إذا كان ذلك يحدث في قليل من الدول التي يتم تمثيل المرأة فيها بشكل عادل، تخيل ماذا سيحدث إذا اتبع القادة العالم الآخرين نهج ترودو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى