مجتمعمنوعات

رسم “التاتو” وإزالته.. هل يُسبّب الوشم السرطان؟

50 حالة من سرطان الجلد بسبب الوشم

استنتجت هيئة الرقابة على المواد الكيميائية في الاتحاد الأوروبي أن المواد الموجودة في أحبار الوشم تُشكّل خطرًا، ولذلك تعيّن على الدول الأعضاء التصويت لفرض قيود على 4 آلاف مادة كيميائية قيد الاستخدام.

وحسب ما ذكرته صحيفة “الإندبنتدنت” البريطانية، في تقريرها أن المراجعة الأخيرة للاتحاد الأوروبي لأضرار الوشم نجمت عن تنامي شعبيته، فهناك نحو شخص من كل 12 شخصا يرسم وشمًا، كما أن واحدا من كل أربعة أشخاص يتراوح أعمارهم بين 18 إلى 35 يرسمونه باعتباره “موضة”.

ونظرًا لأن الأصباغ المُستخدمة تبقى على الجسم بصورة مستمرة فإن التأثير الضار من المواد الكيميائية لا مفر منه، على اعتبار أنه لأي مادة كيميائية فترة زمنية معينة.

كان الاتحاد الأوروبي قلقًا بشأن عدم وجود إشراف كافٍ على المواد المستخدمة داخل الوشم، إذ إنها مزيج من العديد من المكونات، وغالبًا ما يتم شراء موادها الكيميائية من مورد واحد كي يتم خلطه وبيعه إلى الموزعين ومن ثم إلى صالونات الوشم.

ورغم أنه من المفترض أن تكون المواد مُصنفة بدقة، خاصة إذا كانت خطرة، فإنه لا توجد شروط موحدة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، لذا قال أحد المسؤولين: “إنه تم استيراد ألوان عدة لدول الاتحاد الأوروبي واستخدمها الناس وهم لا يعرفون ما تحتويه هذه الألوان، وهذا أمر خطير للغاية”.

بالإضافة إلى أن نقص التعليمات الخاصة بمكونات الأحبار، ووجود أبحاث توضّح التأثيرات البعيدة المدى، كل ذلك جعل الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية تستخلص أن القيود المفروضة في حاجة إلى حماية العامة من خطر المواد الكيميائية المُستخدمة في الوشم “ومستحضرات التجميل الدائمة” كرسم العينين بقلم لا يُمكن إزالة مادته بعد الرسم.

ومن هنا، فإن “الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية وضعت مقترحات لتغطي نحو 4 آلاف مادة حيث إن هناك تشريعات لدول تمنع استخدام هذه المواد على الجلد، وبالطبع لا يمكن حقنها تحت الجلد”، حسبما قال مارك بلاني، مسؤول علمي بارز في الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية.

وأضاف بلاني: “أكثر المخاوف شدة هو الحساسية التي تُسببها المواد الموجودة في الأحبار، ويُمكن أن تُسبب السرطان أو الإضرار بالحمض النووي أو التأثير على الإنجاب”، وأكد: “نحن لا نتطلع إلى حظر الوشم لكن نسعى إلى التأكد من أن الأحبار آمنة للناس قدر الإمكان”.

اختتمت المشاورة العامة في يونيو والآن تعمل الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية على إعداد المقترحات النهائية لإرسالها إلى اللجنة الأوروبية في وقت لاحق من هذا العام، قبل تصويت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لعام 2019.

وعلى الرغم أن هناك أمثلة -حول المواد الكيميائية المُسببة للسرطان- تُستخدم فيها الأحبار فإن تقرير الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية يلفت الانتباه إلى أنه لا يوجد أي دليل مباشر على أن الأحبار تُسبب السرطان، “إلا أن ذلك لا يمنع من الإصابة به” حسبما أشار بلاني.

هناك مجالان رئيسيان للقلق وهما ثأثيرات المواد الكيميائية عند حقنها في الطبقة السفلية تحت الجلد، والتأثير طويل الأجل بعدما تنتهي صلاحية صبغة الأحبار المُستخدمة، على إثر هذا فقد وجدت دراسة -نشرتها تقارير علمية عام 2017- أدلة على وجود جسيمات صباغية من حبر الوشم في الغدد الليمفاوية للمرضى، وفي الخلايا المناعية للجسم.

ومع ذلك، من الصعب معرفة ما إذا كان له تأثير طويل المدى على الصحة مُسببًا السرطان أم لا حيث إنه عادة لا يظهر قبل سنوات أو عقود بعد التعرض لمكونات الوشم، تبعًا لما أشار إليه مؤلف الدراسة العلمية الدكتور هيرام كاستيلو، إلى “ميد سكيب ميديكال نيوز” الوجهة العالمية الرائدة على الإنترنت للأطباء والمتخصصين في الرعاية الصحية.

وتوضح البيانات الخاصة بالأوبئة أن العلاقة بين مكونات الوشم والتأثيرات الضارة المزمنة له، بالكاد يمكن كشفها، وفي عام 2012، وجدت مراجعة طبية من مجلة “لانست” الطبية أن سرطانات الجلد التي تبدو مرتبطة بشكل وثيق بأحبار الوشم، ظلت نادرة، إلا أن الباحثين وجدوا 50 حالة على سرطان الجلد بسبب الوشم.

فإذا كنت رسمت وشمًا في وقت ما، فما عليك سوى أن تتواصل مع الطبيب إذا فضلت إزالته لتقليل خطر الإصابة بالسرطان مع الأخذ في الاعتبار أن إزالته بالليزر تستدعي تكسير الصبغات على الجسد من خلال تحويلها إلى جسيمات أصغر، وقد تشمل هذه الجسيمات على مواد كيميائية بإمكانها أن تنتشر في أنحاء جسدك.

ويُنصح الأفراد الذين يفكرون في رسم وشم جديد، النظر إلى طرق الوقاية من الأمراض الناتجة عنه، وأن تكون الصالونات المختصة بمهمة رسمه قادرة على توفير الأحبار من الباعة الموثوق بهم لتجنب أي مخاطر صحيحة والابتعاد بما يكفي من مواده الخطرة.

ترجمة: رنا ياسر

المصدر: The Independent

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى