سياسةمجتمع

هافنجتون بوست: أقباط مصر سيستمرون في السفر إلى ليبيا

 ترك رجل زوجته وطفله المولود حديثاً للعمل في ليبيا رغم علمه بأن المسيحيين هم هدف داعش الآن

هافينجتون بوست – جيسيكا إيلجوت – ترجمة: محمد الصباغ

سيستمر الأقباط المصريون في ترك عائلاتهم خلفهم، ويغامرون بالسفر إلى ليبيا رغم تهديدات الذبح من تنظيم الدولة الإسلامية. لأنهم يائسون من إيجاد عمل في مصر، حسب ما قاله قرويون أثناء العزاء.

تقول “بي بي سي” إنه من بين 21 مصرياً تم ذبحهم بواسطة فرع الدولة الإسلامية في ليبيا ، ينتمي 13 إلى قرية ”العور“ بالمنيا. و ذكر السكان الذين حضروا مراسم الجنازة في كنائس محلية أن من ضمن من قتلوا خمسة من عائلة واحدة.

تم احتجاز المختطفين الذين ظهروا في فيديو الذبح في شهري ديسمبر ويناير من مدينة سرت الساحلية التى يتمركز فيها المقاتلون الإسلاميون بشكل واسع الآن. ويقول السكان إنه رغم خطف قرابة عشرين مصريا وذبحهم بطريقة بشعة إلا أن الكثير والكثير من الشباب مازالوا يغادرون من أجل العمل في ليبيا ومعظمهم في مجال البناء.

وقالت مراسلة “بي بي سي” ”أورلا جويرن“: ”يقول كثيرون إن أقاربهم مازالوا يعملون هناك، وسيستمر القرويون في الذهاب هناك من أجل العمل“.

ويقول أحد الأشخاص بالقرية لـ”راديو وان الفرنسي” إن رجلاً ترك زوجته وطفله المولود حديثاً ليكسب قوته في ليبيا ويطعم أسرته، رغم علمه أن المسيحيين هم الهدف المفضل الآن للدولة الإسلامية.

اختطفت المجموعة الأولى من الأقباط في العام الماضي بعد أن نصب المسلحون نقطة تفتيش مزيفة خارج مدينة سرت، مكان ميلاد الديكتاتور الليبي معمر القذافي. وعقب تلك الواقعة بأيام شن المسلحون هجمة على مجمع سكني يسكنه عمال  أقباط ومسلمين في نفس المدينة، وقاموا بفصل المسلمين عن المسيحيين ثم اختطفوا المسيحيين وقيدوهم.

بدأت مصر غارات جوية على تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا كرد على مقتل المصريين. وحذر خبراء من أن التنظيم بدأ يؤسس لحكمه في الدولة التى تشهد ”غياباً للسلطات الشرعية“.

رجل دين مسيحي يرفع صورة أحد ضحايا تنظيم الدولة المتطرف

يقول السير ريتشارد دالتون، سفير بريطاني سابق بليبيا، إن الإضطرابات السياسية سمحت بانتشار العصابات المسلحة مثل الذين قتلوا الرهائن المصريين. ويضيف: ”ما استدعى الغارات المصرية هو شئ يعرفه الجميع بالطبع، هى مجموعة صغيرة من الإسلاميين المتطرفين في شرق ليبيا.. هؤلاء بلا رحمة، وأعلنوا ولائهم لتنظيم الدولة الإسلامية”.

و يصف خلفية التطورات الاخيرة قائلاً: ”خرجت ليبيا من التفكير الدولي، وذلك بسبب أزمات أخرى وهو ما يعني أن الخيارات محدودة جداً.  مشاعر القلق من الوضع كانت اكثر من البحث الفعلي عن حل للأزمة”.

وشدد على أن حجم تواجد تنظيم الدولة في ليبيا ”محدود“، واستبعد احتمالية أن يكون للمسلحين مركز قوة مشابه لما تم تأسيسه في سوريا و العراق.

و قالت متحدثة باسم مجلس الوزراء في بريطانيا إن المملكة المتحدة ”ناقشت مع مصر ما يجب فعله تحديداً في تلك اللحظة“، وبسؤاله عما إذا كانت بريطانيا ستمد مصر بمساعدة عسكرية قال: ”تركيزنا منصب على حل سياسي ولا توجد مناقشات بعيداً عن هذا الأمر حالياً في الحكومة“.

وقالت المتحدثة أيضاً إن قتل تنظيم الدولة الإسلامية لمواطنين مصريين ”يؤكد على أهمية إيجاد حل سياسي في ليبيا. وعين رئيس الوزراء مبعوثا خاصا لليبيا ليعمل مع شركائه من الأمم المتحدة والممثلين عن ليبيا للتقدم في هذا الأمر”.

ناقش ديفيد كاميرون ما يجب فعله ضد المتطرفين الإسلاميين مع سلطان بروناي. وتضيف المتحدثة: ”من المؤكد أن ما يجب القيام به حول العالم هو التعاون مع الدول الأخرى لإيقاف تهديد تمدد المتطرفين الإسلاميين وأيدولوجيتهم المسممة، أينما وجدت“.

وحول إذا ما كانت بريطانيا نادمة بسبب قرار كاميرون بإشراك قوات عسكرية بريطانية في ليبيا عام 2011، قالت: ”كانت دولة يضطهد فيها ديكتاتور شعبه، وكانوا غير قادرين على تحقيق تطلعاتهم ونادوا بليبيا سلمية وديمقراطية. ما فعلناه هناك وقرار التدخل كان قراراً دولياً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى