أخبارسياسة

هارتس: حفيد مهاجم ” أولمبياد ميونيخ” يخوض انتخابات الكونجرس الأمريكي

عمار النجار: لا أوافق على أفعال جدي وأراها “مروعة”

أبدى عمار إعجابه بالسيناتور بيرني ساندرز

هارتس 

ترجمة: فاطمة لطفي

قالت صحيفة هارتس الإسرئيلية إن حفيد منفذ مجزرة ميونخ (1972) سيخوض انتخابات الكونجرس الأمريكية المقررة نهاية العام الجاري، وأشارت إلى أن عمار كامبا النجار، يحظى بإشادة من أعضاء الجالية اليهودية المحلية في الولايات المتحدة بسبب مواقفه المعتدلة من القضية الفلسطينية الإسرائيلية. 

وذكرت الصحيفة في تقرير لها إنه من المتوقع أن يحصل عمار، حفيد يوسف النجار الذي وصفته الصحيفة بـ”الإرهابي الذي نفذ مذبحة وقتل رياضييين إسرائيليين أثناء دورة الأولمبياد الصيفية المقامة في ميونخ بألمانيا عام 1972″، على موافقة رسميّة من الحزب الديمقراطي بكاليفورنيا في وقت لاحق من هذا الأسبوع، قبل انعقاد انتخابات التجديد النصفي بكاليفورنيا، موضحة أن من أكثر التحديات التي تواجهه هو خلفيات عائلته.

نجار هو حفيد محمد يوسف النجار، العضور البارز في المنظمة الفلسطينية “أيلول الأسود”، التي نفذت العديد من الهجمات ضد الإسرائيليين في أوائل سبعينييات القرن الماضي، من بينها مجزرة “ميونخ” التي وقعت عام 1972 أثناء دورة الأولمبياد الصيفية المقامة في ميونخ بألمانيا. وانتقاما من الهجوم المرّوع، قتلت قوات الكوماندوس الإسرائيلية يوسف النجار وزوجته في بيروت بحسب تقرير الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن والد عمار ياسر النجار، هو مسئول سابق في السلطة الفلسطينية، ومؤيد لأفعال والده وفخور بها على عكس حفيده الذي يصفها بـ”المروعة”، والذي أوضح أن تاريخ عائلته وتوجهاتهم وآرائهم “مختلفة تماما” عنه قائلا “بصفتي مواطن أمريكي يعيش في القرن العشرين، لن أكون قادرا أبدا على فهم أو غض الطرف عن أفعال ودوافع جدي”.

وبحسب مقابة أجراها عمار مع الصحيفة، أبدى إعجابه بالسيناتور بيرني ساندرز، متعهدا أنه في حالة فوزه في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، سيركز على عدم المساواة في الولايات المتحدة، لكن سيحاول أيضًا “العمل من أجل حل لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين”.

وأوضحت الصحيفة أنه من دواعي السخرية، إذا لم تغتال قوات الكوماندوس الإسرائيلية يوسف النجار إبريل 1973 (والتي من بينها رئيس الوزراء المستقبلي إيهود باراك) لم يكن حفيده ليصبح مرشحا للكونجرس الأمريكي. وفي أعقاب مقتل يوسف النجار، توجه نجله ياسر للعيش مع جدته في مصر. وفي عام 1981 قرر مغادرة الشرق الأوسط مهاجرا إلى الولايات المتحدة مستقرا في سان دييجو، حيث التقى والدة عمار، أبيجيل، وحيث ولد أيضا عمار في أواخر ثمانينيات القرن الماضي.

Image result for Munich massacre
لقطة من الهجوم

يوضح عمار بحسب المقابلة “والدي مسلم فلسطيني ترعرع في لبنان ومصر، فيما تنحدر والدتي من عائلة كاثوليكية في المكسيك. درست في مدرستين إسلامية وكاثوليكية”، مضيفا “أنا فخور لأنني أمريكي من خلفيات متنوعة، مثل الكثير من الأمريكيين ذو الأصول المختلفة من حول العالم”.

قضى عمار سنواته الأولى في غياب أبيه، الذي كان قد انتقل إلى غزة وقت تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994. يحكي عن ذلك “عندما كنت في الثامنة عام 1997، انتقلت إلى غزة وتعرفت على أبي وعائلتي للمرة لأول مرة”. وفي عام 2001، عاد عمار إلى الولايات المتحدة، وانتظم في مدرسة إسلامية في سان دييجو، فيما كانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية على وشك الاندلاع.

” كان وقتا مخيفا” يتذكر عمار قائلا “جعلني ذلك أتعاطف مع الألم الذي يشعر به طرفي الصراع. أدركت كم كان الوضع مؤلم وصعب على الفلسطينيين والإسرائيليين، قضيت في غزة سنوات قليلة، وكنت أشعر بالحزن عند التفكير أن الناس هناك يتعاملون مع هذا النوع من العنف طوال حياتهم”.

لا يدافع عمار عن أفعال جده ويقول “مدنيون أبرياء قتلوا، ولا يوجد تبرير لقتلهم” كما أن تفكيره مختلف عن تفكيره أبيه، الذي بحسب مقال في واشنطن بوست الأمريكية عام 1996 فخور بيوسف النجار ويرفض “قبول أن قتل رياضيين أكثر بشاعة من أعمال العنف التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على مدى سنوات”.

فيما يوضح عمار أنه ضد هذا النوع من المقارنات، والتنازع حول من عاني أكثر “الكثير من الأشخاص قتلوا، وما فعله جدي لا مبرر له. وهدف جيلنا هو أن نكون أفضل من أسلافنا، والعثور على سبيل لإنهاء الصراع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى